في ظل الحرب مرضى السرطان يواجهون خطر الموت البطيئ في اليمن.

متابعة /هارون الواقدي
في الوقت الذي ننتظر فيه  على ظهور نتائج الفحوصات التشخيصية، التي تفيد إصابة الطفل “بديل ” بمرض السرطان، ليبدأ حينها رحلة المعاناة مع هذا المرض ،الذي لم يستجيب لكل الأدوية التي وصفها له  الأطباء.
انتقل بديل 11 عاماً  بصحبة والده الى مركز  للعلاج الأورام السرطانية في صنعاء ،لتلقي العلاج المخصص للمرض جرع كيميائي ،بعد أن استسلم والده لنتائج الفحوصات ،التي اجراها في عدة مستشفيات، من اجل ان يطمئن أكثر ويتاكد من إصابة طفله بالمرض.
يتحدث  والد بديل ل ”جريدة اصوات”قائلا:  لم يكن أمامي سوى الرضى بأمر الله في ما أصاب ولدي، وها نحن نتردد على مركز الامل لعلاج الأورام من اجل العلاج ، معاناة طفلي تتفاقم يوماً بعد آخر ،بسبب المرض وبسبب الفقر الذي نعيشه ،ظروفنا صعبة فأنا أصبحت لا امارس أي عمل الا نادراً بسبب تفرغي لعلاج طفلي ، ولولا مساعدة أهل الخير لنا لكانت معاناتنا أشد .
وفي الجهة المقابلة تستلقي الطفلة “اماني العصيمي” وهي الآخر مصابه بورم في الكتف الايمن
 تعاني من آلآم هذا المرض ،حيث تقول ” أنا مصاب منذ عدة سنوات وتفاقمت معاناتي كثيراً ، كنت ارغب بالسفر الى الخارج لتلقي العلاج ، لكن بسبب الحصار ، أصبح السفر مكلف ويحتاج الى مبلغ مالي كبير، أتمنى ان ينتهي الحرب  على بلادنا ، من اجل ان نستطيع السفر وتتوفر الأدوية المناسبة لعلاج مرضى السرطان المنتشر في بلادنا ولم يوجد له علاج.
(الحرب المستمرة )
 الحرب أثّر كثيراً في تفاقم حالات الإصابة بالسرطان، ومضاعفة معاناة المرضى، إن لم يكن بسبب عدم وجود الادوية ، فايضا القصف الذي يفرضه المتحاربون حيث يقول محمد النبهاني: نؤكد فعلاً أن الصراع أثر في تأخر علاج الحالات، وعدم تمكنها من السفر قبل تفاقمها بسبب غياب الكادر الطبي، إضافة إلى أن هناك عجزاً كبيراً في توفير الأدوية لعدة أسباب أبرزها تقف الكثير من شركات الأدوية عن استيراد هذه الأدوية، الأمر الذي سبب انتكاسة للكثير من الحالات.
سكرتير مركز الاورام يقول: مرضى السرطان يمرون بظروفٍ صعبة في ظل الحرب المستمر، كما أن إغلاق المنافذ والحصار أثر كثيراً على عدم دخول الأدوية، إضافة إلى أن أسعارها باهظة جداً، وكل هذا ضاعف من معاناة مرضى السرطان.
واكد قوله:  قبل هذا الوضع كان المريض يأتي إلى المركز الوطني للسرطان، ويجد الدواء بكل سهولة ويسر، ولكن حالياً للأسف تعقدت وسيلة العلاج أكثر للمركز وللمرضى.
الكثير من مرضى السرطان يكابدون صنوفاً من المعاناة في سبيل الحصول على ما يخفف من آلامهم، فعبد الخالق مناع يشير إلى أن عدم توفر الدواء بسبب الحصار المفروض على بلادنا وشعبنا، ضاعف من تدهور حالته الصحية، خاصة أنه معدم، وحالته المادية متعبة.
عبد مصلح تحدث عن معاناته في العلاج بالقول: العلاج في الحديدة أصبح الحصول عليه صعباً جداً، وانعدام الأمان سبّب صعوبة التحرك للعلاج، ففضلت السفر إلى صنعاء للعلاج.
   قيود مفروضة
 تأثير صعوبات التنقل والسفر على مرضى السرطان، يقول المسؤول الإعلامي بالمركز الوطني للأورام بصنعاء: إن معاناة مرضى السرطان وتنقلهم للسفر سواء بين المحافظات أو تأخر سفرهم للخارج عبر سيئون، أو عدن، نظراً لطول المسافة، وحالة المريض المتعبة، يؤدي ذلك غالباً إلى الوفاة في ظل عدم وجود التسهيلات وإغلاق المطارات
 (سلبيات )
اثناء التحقيق الذي قمنا به لحالات مرضى السرطان، والاطلاع عن قرب،  لاحظنا أن هناك العديد من نزلاء المركز الوطني للأورام أتوا من مناطق تعرضت للاشتباكات كمحافظتي الحديدة وحجة وغيرهما،
يشار إلى أن أغلب مراكز علاج السرطان في المحافظات التي شهدت مواجهات عسكرية بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي توقفت عن العمل، وأبرزها مركز الأمل لعلاج السرطان في مدينة تعز الذي تعرض للدمار وتوقف العمل فيه منذ مايزيد عن أربع سنوات .

التعليقات مغلقة.