الوقاية من السرطان ممنكة.

إعداد د. مبارك أجروض

من المحتمل أن تستمع إلى تقارير متضاربة بشأن الوقاية من السرطان. وفي بعض الأحيان، يمكن تقديم نصيحة تخالف نصيحة أخرى مُوصى بها في إحدى الدراسات حول الوقاية من السرطان، وفي أحوال كثيرة، لا تزال المعلومات المعروفة حول الوقاية من السرطان تتطور. تحذر دراسات من أمور توصي بها دراسات أخرى، وذلك في إطار الوقاية من السرطان.

فهل تمكن الوقاية من السرطان فعلاً ؟ في كثير من الحالات، تكون المعلومات المتعلقة بالوقاية من السرطان لا تزال قيد الدراسة والتطوير. ومع ذلك، تتفق الآراء الطبية بشكل كبير على أن إختيارات نمط الحياة التي يقررها الشخص تنعكس على إحتمالات إصابته بالسرطان.

لذا، إذا كنت قلقًا بشأن الوقاية من السرطان، فقد تريحك معرفة أن بعض التغيرات البسيطة على نمط الحياة يمكنها أن تشكل فارقًا كبيرًا.

وكما يُقال درهم وقايةٍ خيرٌ من قنطار علاج، وكذلك الحال مع السرطان؛ حيث تساهم الوقاية من السرطان في تقليل فرص الإصابة به، وبالتالي تقليل الأعباء المختلفة الناتجة عن إزدياد عدد حالات السرطان الجديدة وعدد الوفيات الناتجة عنه، ويمكن الوقاية من السرطان عن طريق معرفة عوامل الخطر المُرتبطة بالجينات، أو في أنماط الحياة، أو في البيئة المحيطة، والإلمام بآلية التعامل معها، وفيما يأتي بيانٌ مُفصّلٌ لأبرز النصائح التي يُمكن إتباعها لتقليل فرصة الإصابة بالسرطان والوقاية منه، وهذه بعض النصائح المفيدة في الوقاية من السرطان:

* الابتعاد عن التدخين

إن تعاطي أي نوع من أنواع التبغ يجعل الشخص معرضاً بدرجة كبيرة للإصابة بالسرطان، ولقد تم ربط التدخين بأنواع مختلفة من السرطان مثل سرطان الفم والحنجرة والمريء والرئة والمثانة وعنق الرحم والكلى، كما تم ربط مضغ التبغ بسرطانات الفم وسرطان البنكرياس. وحتى إذا كنت لا تتعاطى التبغ، فإن التعرض لدخان التبغ غير المباشر (التدخين السلبي) قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة. فإذا تجنبت التبغ أو قررت الإقلاع عن تعاطيه، فهذا سيكون واحدًا من أهم القرارات الصحية التي يمكنك إتخاذها في حياتك، كما أن ذلك يعد جزءًا أساسيًا للوقاية من السرطان. وإذا كنت بحاجة إلى المساعدة للإقلاع عن التبغ، فلا تتردد في إستشارة الطبيب بشأن منتجات الإقلاع عن التدخين والاستراتيجيات الأخرى للإقلاع عنه.

* إتباع نظام غذائي مفيد للصحة

على الرغم من أن الإختيارات الصحية في تناول الطعام لا يمكن أن تضمن الوقاية من السرطان، إلا أنها قد تساعد في الحد من ذلك الخطر. ضع في إعتبارك هذه النصائح الغذائية العامة:

* تناول الكثير من الخضروات والفاكهة

إجعل نظامك الغذائي مرتكزًا على الفواكه والخضروات والمصادر النباتية الأخرى مثل الحبوب الكاملة والبقوليات.

* التقليل من الدهون

إجعل نظامك الغذائي أخف وأقل في الدهون من خلال اختيار الأطعمة الأقل دسمًا وخاصة تلك الأطعمة من المصادر الحيوانية. تحتوي الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون على السعرات الحرارية المرتفعة التي تزيد من خطر الوزن الزائد أو السمنة؛ وهذا بدوره يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

* تجنب المشروبات الكحولية

تزداد خطورة الإصابة بالأنواع المختلفة للسرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والقولون والرئة والكلى والكبد، بزيادة كمية الكحول المتناولة وطول المدة الزمنية التي كان يتم فيها تناول الكحول بانتظام.

* ممارسة الرياضة والمحافظة على وزن صحي

تقلل المحافظة على الوزن الصحي للجسم من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان مثل سرطان الثدي والبروستات والرئة والقولون والكلى. وكذلك تساعدك الأنشطة البدنية أيضًا على التحكم في الوزن، وقد تخفض من خطر الإصابة بسرطان الثدي والقولون. يحصل البالغون الذين يبذلون أي قدر من النشاط البدني على بعض الفوائد الصحية، ولكن للتمتع بالفوائد الصحية الأساسية، احرص على ممارسة الأنشطة الهوائية المتوسطة (المشي) فيما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا أو الأنشطة الهوائية الشاقة (الجري) لمدة 75 دقيقة أسبوعيًا. كما يمكنك أيضًا الجمع بين التمارين المتوسطة والشاقة، وحدد هدفًا عامًا لإدراج30  دقيقة على الأقل من النشاط البدني في روتينك اليومي.

* تفادي التعرض كثيرا لأشعة الشمس

يعد سرطان الجلد أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا على الرغم من سهولة الوقاية منه. جرب النصائح التالية:

ـ تجنب شمس منتصف اليوم

إبتعد عن الشمس في الفترة ما بين الساعة 10 صباحًا و4 عصرًا عندما تكون أشعة الشمس في أوج قوتها.

ـ البقاء في الظل

إبق في الظل قدر الإمكان عندما تكون خارج المنزل، وقد تفيدك أيضًا النظارات الشمسية والقبعة عريضة الحواف.

ـ الحرص على تغطية الأماكن المكشوفة من الجسم

إرتدِ الملابس الفضفاضة المنسوجة بإحكام التي تغطي أكبر قدر ممكن من الجلد. واختر الملابس ما بين الألوان الفاتحة والداكنة التي تعكس أكبر قدر من الأشعة فوق البنفسجية عن ألوان الباستيل والقطن الأبيض.

ـ إستخدام المراهم الواقية من الشمس

وإستخدم كميات كبيرة منها عندما تكون خارج المنزل وأعد وضعها من وقت لآخر.

ـ تجنب أجهزة تسمير البشرة 

فهي تسبب ذات القدر من الضرر الذي تسببه أشعة الشمس الطبيعية.

* أخذ التطعيمات المناسبة

تتضمن الوقاية من السرطان الحماية من حالات عدوى فيروسية معينة. تحدث إلى الطبيب بشأن التطعيم ضد:

ـ الالتهاب الكبدي الفيروسي الوبائي من نوع B وC

يمكن أن يزيد الإلتهاب الكبدي الوبائي B وC من خطر الإصابة بسرطان الكبد. ويُوصى بلقاح الإلتهاب الكبدي الوبائي للبالغين الذين تحيط بهم مخاطر عالية، ويشمل ذلك الأشخاص الذين ينخرطون في علاقات جنسية متعددة، والذين يعانون من العدوى المنقولة جنسيًا، والذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، والعاملين في الرعاية الصحية والسلامة العامة الذين قد يكونون تعرضوا للدم أو سوائل الجسم الملوثة.

ـ فيروس الورم الحليمي البشري  (HPV)

هو فيروس منقول جنسيًا يمكن أن يؤدي إلى سرطان عنق الرحم والسرطانات الأخرى التي تصيب الأعضاء التناسلية وكذلك سرطانات الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة. ويتوفر لقاح فيروس الورم الحليمي البشري لكل من الرجال والنساء في سن 26 عامًا أو أصغر ممن لم يحصلوا على اللقاح وهم في عمر المراهقة.

* تجنب السلوكيات التي تنطوي على مخاطر

من بين الإستراتيجيات الفعالة للوقاية من السرطان، تجنب السلوكيات التي تنطوي على مخاطر والتي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بعدوى قد تزيد بدورها من خطر الإصابة بالسرطان. على سبيل المثال:

ـ تجنب العلاقات الجنسية غير الشرعية

تجنب الإنخراط في العلاقات الجنسية المتعددة، لأنها تزيد إحتمال إصابتك بعدوى منقولة جنسيًا مثل فيروس نقص المناعة البشرية وفيروس الورم الحليمي البشري. ويكون لدى الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (السيدا)، مخاطر عالية للإصابة بسرطان الشرج والكبد والرئة. ويعد فيروس الورم الحليمي البشري من أكثر الأسباب ارتباطًا بسرطان عنق الرحم ولكن قد يزيد أيضًا من خطر الإصابة بسرطان الشرج والقضيب والحلق والفرج والمهبل.

ـ الإمتناع عن مشاركة المخدرات الإبرية

إن مشاركة الإبر مع متعاطي مخدرات مصاب بتلوث قد تؤدي إلى الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وكذلك الإلتهاب الكبدي الوبائي B ولإلتهاب الكبدي الوبائي C وهذا قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد. ولا تتردد في طلب المساعدة من المختصين.

* احرص على الرعاية الطبية بانتظام

من الأفضل اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة حين تكون نتيجة العلاج ناجحة على الأرجح، ويمكن الكشف المبكر من خلال المداومة على الفحص الذاتي والفحوصات الدورية لمختلف أنواع السرطان مثل سرطان الجلد والقولون والبروستات، وعنق الرحم والثدي. اسأل الطبيب عن أفضل مواعيد لإجراء فحوصات السرطان.

التعليقات مغلقة.