متى نقطع العلاقة مع الكمامة ؟

إعداد د. مبارك أجروض

سيكون على الناس الاستمرار في ارتداء كمامة الوجه والالتزام بالتباعد الاجتماعي لبعض الوقت رغم البدء بالتلقيح ضد Covid-19. ولكي يكون اللقاح فعالا يجب على كل مقبل عليه أن يلقح بجرعتين، وتأتي الجرعة الثانية من شركة Pfizer بعد ثلاثة أسابيع من الجرعة الأولى، فيما الجرعة الثانية من لقاح moderna تكون بعد أربعة أسابيع، كما أن تأثير اللقاح ليس فوريا.

ومن المتوقع أن توفر الجرعة الأولى مستوى معينا من الحماية في غضون أسبوعين، ولكن الحماية الكاملة قد لا تحدث إلا بعد بضعة أسابيع من الجرعة الثانية. كما أنه من غير المعروف حتى الآن ما إذا كان لقاحا Pfizer وmoderna يوفران حماية تامة من العدوى أو فقط من الأعراض.

وفي هذا الصدد صرح مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي، إنه من المحتمل أن يظل الأمريكيون بحاجة لوضع الكمامات في عام 2022، حتى مع تخفيف قيود أخرى مفروضة لمكافحة Covid-19.

وتفصيلاً، تشهد أعداد الإصابة اليومية بCovid-19 في الولايات المتحدة تراجعًا كبيرًا، لكن آلاف الأمريكيين ما زالوا يلقون حتفهم يوميًّا بسبب الفيروس، بينما جرى تطعيم أقل من 15% من السكان. ويسعى الرئيس جو بايدن جاهدًا لتسريع حملة تراهن على تطعيم معظم البالغين، فيما تطالب حكومات الولايات بمزيد من الجرعات لكبح المرض الذي أودى بحياة نحو 500 ألف شخص في الولايات المتحدة.

وقال فاوتشي، وهو كبير مستشاري الرئيس بايدن الطبيين، خلال مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن): “إن حصيلة الوفيات التي تقترب منها الولايات المتحدة تمثل علامة فارقة تاريخية مروعة في تاريخ هذا البلد”. وعندما سُئل عما إذا كان الأمريكيون سيحتاجون لوضع الكمامات العام المقبل قال فاوتشي: “من المحتمل أن يكون الوضع هكذا”. مضيفًا بأن هذا يعتمد على مستوى انتشار الفيروس في المناطق المختلفة وسلالاته المحتملة.

وفي مقابلة منفصلة مع برنامج “فوكس نيوز صنداي”، قال فاوتشي إن اللقاحات المتاحة حاليًا تقي -على ما يبدو- من السلالة التي ظهرت في بريطانيا، التي ظهرت في أنحاء الولايات المتحدة، لكنها تبدو أقل فاعلية في الوقاية من سلالة جنوب إفريقيا، وهي ليست سائدة حتى الآن في البلاد.

وبحسب موقع “فوربس”، فإن إصابات ووفيات Covid-19 في الولايات المتحدة تراجعت بشكل كبير للغاية خلال الأيام الأخيرة، وهبط متوسط الإصابات اليومي بCovid-19 في الولايات المتحدة إلى أقل من 78 ألف حالة يومية خلال الأسبوع الماضي، فيما تراجع عدد الإصابات اليومي بوباء Covid-19 في الولايات المتحدة إلى ما دون 80 ألفًا لليوم السابع على التوالي.

ولم يجرِ تسجيل هذا الانخفاض في إصابات Covid-19 منذ أكتوبر الماضي، لكنّ التحسن لم يقتصر على الإصابات الجديدة فقط. وتشير الأرقام إلى تراجع وُصف بالكبير في عدد مَن يدخلون المستشفى بسبب الفيروس، إضافة إلى تراجع عدد الوفيات اليومية الناجمة عن Covid-19. ويرى خبراء أن هذا “التحسن” قد يكون مؤشرًا على أن الولايات المتحدة قد استطاعت أخيرًا أن تهبط بمنحى Covid-19 صوب الانحدار.

وبحسب تقرير لمجلة “ذا أتلانتك”، فإن الفضل في هذا التحسن يعود إلى جملة من العوامل، مثل المناعة الجزئية التي جرى اكتسابها في البلاد ضد الفيروس، فضلاً عن آثار حملة التلقيح، إضافة إلى انقضاء فترة من فصل الشتاء. ويرجِّح الخبراء أن تتراجع سرعة انتقال عدوى Covid-19 بين شهرَي مارس وغشت، ثم تعود على الأرجح لتصبح أكثر شدة مع حلول الخريف، لكن العالم سيكون وقتئذ قد أحرز تقدمًا في حملات التطعيم.

ولم يكن كثيرون في الولايات المتحدة يتوقعون أن يتراجع عدد الإصابات الجديدة بهذه الوتيرة في أواسط فبراير، لكن ثمة من يعزو التحول إلى زيادة الوعي بالفيروس، ولاسيما في ظل عزم إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن على فرض إجراءات أكثر صرامة لتطويق الوباء، بينما كان سلفه دونالد ترامب يقلل من شأن المرض.

تقول ديبورا فولر خبيرة اللقاح في جامعة واشنطن إن ذلك يعني أن الأشخاص الذين سيتم تلقيحهم قد يستمرون في نقل العدوى لآخرين رغم أن ذلك قد يكون بمعدل أقل. وحتى عندما تتوفر إمدادات اللقاح، قد يستغرف تلقيح ملايين الناس أشهرا. وتشير فولر أيضا إلى أن الأطفال لن يكون بإمكانهم الحصول على اللقاح، إذ أن تجارب حول سلامته وفعاليته لهم بدأت للتو.

وتوقع العالم المغربي منصف السلاوي، رئيس الجهود الأميركية لتطوير اللقاحات، أن البلاد يمكن أن تصل إلى مناعة القطيع في وقت مبكر من ماي، استناداً إلى فعالية لقاحي Pfizer وmoderna. ويبقى ذلك رهينا بعدم وقوع مشاكل في توفير اللقاح وإقبال الناس على التلقيح.

 

 

التعليقات مغلقة.