الأديبة و الباحثة و الإعلاميةإمهاءمكاوي فراشةالمغرب تعانق وريقات أزهار الربيع و منها تستمدإلهامها الشعري و الإبداعي و الفني الحسي في شهر رمضان المعظم

حاورتها نوال برغيتي :

س١) كيف ولجت فراشتنا إمهاء عالم الشعر و الفن و الإبداع؟ وكيف كانت بداياتها؟

ج١)لكل مثقف و فنان بدايات و نهايات لإبداعاته، سأبدأ بنهاياتي، لن يفارقني عن الكتابة إلا الردى و الموت ومهد بداياتي تناسب مع  الصدفة و الموهبة الربانية مع عامل الحظ و الفرصة … صعدت إلى المنصة و أنا إبنة 5 سنوات حيث ألقيت على مسامع الحضور الكريم ، أغاني و قصائد الأطفال و بعدها خطوة خطوة نمت و توهجت التجربة الإبداعية و الفنية في كتابة الشعر و نسج القصيدة مع إلقائها في المحافل و المناسبات الثقافية و الفنية و الوطنية و توالت الدعوات لحضورها من طرف المنظمين و ذلك لما عرفت به ” الطفلة الموهوبة ” بمدينتي تطوان الحمامة البيضاء شمال المغرب.

س٢) ما هي جمالية البناء الشعري بالنسبة لك؟

ج٢) جمالية البناء الشعري هي سلسلة لا تنتهي من الومضات و التأملات التي لا يمكنني العيش بدونها و التي تتحول من الخيال العميق الإبداعي إلى جمالية خلاقة بتعدد التكوينات و الألوان و الرموز الفكرية و الإبداعية التي تهيم مع بعضها البعض لتذوب و تنصهر مكونة الشطر و من تم القصيدة، يعني أكثر من علاقة ثقافية بيني و بين البناء الشعري،  هي علاقة روحية أدبية و وجدانية من ثغر أعماق الكيان أو لوحة تفتن الخيال و تنجب ألفة واضحة و ملغزة و صداقة وارفة بيني و بين البناء الشعري لتخلق القصيدة الوهاجة لا على مستوى صياغة الرؤية إنما أيضا داخل ذلك الخيط الناظم الذي أخطه منذ وقت مبكر لأنسج الكتابة الشعرية و غيرها من المجالات الفنية المشرقة.

س٣) ما هي مصادرك الشعريةو الفنية خصوصا في هذا الجو الربيعي المصادفلشهر رمضان المعظم ؟

ج٣) مصادر الإبداع الشعري و الفني الحسي  التي أعتمد عليها هي بالأساس في تفكيري الذي أركز عليه حسب المواقف و المصادفات التي نمر بها في حياتنا من علاقات إنسانية و اجتماعية و الإلهام  الشعري هو المصدر الإبداعي الحقيقي بالنسبة لي أستمده من الطاقة الطبيعية بمعنى لكل ماهو وجودي بالطبيعة من زهر و ورد بعبقه الذي يبعث الإلهام الوجداني من ثغر فؤادي خصوصا في رمضان هذا الشهر الفضيل المعظم أهله الله علينا وعليكم بالخير والصحة والعافية و السعادة و طول العمر…و أشتهي خضرة الروابي و الروضة الخلابة التي أعشقها…،  أكره كل الكره تقليد الآخر و الإقتباس منه فهذا الإجراء أعتبره ضعف الشخصية عند الأديب و يتبعها معظم المبدعين،  أحب شخصيتي و أن أقدم ما يعكسها في شعري و أن أعطي الجديد للحضور و للجمهور و الذي لم يسمعه من قبل و أحب التفرد و الندرة في الكتابة و أحب الإثارة الشعرية و الحركة في أبيات القصيد التي تلهم القارء للتطلع أكثر بعيدا عن الركود و الجمود في بناء الصدر و العجز أعشق قافيتي على الأوزان و البحور الشعرية حين ألقيها بسلاسة و انسيابية مع المعاني المدرجة بأبيات القصيد.

س٤) ماهو رأيك فيما يخص النقد الأدبي ؟

ج٤)أحببت كثيرا هذا السؤال الرائع

بالفعل أصبح النقد الأدبي فقط مجاملات و نفاق مقابل المصالح المشتركة و المتبادلة بين الأفراد في غالب الأحيان و الحقيقةالمطلقة  تقال فقط للطالب المتسابق بالمجالات الأدبية  الذي لا حول له ولا قوة و لا نفودا  له ، أما الأديب الكبير المشهور جدا،  حتى و لو تفوه بالخزعبلات و التطبيل فستسمى بحكمة عظيمة ويتم تأطيرها بخط سميك رغم تفاهتها،  فالناس تنظر للشكل وليس للمضمون ، و الطبقة المثقفة تطرح سؤال من كَتَب؟ وليس ماذا كُتِب؟ و تقدر الكتابة حسب قيمة صاحبها، قليلا ما نرى نقدا حقيقيا بناء عن الواقع و الحقيقة المطلقة،  لما وصل إليه المجتمع الأدبي من نفاق و لإفتقاره لثقافة الإعتراف  بما هو أهلا لذلك و جديرا به ،دون مصلحة و يعترف بالمبدع و يتم تكريمه غالبا بعد مماته أو بعد ما  أن  تجرفه المنية، و هذا الإجراء لن يفرحه و لن يسعده طبعا لأن المبدع روحه في يد الجلل الأحد ، بقدر ما ستسعد عائلته فقط، ولكن هل سيسحب منه ذلك الإحساس بالهوان و القهر الذي كان يشعر به  قيد حياته ؟ و أنه لم ينلقدره من ثقافة الإعتراف قيد حياته. كما أننا سنجد نفس الأشخاص يتكررون في تكريمهم،  ربما حسب نسبة معارفهم العالية،  رغم الخمول الأدبي والثقافي عند بعضهم و لا أعمم ،  وسنجد فئة أخرى تكتب الإفادة و قلمها و حبرها لا ينضب من العطاء ولكن معارفهم محدودة،  لهذا السبب سيظل إبداعهم مطموسا إلى يوم الدين، و إذا صح التعبير مدفونا تحت الأنقاض و لا من إلتفت لهم، و لا من يبرز و يظهر قدراتهمالأدبية، و سردت هذا الموضوع لأظهر أن الحقيقة المطلقة لا تظهر، ليس في النقد الأدبي فحسب،  بل في العديد من الحقائق الخفية في المجال الأدبي والثقافي.

س٥)ما هي طرائق كتاباتك الشعرية  الإبداعية الفنية؟و كيف هي؟

ج٥) أحب الكتابة الهائمة لأسبح في ملكوت الإبداع الروحي و النابع من ثغر الفؤاد مع جمالية الإلقاء الحركي المسرحي،  لا أحب الإنطواء في زاوية من مكاني و ألقي قصائدي، أعبر بما أملك من قوى و إحساس دينامي حركي مع لغة الجسد في تلاحم بين الروح و الجوهر و الجسد و بما هو وجودي من نوع الطبيعة ( الخضرة، الزهر، العبق،  الكون….) و كذلك تولد في مخيلتي كتابة إنسانية حسب المواقف الإجتماعية مع تشابكات في الآراء و النبرة التي توجد بداخل الأشخاص من شر و خير و ما يجمع بينهما من عوامل نفسية في قالب فلسفي تفسيري،  و من هنا تبرز براعة المبدع في إظهاره هذه العوامل المؤثرة غمار أبياته الشعرية بطريقة فنية و احترافية لتصوراته مع نسجها لتصبح كتابته سامقة و انسيابية سلسة المعنى و تبرز كذلك كتابتي الرومانسية للشعر حسب الإحساس و الشعور و خيال كينونتي  الداخلية في الزمان والمكان مع العواطف والمشاعر الجياشة لتنعكس بالقصيدة حسب مظاهر الحزن والأسى أو الفرح و السعادة.

س٦) ما هي أنواع الكتابة التي تنتقينها في كتاباتك؟

ج٦) بعدما تلهم مخيلتي بفكرة أحببتها أشرع مباشرة بأخذ القلم و أبدأ بالنسج و الكتابة يمكن أن تكون نثرا أو  شعرا قديما من جدر الشعر التقليدي السجع المقفى أو  الشعر العمودي الموزون و المقفى أو الشعر الحر أو هايكو أو مقالة أو قصة أو زجل باللهجة التطوانية أو حكم…. لهذا السبب أعشق أنني أديبة و أفتخر بها و الثقة بالنفس الزائدة مضرة و التقليل منها مذلة فخير الأمور أوسطها و من الضروري تقييم المبدع الفنان نفسه قدر ما يستحق، أعشق كل ما يسمى بكتابة و التعبير بطرائق فنية جميلة المهم أنها تنبع من صميم فؤادي و أحس كأنني أسبح في الفضاء إلى جانب المجرات والكواكب والنجوم أو أبحر  أعماق البحار مع الحوت و الديلفي أو أحلق مع الشواهين في سماء الإبداع

س٧) في الختام أتحفينا بأشعارك لنغوص معك في جمالية الحروف و  نسبح أعماق الإبداع الخلاق

ج٧) القصيدة الأولى

أيقونة الفلك

شعر الأديبة و الباحثة المغربية إمهاء مكاوي

🌷🌷🌷

– بين دروب الأشجان

تسمو رؤى إلهامي

على سطور الخيال الروحي

بعدما ازدادت

جرعات وجعي منذ

الأزَلْ

🌷🌷🌷

– لا وجود لغصة غمار

أضلعي تضاهي

الأحزان ، و ها أنا أترافع

و لا أكترث، و

أطل أحيانا على جرتي

نظرة متقزمة  ثاقبة

و بجعبتها المتدفقة في حشا

الدَّجَلْ

🌷🌷🌷

– و هي حبلى بالسِّحْرِ

المفتعل أو

الشعوذة و المؤامرات الدنيئة

و البليدة المقززة لا

شعور ينتابني سوى

المَلَلْ

🌷🌷🌷

–  الحسد والغبطة

نهاياتها الرفعة لبطلة

السلسلة برضا و قدرة الله

الجَلَلْ

🌷🌷🌷

–  لا غالب إلا رب العباد

العلي العظيم و

من ادّعى القوة و

المعرفة العظيمة

قد كفر و

جَهَلْ

🌷🌷🌷

– فالحياة كماء البحر المالح كلما

ازددت منها شربا ازددت عطشا!

حتى  آخر ذرة أوكسجين

نستنشقه لنطرق باب

الآجَلْ

🌷🌷🌷

– ذكرت جدتي في كتابها

قبل أن تجرفها المنية :

إذا لم تجدين حاقدا وراءكِ

يا بنيتي فأنت على الأرجح

ظللت طريق

النجاح و الصواب

و تحتسي من ينبوع

الفَشَلْ

🌷🌷🌷

– قصائدي من فلك

آخر أقودها رغم

أنف البعض من الجلادين

في مسار رنين

أجراس المجد و أبوح

بالصدق و لن أتمتم نفاق

البروتوكول و أعلن الخشية و

الخَجَلْ

🌷🌷🌷

– لن أثق بنشوة عطر

الرحيق و أحاول

استنشاقه متناسية

و أغضالنظر عن

المبدأ و المنطق

و أسترخي مع

كل نطفة هوجاء من

الغَزَلْ

🌷🌷🌷

– حتى وإن تمنيتُ  كف يد

صافية حميمية تغمرني بدفء

نواعم الثقة بالحياة مجددا،

دون أوزان على ظهر

جَمَلْ

🌷🌷🌷

–  منالي و أفضل

كف يدي الأخرى

لأصافحها و

لتمسك بمنديل مطرز

بطعم التفاؤل

يحن  و يذيب

دموع شموع

المآسي لينجب و يلد

الأَمَلْ

القصيدة الثانية عروضية عمودية

ملكني ..

 

شعر بقلم الأديبة و الباحثة المغربية إمهاء مكاوي علىوزن  بحر الهزج

يهيمُ الشَّوْق في ذكرى

بها  تنقاد أشجاني

و كان النّجم نشوانا

أحاسيسٌ بوجداني

سَهَرت الليل حيرانا

كقنديلٍ    بألوانِ

و أضحى سِحْر  أحلامي

سمعت الهمْس أحياني

و بدري يلْمَع اُلْكون

و صوت اللّحن أنساني

و إبحاري لأشعاري

بأوتارٍ   و  أوزاني

وهمس الشعر تأريخا

و وهج الحب إيماني

سلو قلبي من العشْقِ

و يسقي غور أحزاني

و أجري دمعة حرّى

و كان الحزن أبكاني

أعدّ الزّهر كي أغفو

لأطفي شوق نيراني

متى يوفي بعهده ؟

ملكْني مثْل أوطاني

 

 

 

التعليقات مغلقة.