هل فقد حزب العدالة و التنمية شعبيته لدى المغاربة ؟

بقلم – أحمد أموزك

إن ما عرفه المغرب من تحولات عميقة و متسارعة، بظفر حزب العدالة و التنمية بصدارة المشهد السياسي، لم يكن إلا نتيجة حتمية لرياح ربيع الثورات العربية، التي أسقطت انظمة عتيدة.

و حسب راي ” منار السليمي ” أستاذ العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس بالرباط، الذي قال: {إن ربيع الإسلاميين وصل إلى المغرب بسبب تأثير المناخ الإقليمي، أو ما يسمى بربيع الثورات

العربي على المغرب، لكن بدرجة أقل و بطريقة مغايرة} .

و تابع الاستاذ ” منار السليمي ” بالقول: {ان حزب العدالة و التنمية، حزب منظم مارس المعارضة لأكثر من “14” سنة، أعطته قاعدة شعبية، و نجح في إعادة إنتاج ما يسمى بالطبقة المتوسطة، التي كان يملكها اليسار في السنوات الماضية في المغرب}

حزب العدالة والتنمية تحكم في إيقاع حركة “20” فبراير، وركب على حراكها، واستطاع خلال الفترة السابقة بان يخلق جسر تواصل مع المواطنين، مما جعل كل المواطنين يعملون على التصويت بكثافة عليه خلال الاستحقاقات السابقة.

و حسب رأي ” محمد ظريف ” ، استاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية ، الذي سبق له ان قال : { حركة 20 فبراير هي حركة احتجاجية شعبية من ثمار ربيع الثورات ، لعبت دورا كبيرا في فوز حزب العدالة و التنمية ، و قدمت له خدمة كبيرة ، لأنها استهدفت حزب ” الأصالة و المعاصرة ” ، و أضعفته لصالح الإسلاميين ، و جعلت جزءا من الراي العام يذهب في اتجاه آخر } .

و حزب العدالة و التنمية استفاد خلال التجربة السابقة على تدني المشاركة في الانتخابات التشريعية السابقة، التي بلغت نسبتها ” 45% ” ، لأنه كان يتوفر على كثلة ناخبة منضبطة ، في حين فشلت الاحزاب الاخرى في تعبئة الجماهير .

لكن من المتوقع خلال الاستحقاقات القادمة ان المواطن المغربي، فقد الثقة في حزب العدالة والتنمية، نظرا لفشله الذريع في مجموعة من الميادين الاجتماعية، وعرف عهد البيجيدي ارتفاعا كبيرا في نسبة البطالة والفقر، والزيادات في الأسعار مما ضرب القدرة الشرائية للمواطنين.

و بهدا لن يستطيع حزب المصباح بان يحصل على دعم و ثقة الناخبين، مما سيجعله يتحول من حزب مسير للحكومة إلى حزب معارض.

و هناك إشكاليات اخرى هو هجرة مجموعة كبيرة من قيادييه إلى احزاب اخرى، مثل ما وقع مؤخرا بمدينة الدار البيضاء

و مراكش.

ناهيك عن اكتشاف المغاربة بان أغلب قياديي حزب العدالة و التنمية ، قد استغلوا المناصب لتحسين وضعياتهم الاجتماعية و اصبحوا يمتلكون ثروات ، بعدما كانوا خلال الامس القريب فقراء .

 

التعليقات مغلقة.