بعد قنبلة “الديربي” “فهمي” يطالب بدوران “الكراطة فالوازيس” لتلافي العذاب  

محمد حميمداني

 هزت قنبلة غير موقوتة أركان البيت الكبير الرجاوي، معلنة انطلاق عدة معارك ضد الطاقم التقني و الإداري للفريق عقب الهزيمة المذلة بهدفين مقابل هدف واحد ، أمام غريمه التقليدي فريق “الوداد البيضاوي” ، و ذلك خلال اللقاء الذي احتضنه المركب الرياضي “محمد الخامس” و للمرة الثانية على التوالي ، و في موسم واحد ، و هي نتيجة لم تسجل في تاريخ لقاء الفريقين الذي حمل الرقم 130 ، و قد بدأت شرارة هاته شظايا هاته القنبلة في الاتساع بعد نشوب خلاف حاد بين نجم الفريق الأخضر “محسن متولي” و الإطار التقني التونسي “الشابي”، و شيوع  حالة من الحزن و الاستياء داخل البيت الرجاوي.

 اللقاء الذي قاده الحكم “رضوان جيد”، عرف تسجيل ثلاثة أهداف، اثنتان منها لصالح “الوداد الرياضي البيضاوي” بواسطة كل من “العلمود” و “المترجي” ، فيما وقع الهدف اليتيم للرجاء نجم الفريق “رحيمي” من ضربة جزاء ليقترب الوداد بهذا الفوز من حسم لقب البطولة بعد الانتكاسة الإفريقية ، فيما تتعمق مشاكل الرجاء البيضاوي الداخلية منذرة بتحطيم الهيكل الإداري للفريق ، و لم لا  الهيكل التقني الذي يبدو أنه لم يقدم الجديد الذي كان منتظرا منه.

 و هكذا و بالعودة لتفاصيل المواجهة على أرضية الميدان فقد تمكن “الفارس الأحمر العلمود” الذي وجد نفسه حرا طليقا ، من النيل من شباك الرجاء ، في حدود الدقيقة 15 من الجولة الأولى من إسكان الكرة الشباك الرجاوية برأسية قوية و مركزة بعد تلقيه كرة مقوسة من نجم الفريق “أوناجم” .

 ميدانيا عرف اللقاء سيطرة شبه مطلقة للفريق الأحمر ، و تنظيما محكما أبطل كل محاولات الرجاء ، و فرض طوقا دفاعيا مثينا ابتداء من وسط الميدان ، و كاد “الوداد” أن يعمق جراح الرجاء الجريح من خلال محاولات كل من “أيوب الكعبي” و “مؤيد اللافي” ، وضع أربك عناصر الرجاء ، الذين استعادوا التوازن لاحقا ليقودوا عدة هجمات بواسطة كل من “سكحان” و “زريدة” و “بنحليب”.

 لكن الآلة الودادية الحادة التي قررت تمريغ الرجاء في وحل الهزيمة الثانية ، كادت أن تضاعف المعاناة من خلال مرتدة سريعة في حدود الدقيقة 43 ، مرر من خلالها النجم الطائر “أوناجم” الكرة لزميله “اللافي” الذي أسقط في منطقة الجزاء ، ليعلن الحكم “رضوان جيد” عن ضربة جزاء ، لكن “الكعبي” الذي فضل منطق القوة على العقل ، أضاع هدفا ثانيا بعدما اصطدمت كرته بالعارضة ، لينتهي الشوط الأول بتقدم “الوداد” على “الرجاء” بحصة هدف دون مقابل .

 خلال الجولة الثانية ظهر إصرار الرجاء على تعديل النتيجة ، و فرض “النسور الخضر” ضغطا على الفريق الأحمر ، و هو ما أثمر ضربة جزاء بعدما لمست الكرة يد “الحسوني” في منطقة الجزاء ، و التي لم يعلن عنها الحكم حينها ، لكن الرجوع إلى “الفار” أكد صحة ضربة الجزاء ، انبرى “رحيمي” للكرة محولا إياها إلى هدف في حدود الدقيقة 57 .  

 لكن الدقيقة 70 ، و العمل الجماعي للمجموعة الودادية ، حمل هدفا  قاتلا وقعه “المرتجي” بعد أن تصدى “أنس الزنيتي” لقذفته الأولى ، لتؤول نتيجة المباراة لصالح الوداد بـحصة 2 – 1 ، و ليرفع الوداد البيضاوي رصيده من النقاط إلى 57 ، مبتعدا عن الرجاء ، الذي كان يعول على نقاط المباراة للاستمرار في المطاردة ، بسبع نقاط ، ليصبح على بعد انتصارين فقط لحسم لقب البطولة الاحترافية لصالحه مرة أخرى.

نتيجة اللقاء أرخت بظلالها على البيت الرجاوي ، حيث شهدت علاقة المدرب التونسي ، “لسعد الشابي” ، و نجم و عميد “النسور الخضر” ، “محسن متولي” ، توثرا كبيرا ، و هو ما أكده المدرب التونسي في إحدى خرجاته الإعلامية ، إذ قال في تصريح بثته إذاعة “موزاييك” التونسية ، إن متولي يعتبر نفسه نجم الفريق الأول ، ما يدفعه لعدم الانضباط و الالتزام بالقرارات و مواعيد انطلاق التدريبات ، مضيفا بلغة غير مفهومة الأبعاد “عندما تسأل النجم المغربي كم لعب للمنتخب يقولك مباراة أو مبارتين ، و لكن يعتبر نجما في فريقه”.

 الجماهير الرجاوية المصدومة بالنتيجة ، و التي تعيش على وقع صدمة الانتكاسة الثانية في ظرف موسم واحد أمام الغريم التقليدي ، أعربت عن استيائها من الوضع الداخلي للفريق، و علاقة المدرب المتوثرة مع اللاعبين ، معتبرة التصريحات الأخيرة بأنها لا تخدم البيت الرجاوي المقبل على نهائي الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم ، إلا أنها صبت جام غضبها على المكتب المسير للفريق و المنخرطين معا معتبرة إياهم السبب الأول فيما يعيشه النادي خلال هذا الموسم من تدني النتائج ، و أضافت عبر تدوينات و تعليقات بثتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن مباراة الديربي عرت الواقع و كشفت افتقاد الفريق لبدلاء قادرين على ترجيح كفة النادي في مباراة حاسمة مثل الديربي ، معتبرة أن بعض اللاعبين انتهت “مدة صلاحيتهم”.

 نجم الفريق التاريخي “عبد الإله فهمي” الذي حمل قميص النسور لمدة طويلة ، و من خلال تدوينة مثيرة و قوية عبر موقع التواصل الاجتماعي ” فايسبوك ” قال “و الله و ما دارت كراطة فالوازيس غادين نبقاو عايشين فالعذاب” .


و على عكس حالة الغضب و القلق الرجاوي ، أكد “رضى التكناوتي” ، حارس مرمى الوداد البيضاوي ، على أهمية الفوز الذي حققه فريقه ، مضيفا بأن لقب البطولة لم يحسم بعد ، حيث قال”الفوز في الديربي شيء مهم للغاية ، إلا أننا لا زلنا لم نحسم اللقب ، هناك خمس مباريات قادمة و علينا الفوز فيها ، صحيح الفوز قوى من حظوظنا في حسم اللقب لصالحنا،

و بالنسبة للبنزرتي فهو مدرب كبير و نتمنى أن يواصل المشوار معنا”.

التعليقات مغلقة.