بقلم د. مبارك أجروض
تأخر القذف éjaculation retardée هو حالة طبية شائعة تحدث عندما يستغرق الرجل فترة طويلة بعد التحفيز الجنسي للوصول إلى القذف وفي بعض الحالات، قد لا يتحقّق القذف على الإطلاق. إن مشكلة تأخر القذف عند الرجال قد تكون عرضية ومؤقتة أحياناً إلّا أنها من الممكن أن ترافقه طيلة حياته. وفي حين أن تأخر القذف لا يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، إلا أنه يمكن أن يكون مصدراً للتوتر ويمكن أن يخلق اضطرابات في حياتك الجنسية وعلاقاتك الشخصية.
* أعراض تأخر القذف
يحدث تأخير القذف عندما يحتاج الرجل إلى أكثر من 30 دقيقة من التحفيز الجنسي للوصول إلى القذف بمعنى آخر عملية تفريغ السائل المنوي من العضو التناسلي وفي كثير من الأحيان، قد يجد الرجل صعوبة في الوصول إلى النشوة الجنسية من خلال القذف أثناء العلاقة الحميمة أو غيرها من الأنشطة الجنسية مع الشريك إلا ان العكس يمكن أن يحصل عند ممارسة العادة السرية، ولكن يستطيع القذف في الجنس الفموي والإثارة اليدوية للقضيب، أو الاستمناء.
* أنواع تأخر القذف
ـ تأخر القذف المستمر Éjaculation retardée continue: في حالة تأخر القذف المستمر (مدى الحياة)، تكون المشكلة حاضرة متى وصل الذكر إلى مرحلة البلوغ الجنسي.
ـ تأخر القذف المكتسب Éjaculation retardée acquise: تحدث هذه الحالة بعد فترة من الأداء الجنسي الطبيعي.
ـ تأخر القذف المُتعمم Ejaculation retardée généralisée: يحدث هذا النوع من تأخر القذف مع أي شريك، ومع أي نوع من الإثارة.
ـ تأخر القذف الظرفي Éjaculation retardée: يحدث تأخر القذف الظرفي في ظروف معينة فقط.
* دواعي زيارة الطبيب
إذا كان القذف المتأخر يعد مشكلة للرجل أو لشريكته، إذا كانت لدى الرجل مشكلة صحية معروفة قد تكون مرتبطة بتأخر القذف، أو يتناول الأدوية التي قد تسبب المشكلة وإذا كان لديه بعض الأعراض مع تأخر القذف والتي قد تكون مرتبطة أو لا تكون.
* أسباب تأخر القذف
يمكن أن ينتج تأخر القذف عن حالات مزمنة معينة، والجراحة والأدوية. أو قد يكون سببه تعاطي المخدرات، أو يتعلق بالصحة النفسية، مثل الاكتئاب والقلق والضغط. في كثير من الحالات، يرجع تأخر القذف إلى الجمع بين مخاوف نفسية ومادية.
ـ الأسباب البدنية لتأخر القذف
عيوب خلقية معينة تؤثر على الجهاز التناسلي الذكري، إصابة في أعصاب الحوض التي تتحكم في النشوة الجنسية، بعض أنواع الأمراض المعدية، جراحة البروستاتا، مثل قطع البروستاتا عن طريق الإحليل، أو استئصال البروستاتا، أمراض القلب، عدوى البروستاتا أو عدوى المسالك البولية، الأمراض العصبية، مثل اعتلال الأعصاب السكري، والسكتة الدماغية أو تلف الأعصاب في الحبل الشوكي والحالات المرضية المرتبطة بالهرمونات، مثل نقص هرمون الغدة الدرقية (قصور الدرقية) أو نقص التستوستيرون.
ـ الأسباب النفسية لتأخر القذف
الاكتئاب، أو القلق أو حالات الصحة النفسية الأخرى، مشكلات العلاقات بسبب الضغط النفسي، وضعف التواصل وغيرها من الاهتمامات، القلق حول الأداء، المحظورات الثقافية أو الدينية والاختلافات بين ممارسة الجنس الحقيقية مع شريك والتخيلات الجنسية.
ـ الأدوية والمواد الأخرى التي تسبب تأخر القذف
معظم أنواع مضادات الاكتئاب، بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، بعض مدرات البول، بعض أدوية مضاد الذهان والكحول – وبخاصة الإفراط في الشرب (إدمان الكحول).
* عوامل تزيد من خطورة حدوث تأخر القذف
ـ كبر السن، كلما كبر الرجل في السن، فمن الطبيعي أن يأخذ القذف وقتًا أطول، الحالات النفسية مثل القلق والاكتئاب، الحالات المرضية مثل السكري والتصلب المتعدد، بعض العلاجات الطبية مثل جراحة البروستاتا، بالنسبة للأدوية خصوصًا أنواع معينة من مضادات الاكتئاب، وأدوية ضغط الدم ومدرات البول، مشاكل العلاقات مثل مشاكل التواصل الصريح مع الشريك وتناول الكحول أو إدمان المخدرات، لا سيما إذا كنت من مستخدمي العقاقير منذ زمن بعيد أو ممن يفرطون في تناول الكحول.
* مضاعفات تأخر القذف
تضاؤل المتعة الجنسية بالنسبة للرجل أو لشريكته، الضغط النفسي أو القلق حول الأداء الجنسي، مشاكل في الزواج أو العلاقة بسبب الحياة الجنسية غير المرضية والعقم.
* تشخيص تأخر القذف
يعتمد الطبيب على الفحص البدني والتاريخ الطبي فقط، ومع ذلك، إذا كان سبب تأخر القذف مشكلة كامنة قد تتطلب العلاج، فقد يحتاج الطبيب إلى اختبارات إضافية منها الفحص الجسدي، قد يشمل هذا الاختبار فحصا دقيقا للقضيب والخصيتين. سيقوم الطبيب بلمسة خفيفة للتأكد من أن لدى الرجل شعورا طبيعيا في أعضائه التناسلية، اختبارات الدم، وقد يتم إرسال عينة من الدم إلى أحد المعامل للتحقق من العلامات التي تدل على وجود مرض بالقلب أو داء السكري أو انخفاض مستويات التستوستيرون أو لمشاكل صحية أخرى واختبارات البول (تحليل بول) تُستخدم اختبارات البول للبحث عن علامات داء السكري والعدوى والظروف الصحية الكامنة الأخرى.
* علاج تأخر القذف
سيحتاج الطبيب أولًا لتحديد سبب تأخر القذف، ما إذا كان جراء حالة مرضية كامنة، أو مسألة نفسية، أو لسبب آخر. يعتمد علاج تأخر القذف على السبب الكامن، ولكن قد يتضمن العلاج تناول الأدوية أو تغيير الأدوية التي يتناولها الرجل حاليًا، الجلسات النفسية المستمرة، ومعالجة إدمان الكحول، والاستخدام غير القانوني للعقاقير.
ـ الأدوية
يعتبر الدواء أحد خيارات العلاج، خاصة إذا كان الرجل يتناول أحد مضادات الاكتئاب التي تسبب المشاكل. قد يساعد أحيانًا تقليل جرعة الدواء أو تغييره، وفي بعض الحالات، إضافة الدواء قد يفي بالغرض. ليست هناك عقاقير تمت الموافقة عليها خصوصًا لعلاج تأخر القذف، الأدوية التي تستخدم لعلاج سرعة القذف هي بالأساس تستخدم لعلاج حالات أخرى.
ـ الجلسات النفسية
قد يساعد عن طريق معالجة مشكلة من مشاكل الصحة العقلية التي تسبب تأخر القذف مثل الاكتئاب أو القلق. كما يستخدم أيضًا لمعالجة المشكلات النفسية التي تؤثر تأثيرًا مباشرًا في قدرة الرجل على القذف.
* الوقاية
يحدث تأخر القذف بسبب عدد من العوامل الجسدية والنفسية، وقد تساعد بعض الخطوات منها قضاء وقت أطول مع الشريكة لزيادة الحميمية، اجتناب تناول الكحول، الامتناع عن تناول المخدرات غير القانونية، مثل الماريجوانا، الإقلاع عن تعاطي التبغ، ممارس التمارين الرياضية بانتظام، اتخاذ تدابير للتعامل مع الإجهاد، الحصول على النوم بشكل كاف، الحصول على المساعدة لمعالجة القلق والاكتئاب والتأكد من أن الرجل يحصل على العلاج الذي يحتاجه لأي مشكلة صحية مزمنة.
التعليقات مغلقة.