بقلم د. مبارك أجروض
في العادة يخرج المني من القضيب حال القذف، وفي بعض الحالات يعود جزء من المني إلى المثانة بدلًا من أن يتوجه إلى الخارج، وهذا ما يعرف بالقذف المرتجع وهو يحدث عندما يدخل المَني المثانة Éjaculation rétrograde lorsque le sperme pénètre dans la vessie بدلاً عن قذفه عبر القضيب خلال النشوة، فالمني يخرج عند القذف من الإحليل إلى رأس القضيب ومنه إلى الخارج، وفي العادة تتواجد عضلة خاصة صغيرة تعمل على إغلاق فتحة المثانة أثناء العملية كي لا يعود المني إلى المثانة، ولكن عندما لا تعمل هذه العضلة كما يجب لا تنغلق المثانة بشكل كلي فيكمل المني طريقه إلى المثانة بدلًا من فتحة القضيب، وعلى الرغم من استمرار الشعور بالنشوة الجنسية، فقد يتم قذف كمية بسيطة من السائل المنوي أو لا يتم قذفه مطلقًا. ويُسمى ذلك أحيانًا بالنشوة الجافة.
ويسمى القذف المرتجع كذلك بالنشوة الجنسية الجافة، وقد يلاحظ الرجل خروج المني من القضيب ولكن ليس بالكمية الطبيعية بل أقل، وقد تتسبب هذه المشكلة بخلل في الخصوبة لدى الرجل فتقل فرص حدوث تخصيب ناجح للبويضة. ولا يُعتبر القذف المرتجع ضارًا، ولكنه يمكن أن يسبب العقم عند الذكور، ويستلزم تلقي علاج القذف المرتجع بشكل عام فقط لاستعادة الخصوبة.
*أعراض القذف المرتجع
لا يؤثر القذف المرتجع على قدرة الرجل على الانتصاب أو حدوث رعشة الجماع ـ ولكن عندما يبلغ ذروة الإثارة الجنسية، يذهب السائل المنوي إلى المثانة بدلاً من الخروج عبر القضيب.
وتتضمن علامات وأعراض القذف المرتجع جفاف رعشة الجماع، أي رعشة الجماع التي يقذف فيها الرجل قدرًا ضئيلاً من السائل المنوي أو لا يقذف فيها أي سائل منوي، البول الضبابي بعد رعشة الجماع (لأنه يحتوي على سائل منوي) وعدم القدرة على جعل المرأة تحمل (infertilité masculine).
*متى ينبغي زيارة الطبيب ؟
لا يُعتبر القذف المرتجع ضارًا ويتطلب علاجًا إلا إذا كان الرجل يرغب في إنجاب الأطفال. ومع ذلك، إذا كان يعاني من جفاف رعشة الجماع، فينبغي عليه زيارة الطبيب للتأكد من أن هذه الحالة ليست ناجمة عن مشكل تحتاج إلى العناية الطبية.
وإذا كان الرجل يمارس الجماع غير المحمي بشكل منتظم لمدة عام أو أكثر ولم تحمل الزوجة، فينبغي عليه زيارة الطبيب، وقد يكون القذف المرتجع سببًا لمشكل ما إذا كان يقذف قدرًا ضئيلاً من السائل المنوي أو لا تقذف أي سائل منوي.
*أسباب القذف المرتجع
أثناء رعشة الجماع عند الذكور، تنقل الحيوانات المنوية عن طريق أنبوب إلى البروستاتا، حيث تمتزج مع سوائل أخرى لإنتاج السائل المنوي. وتنقبض العضلة الموجودة في فتحة المثانة (muscle du col de la vessie) لمنع القذف من دخول المثانة أثناء مروره من البروستاتا إلى أنبوب داخل القضيب (urètre).
وهذه هي العضلة نفسها التي تحفظ البول في المثانة حتى تتبول، وفي حالة القذف المرتجع، لا تقبض عضلة عنق المثانة بالشكل الصحيح، ونتيجة لذلك، يمكن أن يدخل المني المثانة بدلاً من قذفه خارج الجسم عبر القضيب وتوجد حالات عدة يمكن أن تسبب المشاكل المتعلقة بالعضلة التي تغلق المثانة أثناء القذف.
وتشمل هذه الحالات الجراحة، مثل جراحة عنق المثانة أو جراحة البروستاتا، الآثار الجانبية لبعض الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم و élargissement de la prostateواضطرابات المزاج وتلف الأعصاب الناجم عن إحدى الحالات الطبية، مثل داء السكري أو التصلب المتعدد أو إصابة الحبل الشوكي.
ويُعتبر جفاف رعشة الجماع هو العلامة الأساسية للقذف المرتجع، لكن جفاف رعشة الجماع يمكن أن يحدث أيضًا بسبب حالات أخرى، بما في ذلك الاستئصال الجراحي للبروستاتا (prostatectomie)، الاستئصال الجراحي للمثانة (cystectomie) والعلاج الإشعاعي لعلاج السرطان في منطقة الحوض.
*عوامل خطورة القذف المرتجع
تزداد خطورة التعرض للقذف المرتجع في حالات الإصابة بداء السكري أو التصلب المتعدد، الخضوع لجراحة البروستاتا أو المثانة، تناول أدوية معينة لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو اضطراب المزاج والتعرض لإصابة في الحبل الشوكي.
*مضاعفات القذف المرتجع
لا يُعتبر القذف المرتجع ضارًا، ومع ذلك، فقد تتضمن المضاعفات المُحتملة عدم القدرة على جعل المرأة تحمل (infertilité masculine) كما وأنه يعتبر رعشة جماع أقل إمتاعًا بسبب القلق من عدم القذف.
*الوقاية من القذف المرتجع
إذا كان الرجل يتناول أدوية أو لديهِ مشاكل صحية تُعرضه لخطر القذف المرتجع، فعليه أن يسأل الطبيب عما إذا كان بالإمكان التقليل من هذا الخطر. وإذا كان يحتاج إلى إجراء جراحة قد تؤثر في عضلات عنق المثانة، مثل جراحة البروستاتا أو المثانة، فعليه كذلك أن يسأل الطبيب عن خطر الإصابة بالقذف المرتجع خاصة إذا كان يخطط لإنجاب أطفال في المستقبل، فالتحدث مع الطبيب في شأن خيارات الحفاظ على السائل المنوي قبل الجراحة.
التعليقات مغلقة.