مشردو القنيطرة “.. مواطنون “تحت الصفر” يواجهون موجة البرد

عزيز منوشي

ما إن تشرع الشمس في المغيب حتى يبدأ هؤلاء في التفكير في ساعات الليل الطوال التي لا تسمح بانجلاء سواده وحلول الصبح…تزداد معاناة المشردين أكثر خلال فصل الشتاء، فلا مكان يقيهم من البرد والمطر؛ وحدها “كارطونات” تتكلف بأداء المهمة؛ بينما يفضل مسؤولو القنيطرة والمسؤولون المركزيون الاحتماء في بيوتهم دون أن يحرك فيهم ذلك إحساسا بالإنسانية!

"منازل" المشردين

أينما حللت وارتحلت بمختلف أحياء القنيطرة  تلحظ العشرات من المشردين، أطفالا وشبابا ونساء، ممن وجدوا أنفسهم بقدرة قادر متسكعين في الشوارع بدون أكل أو شرب أو مأوى.

 

على مقربة من مناطق، الخبازة، الاتحاد، ووسط المدينة، عادة ما يتواجد العشرات من المشردين في مجموعات يقضون يومهم هنا وهناك، لكن ما إن يحل الليل، وخاصة خلال فصل الشتاء، حتى يجدوا أنفسهم مضطرين لمواجهة البرد القارس.

 

ما إن يسدل الليل ستاره حتى يسارع هؤلاء إلى البحث عن مكان يقيهم من البرد أولا، إذ تجدهم منتشرين بجانب العمارات والمؤسسات البنكية، يحتمون بها من البرد، لكنهم يعجزون عن مواجهة البرد.

 

وعلى مستوى شارع ووسط المدينة بالقرب ، توجد بناية مهجورة يتسابق هؤلاء المشردون إليها للحصول على مكان للمبيت إلى الصباح الذي يأملون أن يطل بسرعة.

أما وسط المدينة، وخاصة بشارع محمد الخامس ، فإن هؤلاء يجدون في المكان ملاذا لهم، طالما أن السلطات غير آبهة بهم، تاركة إياهم يواجهون الموت لوحدهم، أو تكتفي باخد صورة لبعض الحملات الوهمية مع صحافة صفراء قصد الاشهار.

مشردون يستغيثون

عندما تنظر إليهم تجدهم يرتجفون ويرتعدون، أطفال وشباب في مقتبل العمر، يعانون في صمت ويواجهون لوحدهم قسوة برد فصل الشتاء، سلاحهم الوحيد “كارطون” وما يمكن تسميته تجاوزا غطاء.

على مقربة من “مشوات حسان”، أمام “محلبة” وجد أحد المتسكعين مكانا يأوي إليه، ليفترش “الكارطون” ويلتحف السماء وغطاء رثا، آملا ألا تهطل الأمطار وتعمق آلامه ومعاناته مع هذا البرد.

 

لا يرغبون في الحديث عن معاناتهم الظاهرة للعيان، فالبرد يحاصرهم من جهة، والمسؤولون يغطون في نومهم غير آبهين من جهة أخرى، لكنهم يجمعون على حاجتهم إلى مكان يقيهم هذا الصقيع ويحفظ كرامتهم.

وناشدت إحدى المتشردات المواطنين والسلطات للعمل على مساعدتها ومساعدة باقي المتسكعين، لأنهم يعانون في هذا الجو البارد، الذي لا يتوفرون فيه على ملابس دافئة أو أغطية للاحتماء منه.

 

السلطات مسؤولة 

 إلى جانب “تقصير السلطات، وغياب مؤسسات تتخصص في مواكبة المتشردين وإيوائهم، غير أنها لا تقوم بشيء في هذا الباب”. بل تكتفي باخد صورة والاشهار في الجرائد الصفراء، فإن السلطات لا تحرك ساكنا في قضية إيواء بعض المتشردين.

التعليقات مغلقة.