التعددية الثقافية في بلدنا هي قوتنا

بقلم المستشرق والباحث هاشم محمدوف

تعد التعددية الثقافية وتنوعها في بلدنا من أهم عوامل القوة الثقافية لفسيفساء المجتمع الاذربيجاني؛ فلطالما كانت أذربيجان موطنًا لأكثر الشعوب والثقافات تنوعًا،حيث لعبت دور جسر لانتقال الثقافة الشرقية إلى الثقافة العالمية والأوروبية، أو العكس.

من أجل أذربيجان متعددة الأعراق والديانات واللغات، تم طرح هذه الأيديولوجية من خلال واقعنا التاريخي نفسه.

في الواقع، أذربيجان لها مساحة جغرافية وجيوسياسية وثقافية فريدة يسكنها ممثلو مختلف المجموعات القومية والعرقية، إذ توجد مصادر عرقية ووطنية لهذا التنوع في أذربيجان، والتي تتميز بتنوع تكوينها في جميع فترات التاريخ، حيث تتفاعل ثقافة عشرات الجمعيات العرقية والدينية المختلفة التي تعيش في أذربيجان -من الفولكلور ، واللهجة ، والعادات ، والتقاليد وطريقة الحياة اليومية ، ونظام المعتقدات الدينية والاجتماعية ، إلخ.

إن وحدة تنوع أذربيجان تاريخيا، حيث عوملت جميع الشعوب والأقليات القومية والجماعات العرقية في اذربيجان على قدم المساواة – بشكل طبيعي، إذ اتبعت الدولة الأذربيجانية سياسة وطنية متوازنة وصحيحة، وحققت إنجازات مهمة في مجال ضمان حقوق الأقليات القومية، حيث عززت الخطوات الهادفة التي اتخذتها الدولة في الحفاظ على تراث العادات والتقاليد الشعب الأذربيجاني بكل اطيافهم للعيش كعائلة واحده محبة لبعضها البعض، حيث اصبحوا إخوة وأصدقاء في جميع الأوقات، بغض النظر عن دينهم وعرقهم.

فالدولة الأذربيجانية تضمن وتسمح لجميع الأقليات القومية التي تعيش في البلاد بإنشاء جمعيات ومنظمات ضمن الاطر القانونية للبلاد، وفي هذا المجال ينظم الدستور و القوانين المعتمدة الوضع القانوني لهذه المنظمات، فأغلب المجموعات العرقية الخاصة تتشكل على أسس دينية.

يتكون الشعب الأذربيجاني من الأتراك الأذربيجانيين، الذين يشكلون جزءًا رئيسيًا من المجتمع، كما توجد هناك حوالي 30 مجموعة عرقية تعيش في أجزاء مختلفة من البلاد، فعلى الرغم من تنوع الأعداد واللغات والأديان، فإنهم مواطنون متساوون في أذربيجان.

بعد الحصول على الاستقلال، وعلى عكس العديد من البلدان في المنطقة، يتم الحفاظ على ثقافة الأقليات القومية والجماعات العرقية التي تعيش في أذربيجان وتطويرها كجزء لا يتجزأ من ثقافة البلاد.

ينبغي تقييم هذا باعتباره أكثر ما يستحق الثناء لأذربيجان كدولة نامية في المنطقة، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، فقد تم إنشاء عدد من المراكز الثقافية في أذربيجان، حيث أقامت الأقليات القومية مراكز ثقافية خاصة بها من أجل الحفاظ على تقاليدها التاريخية والثقافية، ونتيجة لذلك، يوجد حاليا عشرات المراكز الثقافية الوطنية في أذربيجان.

تشارك وزارة الثقافة في جمهورية أذربيجان بنشاط في برامج اليونسكو ومجلس أوروبا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن “التنوع الثقافي”، وتقوم وزارة الثقافة والسياحة بتنفيذ مشروع “التنوع الثقافي الأذربيجاني”.

إن وحدة التنوع لا تعني القضاء على الاختلافات العرقية أو القومية أو المذهبية في الوقت الحاضر، حيث تعيش عشرات الأقليات القومية في أذربيجان: الروسية، والأوكرانية، والتتار، والكردية، والبيلاروسية، والتاليش، واليهودية، والتركية، والألمانية، والليزكية، والتتار، والأفار، والجورجية، والسحور، وغيرهم، يستخدمون لغتهم، ويحافظون على ثقافتهم المادية والروحية، ويشكلون الاتحادات والجمعيات والنقابات الوطنية والثقافية الخاصة بهم.

التعليقات مغلقة.