ردا على الموقف الفرنسي، الجزائر “ترفض” استقبال الوزير الأول الفرنسي

محمد حميمداني

بسبب المغرب واختراقه للجليد الإسباني فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، باتت زيارة الوزير الأول الفرنسي، جان كاستاكس، إلى الجزائر غير ممكنة، احتجاجا من الجزائر على ما أسمته هاته الأخيرة دور فرنسا في الموقف الإسباني الأخير المنفتح على الرباط.

 

وهكذا وفي إطار تفاعلات الموقف الإسباني الداعم لمقترح المغرب القاضي باعتماد نظام الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، ضمن سيادتها، ونتيجة الصدمة التي أصيبت بها الجزائر جراء ذلك، فقد قررت هاته الأخيرة تعليق زيارة رئيس الوزراء الفرنسي إليها، موقف ربطته الجزائر بالتنسيق الفرنسي الأمريكي والإسباني، الذي أثمر تحولا جذريا في السياسة الخارجية الإسبانية اتجاه الرباط، وهو الأمر الذي لم تستسغه الجزائر.

 

وللإشارة فقد كانت الرآسة الفرنسية قد حددت يومي 23 و24 مارس الحالي، كتاريخ لزيارة الوزير الأول الفرنسي، كاستاكس،للجزائر، وكان سفير الجزائر لدى باريس، محمد عنتر داود، قد انتقل للعاصمة الجزائرية، من أجل التهييء لهاته الزيارة بالتعاون مع الجانب الفرنسي، إلا أنه عاد لمزاولة مهامه في باريس دون تحقيق نتائج تذكر على الأرض.

 

وقد عزت مصادر دبلوماسية جزائرية الموقف الجزائري إلى تزامن الزيارة مع الانتخابات الفرنسية، وفي سياق محافظتها على، ما أسمته، خطا محايدا في التجاذبات السياسية المرتبطة بالانتخابات الرآسية الفرنسية.

غير أن هذا المبرر المقدم لا يعكس عمق الموقف الجزائري، والمؤكد هو وجود خلافات عميقة بين البلدين حالت دون إتمام هذه الزيارة في وقتها المحدد، كما أعلن عن ذلك قصر الإيليزي، ولم تستبعد أوساط إعلامية أن تكون فرنسا قد تعمدت تسريب موعد الزيارة لإحراج الجزائر وممارسة نوع من الضغط عليها.

 

وعلى الرغم من وجود مجموعة من النقاط الخلافية بين باريس والجزائر، ضمنها ملف تنقل الأشخاص، بعد قرار السلطات الفرنسية من جانب واحد، تخفيض عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين إلى النصف في سبتمبر الماضي؛ إضافة إلى ملف الذاكرة الذي لم يتمكن الرئيس الفرنسي من تحريكه رغم ما أظهره من مساع.

 

إلا أن الأقرب إلى إلغاء الزيارة، وما أقلق الجزائر أكثر هو التحالف الثلاثي المشكل من إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، والذي أثمر الموقف الإسباني الذي فاجأ الجزائر بخصوص قضية الصحراء المغربية، وهو المعطى الذي نقلته الصحافة الإسبانية، والتي ذهبت إلى القول بأن الرسالة التي وجهها رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إلى العاهل المغربي، كتبت باللغة الفرنسية (…).

 

موقف يضع الجزائر ليس في مواجهة مدريد وباريس بل واشنطن، خاصة في ملف خط الغاز، وفق ما أفادت به مصادر دبلوماسية، وهو ما سيضعها في إحراج خلال زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية للجزائر، أنطوني بلينكن، نهاية الأسبوع.

التعليقات مغلقة.