خطأ “بايدن” يذهل الأمريكيين ويخلط أوراق حضور واشنطن ويفاجئ الحلفاء

محمد حميمداني

في تفاعل مع الكلام اللامسؤول الذي تفوه به الرئيس الأمريكي وغير المسحوب العواقب سياسيا واستراتيجيا، والتي خلقت تفاعلا متنوعا داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها.

وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد قال في وارسو، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين “لا يمكنه البقاء في السلطة”، وهو الأمر الذي دفع إدارته للتدخل سريعا لإطفاء النار التي أشعلها وتوضيح الأمر، وهو ما أوقع الولايات المتحدة الأمريكية في حرج دولي حتى بين أوساط حلفاء واشنطن، مما سيربك بالمؤكد جهود واشنطن لحشد جبهة موحدة بشأن النزاع في أوكرانيا.

وفي سياق ردود الفعل في الداخل الأمريكي، فقد وصف سناتور جمهوري الواقعة بأنها “زلة لسان مروعة”، فيما رأى محلل أمريكي بارز أن هذا التصريح قد يؤدي إلى إطالة أمد الحرب، فيما أكد السناتور الجمهوري البارز، جيم ريش، أن تصريحات بايدن تتعارض كليا مع جهود إدارته المستمرة حتى الآن لوقف تصعيد النزاع، حيث قال لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، “لا شيء يمكن أن يؤدي للتصعيد أكثر من الدعوة إلى تغيير النظام”.

خارجيا، حذّر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من أن مثل هذه العبارات يمكن أن “تصعد” النزاع الذي تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي لاحتوائه.

وستبقى كلماته المرتجلة “بحق الله، لا يمكن لهذا الرجل أن يبقى في السلطة”، قنبلة لا تقل خطورة عن تلك التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما، وهي التي فاجأت حتى أقرب مستشاريه لخروجها عن قواعد السياسة الخارجية الأمريكية، وهو ما أوقع البيت الأبيض في حرج، ليخرج على عجل ويوضح في محاولة للتخفيف من التفاعلات، أن بايدن لم يدع إلى “تغيير النظام” في روسيا.

لكن المتتبعين لا يعتبرون الأمر يتعلق ب”زلة لسان” بل أنها جزء من الهوية السياسية التي يتبناها “بايدن”، حيث سبق له أن وصف “بوتين” ب ّالجزار”، وهي التصريحات التي أثارت غضب موسكو، وخلّفت دهشة في الدول الحليفة، وجعلت مستشاريه في حال تأهب قصوى لتهدئة الانتقادات.

وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، انبرى أيضا للدفاع عن رئيسه معتبرا أن “بايدن” لم يدع إلى إطاحة “بوتين”، وأن تصريحه فهم خطأ، حيث قال إن ما قصده بايدن هو أنه “لا يمكن تمكين بوتين لشن حرب أو الانخراط في عدوان على أوكرانيا أو أي جهة أخرى”، مضيفا في الجهة المقابلة أن اختيار من يكون رئيس روسيا “يعود للروس”.

كما أن الإدارة الأمريكية كلفت سفيرتها لدى حلف الشمال الأطلسي، جوليان سميث، تأكيد الرسالة الموقف الرسمي الأمريكي، من خلال خروجها الإعلامي عبر العديد من شبكات التلفزيون حيث قالت إن “الولايات المتحدة ليس لديها سياسة لتغيير النظام في روسيا، نقطة على السطر”.

وقالت سميث خلال إطلالتها في برنامج “حالة الاتحاد” على شبكة “سي إن إن”، إن تصريحات بايدن “رد فعل إنساني مبدئيّ بعد الروايات التي سمعها” خلال زيارة للاجئين أوكرانيين في بولندا حرّكت مشاعره.

الرئيس الفرنسي حذّر الغرب من “تصعيد الكلام والأفعال”، أو المخاطرة بإعاقة الجهود الإنسانية الحيوية بما في ذلك الآمال في إجلاء العالقين في مدينة “ماريوبول”.

تكاثرت أخطاء “بايدن”، والتي جمعها مختصون في قوائم بـ ”أهم 10 زلات لسان له على الإطلاق”، حيث اعتبر “جيم ريش” الجمهوري البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أن الرئيس أطلق مرة أخرى النار على قدمه، واصفا ما وقع ب “زلة لسان مروعة”، مضيفا ، “أتمنى أن يلزموه بنص الخطاب المكتوب”.

 

رئيس “مجلس العلاقات الخارجية”، الدبلوماسي الأمريكي، ريتشارد هاس، قال إن نزيل البيت الأبيض “جعل الوضع الصعب أكثر صعوبة والوضع الخطير أكثر خطورة”، مضيفا عبر تويتر “سيرى بوتين ذلك، إنه تأكيد لما كان يؤمن به طوال الوقت”.

فيما قال الباحث في “المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية”، فرانسوا هايسبورغ، إنه من الأفضل للقادة الأمريكيين ألا “يطلقوا العنان لأفواههم”.

التعليقات مغلقة.