حصري: غليان وسط البوليساريو المنهك وعقد اجتماع عاجل لتشكيل لجنة للتفكير وسط هجوم حاد من أجنحة الجبهة المتعددة على القيادة

خردي لحسن: متخصص في الشؤون الصحراوية 

 

ذكرت مصادر موثوقة، اليوم الاحد 1 ماي من الشهر الجاري، نقلا عن مصادر سياسية من داخل مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، أن اجتماعا عقد ضم أعضاء قياديين بجبهة البوليساريو، ترأسه الانفصالي، إبراهيم غالي، وخلاله تم تعيين “منت احمادة” على رأس ما يسمى ب “اللجنة الوطنية للتفكير”.

 

جاء هذا الاجتماع الطارئ والتعيين الجديد على وقع ما أصبحت تشهده مخيمات “تندوف” من صراعات داخلية يسودها التوتر بين أجنحة قيادية داخل الجبهة.

وأكدت نفس المصادر، أن مجموعة من قياديي الجبهة رفضت قرار التعيين هذا، ضمنهم شقيق مؤسس الجبهة “البشير مصطفى السيد” الذي نشر مقالا وزعه عبر “الواتساب” قال فيه “إن العثور على استراتيجية بديلة متكاملة برزنامة تفصيلية وجدولة زمنية وعوامل وإجراءات لتهيئة الأجواء لخلق الموجة وركوبها تتطلب غير ما اتخذه المزعوم، إبراهيم غالي، وبغير أسلوبه الفرداني القاصر عن الإلمام بعمق وتعقيد وثقل المهمة، والمنغلق عما يحيط به والمعزول عما يوجع المعنيين بها ويحفزهم”.

وتساءل شقيق “مصطفى الوالي” مؤسس الجبهة الذي قتل أثناء الهجوم على موريتانيا، في ذات المقال قائلا : “فما كان قصد القائد الأعلى؟ أهو مجرد السخرية من الفكرة، والاستهزاء بالاقتراح، وتحقير الأمانة، ومسخ قراراتها وابتذالها؟”.

تصريح يحمل إلى الواجهة مدى الشرخ والتآكل الذي تعيشه الجبهة بين أجنحتها المتعددة، وارتفاع منسوب الحنق على ممارسات “غالي” وجناحه داخل الجبهة، كما أنه يحمل من نبرته، مستوى الوهن الذي وصلت إليه البوليساريو نتيجة التطورات السياسية والعسكرية المتلاحقة التي لم تقو الجبهة على مسايرتها على الرغم من الدعم الجزائري السخي، وآخره ضخ كابرانات الجزائر مليا 300 مليون دولار في خزينة الجبهة لإحياء ما يمكن إحياءه، ولزرع الروح ماديا في صفوف المرتزقة الذين أصابهم اليأس والوهن.

و للإشارة فان قيادة جبهة البوليساريو تعيش حالة من الغليان والتصدع الداخلي بسبب قرار الحكومة الإسبانية القاضي بدعم المقترح المغربي لحل قضية الصحراء.

كما تجدر الإشارة إلى أن النظام الجزائري لم يخف غضبه من فشل قيادة البوليساريو، في الحفاظ على الحليف الأوروبي الأبرز والأهم داخل الاتحاد الأوروبي، وهو ما دفع زعيم الجبهة، إبراهيم غالي، إلى تشكيل ما اسماه “اللجنة الوطنية للتفكير” إثر الاجتماع الذي تم  عقده، والذي حضره أبرز قياديي الحركة الانفصالية.

التعليقات مغلقة.