مراهنة “كابرانات” الجزائر على تهيئ طريق “تنذوف” و”ازويرات” لتحجيم دور معبر “الكركرات” المغربي

خردي لحسن: متخصص في الشؤون الصحراوية 

 

صادق مجلس الوزراء الموريتاني على مشروع القانون ومذكرة التفاهم الموقعة بتاريخ 28 دجنبر 2021، بين الحكومة الموريتانية ونظيرتها الجزائرية، وذلك لإنجاز مشروع الطريق البري الرابط بين كل من “تيندوف” الجزائرية و”ازويرات” الموريتانية، وهو مشروع يراهن عليه “كابرانات” الجزائر، بغرض إضعاف دور معبر “الكركرات” المغربي التجاري.

 

وأفاد بيان مجلس الوزراء الموريتاني أن مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين تترجم “إرادة البلدين في تدعيم وتطوير الروابط الأخوية وتكثيف التبادلات الاقتصادية والتجارية بينهما عبر إنشاء هذا الطريق الرابط بين مدينتي تيندوف وازويرات”.

وتهدف الجزائر من رواء إنجاز هذا المشروع الذي سيقام من طرف المؤسسات الجزائرية على مسافة 775 كيلومتر، والذي سيتكلف مكتب دراسات جزائري بمتابعته، إلى محاولة ضرب أهمية معبر الكركرات  المغربي التجاري الذي يعتبر البوابه الرئيسية على إفريقيا.

وللإشارة فقد تم التوقيع على مذكرة التفاهم هاته إبان زيارة الرئيس الموريتاني “محمد ولد الشيخ الغزواني” إلى الجزائر، أواخر العام الماضي، وبعد استكمال المشروع ستعكف الجزائر على استغلاله في شكل امتياز لمدة 10 سنوات مع تجديد ضمني.

و اعتبرت مصادر جزائرية أن إنجاز هذا المشروع يعتبر أول مشروع ضخم تنجزه الجزائر خارج حدودها مرة منذ استقلالها.

ويهدف نظام “الكابرانات” في الجزائر من وراء إقامة هذا المشروع الطرقي الرابط بين مدينة “تيندوف” الحدودية، جنوبي الجزائر، ومدينة “الزويرات” الموريتانية، إلى منافسة معبر “الكركرات” المغربي الموريتاني، الذي يشكل شريان الحياة بالنسبة لموريتانيا والعديد من الدول الإفريقية فيما يخص  التجارة الخارجية.

 

وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر وموريتانيا سبق لهما أن أقاما خلال السنوات الأخيرة أول معبر حدودي بري يربط بينهما بهدف زيادة التبادل التجاري، وتسهيل تنقل الأشخاص، وتعزيز التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب، إلا أنه لم يتمكن من منافسة معبر “الكركرات” الحدودي بين المغرب وموريتانيا بسبب النقص الكبير لتأمين حاجيات موريتانيا.

التعليقات مغلقة.