عاجل: تمرد داخل جبهة البوليساريو وفرار جماعي في اتجاه موريتانيا

خردي لحسن: متخصص في الشؤون الصحراوية

 

كشفت مصادر إعلامية موريتانية أن مخيمات “تندوف” تعرف، حاليا، موجات تمرد داخل صفوف “جبهة البوليساريو” الانفصالية، وموجة فرار من هاته المخيمات في اتجاه شمال موريتانيا.

وأكد نفس المصدر أن مخيمات “تندوف” عرفت، منذ أسابيع، حالة تمرد واحتقان زادت بشكل واضح من متاعب الجبهة التي قد تنهار في أية لحظة رغم الدعم الكبير الذي تحصل عليه من الجزائر، خاصة وأنها تعيش في الأيام الأخيرة أوضاعا داخلية صعبة، مع تراجع داعميها على المستوى الدولي.

 

ويرى المتتبعون أن حالات الاحتقان هاته المتصاعدة، التي تشهدها المخيمات في “تندوف” بالجزائر، قد تكون سببا في انهيار مفاجئ لسلطة “جبهة البوليساريو” على تلك المخيمات، حيث أذى ذلك الى فرار عشرات العائلات الصحراوية إلى شمال “موريتانيا”، خاصة بعد التسريب الصوتي الصادر عن “ولد سيد البشير” الذي عرف انتشارا واسعا على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، والذي كان يحمل صفة “وزيرا للأراضي المحتلة والجاليات الصحراوية في الخارج”، بعدما كان في السابق يعتبر “وزيرا للداخلية لجبهة البوليساريو”.

واعتبر المتتبعون أن انتشار التسريب الصوتي ل”ولد سيد البشير”، والذي تحدث فيه عن وجود تمرد على الوضع الحالي داخل المخيمات، وذلك بعد إقصاء الشباب، رغم بعض المحاولات الفاشلة لإشراكهم، والتي لم تقدم أي نفع أو حل للمشاكل الداخلية للجبهة، وذلك بسبب إغلاق أبواب المشاركة أمام ساكنة المخيمات في تدبير شؤون “الجبهة” ولم يعد أمامهم اليوم سوى الخروج والتمرد.

 

يذكر أن “جبهة البوليساريو” الانفصالية تعيش الآن أسوء فتراتها داخل مخيمات “تندوف” لمجموعة من الأسباب، ضمنها الوضع الإنساني، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، إضافة القمع المسلط على ساكنة المخيمات والفساد المستشري في دواليب الجبهه، والتي كان آخرها فضيحة التلاعب بالمساعدات بعد انقلاب شاحنة الزيوت المنهوبة من المساعدات الإنسانية والتي كانت موجهة للترويج بموريتانيا، فضلا عن الأوضاع السياسية واحتكار قيادات السلطة المتنفذة في الجبهة للسلطة وممارسة القمع كوسيلة لضمان الاستمرار في الاستفادة من الدعم والمساعدات، ولا ننسى الانتكاسات الكبرى التي منيت بها الجبهة، وتزايد الاعتراف بمغربية الصحراء والطرح الموضوعي المقترح من طرف المغرب والذي يلقى قبولا دوليا.

التعليقات مغلقة.