بعد الخطاب الملكي التاريخي، إقامة نهائي السوبر “بالصحراء المغربية” الحدث والدلالة

الونسعيدي بدر الدين

حدث سيضرب عدة عصافير بمقابلة واحدة، ويحمل الكثير من الدلالات الواضحة وليست المشفرة، فإقامة نهائي السوبر “بالصحراء المغربية”، وبعد مفردات ما جاء في الخطاب الملكي السامي والتاريخي الأخير، يعكس مضافة إلى البعد الرياضي، وهو تأكيد المملكة المغربية على ممارسة سيادتها فوق كامل ترابها الوطني.

إن تدارس مسألة احتضان ملعب “الشيخ لغظف” بمدينة العيون مباراة “السوبر الإفريقي” بين “الوداد الرياضي” و”نهضة بركان”، الشهر المقبل، سيكون حدثا رياضيا بدلالات متعددة ويحمل رسائل جمة، سيكون تثمينا للخطاب الملكي السامي لذكرى ثورة الملك والشعب، الذي خص في أغلب مضامينه عاهل البلاد الصحراء المغربية باعتبارها القضية الأولى للمغاربة، وما حمله من رسائل واضحة و صريحة، مع التذكير بما تحقق وحقق المغرب بها من إنجازات تنموية وانتصارات دبلوماسية.

إن السعي إلى إقامة هذا النهائي بقلب الصحراء المغربية سيزكي ويؤكد بالفعل المقولات الخالدة لعاهل البلاد “المغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها”، و”لا تفاوض على مغربية الصحراء”، كما سيحسم نهائيا مغربية الصحراء، و سيعجل بطي ملف نزاع مفتعل عمر طويلا، كما يمكن اعتبار قمصان نهضة بركان المزينة بخريطة المغرب في نهائي كأس “الكاف”، ذكرى وعبرة لما حملت من إشارات ورسائل هامة لقيت استحسانا وتجاوبا كبيرين.

الجث مناسبة أيضا للوقوف على حجم التطور والازدهار الاقتصادي والرياضي الذي تعرفه اقاليمنا الصحراوية على جميع الأصعدة خاصة في عهد الملك “محمد السادس” لسد أفواه المرتزقة و أعداء الوحدة الترابية، و يمكن اعتبار هذه التظاهرة فرصة لتأكيد تشبث المغرب والمغاربة بصحرائهم، و محطة رياضية للتعبئة الجماعية، وصلة الرحم مع ساكنة اقاليمنا الصحراوية العزيزة، لأن المدينة ستعرف تدفقا كبيرا لجماهير “الوداد” و”نهضة بركان” و غيرهم، مما سينعش الحركة الاقتصادية والسياحية بالمدينة ويجعلها مسيرة رياضية وسياحية لصلة الرحم ومد جسور التلاحم والتآزر بين مختلف مكونات الشعب المغربي،
واستغلال المحطة لضمان إشعاع إعلامي للمدينة خاصة، ولصحرائنا عامة على المستوى القاري والدولي، لجعلها قطبا اقتصاديا ومركزا استثماريا منفتحا على دول الجوار.

إن ما راكمه المغرب من انتصارات دبلوماسية ورياضية في الآونة الأخيرة تجعل من التظاهرة مناسبة لتأكيد وتثمين تلك الانتصارات المتتالية من خلال التعرف عن قرب عن الدينامية التنموية التي تشهدها أقاليمنا الصحراوية، لأن المباراة ستعرف متابعة جماهيرية كبيرة من خارج أرض الوطن، وكذلك مناسبة للتعرف عن قرب على المؤهلات السياحية والاستثمارية الهامة التي تزخر بها أقاليمنا الجنوبية، وهو حدث سيضرب، بكل تأكيد، عدة عصافير بمقابلة واحدة.

التعليقات مغلقة.