فرنسا الشيطان الذي ينخر في جسد المغرب (الجزء الاول)

بقلم عثمان الدعكاري 

الجزء الأول

اعتماد التسريبات وتضييق الخناق على المملكة المغربية عن طريق عملاء فرنسا ما هو إلا وسيلة للشيطان الفرنسي ليكسب الرهان.

دائما ما تحاول فرنسا في العديد من المحافل الدولية إظهار نفسها وكأنها تحمي حليفها التقليدي المغرب، وبأنها دولة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، ولكن في حقيقة الأمر، وإذا محصنا قليلا في التاريخ، سنجد أن جرائمها ضد المغرب والمغاربة سواء في عهد الحماية أو قبلها وحتى في بداية عهد الاستقلال، وان كانت بطرق أخرى لا تعد ولا تحصى، وسنجد ان ما تظهره فرنسا ما هو إلا محاولة لإبقاء المغرب تابعا لها رغم علمها جيداً أن المملكة أخدة مسارها في الاستقلالية التامة عن المستعمر.

فرنسا التي لا يريدها ولا يتمناها أي مغربي، هي “بمتابة الشيطان المستعمر” الذي ينظر إلينا كبلد متخلف ينقسم إلى قسم، نافع وغير نافع، وكبلد يجب أن نخضع لحمايتها وفق شروطها المجحفة التي تعود إلى زمن العبودية والذل.

خبائث فرنسا التي لا يريدها أي أحد في هذا البلد، هي خبائث فرنسا التي تفرض على مواطنيه التأشيرة للولوج إلى ترابها، ولا تكتفي بذلك بل تفرض عليه تخفيض عدد المؤشر لهم بدخول التراب الفرنسي إلى النصف، بمبرر غير معقول هو إعادة جميع المقيمين فوق ترابها بشكل غير قانوني إلى المغرب، رغم أن آفة الهجرة واحدة ولا تقتصر على بلد بعينه، كما لا يمكن المساواة بين من غادر التراب الوطني بشكل غير قانوني ومواطن ومواطنة يرتبان أوراقهما ويخضعان لكافة القوانين من أجل حجز تذكرة نحو عاصمة “لصوص الحديد والذهب”، لأن ذلك يعني ببساطة قصورا في الفهم، أو ابتزازا بلا معنى.

مغرب اليوم، ليس هو مغرب الأمس، لذلك يحق للمغاربة أن ينتظروا وضوحا أكبر من طرف الشياطين المسؤولين الفرنسيين فيما يتعلق بعلاقتهم مع المغرب، وفيما يخص قضيته الوطنية، التي ترجع جذورها إلى “الإرث الاستعماري” الذي لعب على بعثرة الحدود حتى لا تهنأ شعوب شمال إفريقيا باستقلالها.

إن خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة ثورة الملك والشعب كان بليغا بشأن سيادة المغرب وموقفه الثابت بخصوص الصحراء المغربية، جلالة الملك أشار إلى ضرورة قيام حلفاء المملكة وجميع الدول، ليس فقط بالتعبير بوضوح عن موقفهم، ولكن أيضا بدعم مصالح المغرب، ادا كان الشيطان الفرنسي صادق، فلماذا لم تفتح قنصلية فرنسية في الداخلة أو العيون؟ هذا مفيد للدول الأخرى التي يجب أن تستوحي من جلالة الملك لحماية وحدة أراضيه.

وهل يعقل أن تواصل شركات فرنسية تعبئة المليارات المغربية في أكياس بدعوى ممارسة التدبير المفوض وخلق شركات كبرى معفية من الرسوم كما هو الحال في قطاع السيارات، بينما لا ينعكس ذلك على الاحترام الواجب لهذا البلد صاحب العادات الاستهلاكية “البريئة” في بعض الحالات؟

على بعض الشياطين الفرنسيين أن يعرفوا أكثر من غيرهم أن سلطان المغرب الملك “محمد الخامس” نصره الله وأيده اختار الانخراط في معركة الدفاع عن فرنسا، وبفضل خطابه شارك آلاف الجنود المغاربة في الدفاع عن التراب الفرنسي في مواجهة إيطاليا وألمانيا النازية، بل إن الآلاف قتلوا في هذه المعارك التي تحولت إلى حرب شوارع أبان فيها المغاربة عن بسالة منقطعة النظير، بل إنهم نجحوا في تحرير بعض المناطق، من بينها مرسيليا.

إن فرض تقليص عدد التأشيرات على المغاربة يؤكد أن بعض الشياطين المسؤولين الفرنسيين ينظرون إلى المغرب من المكان الخطأ، وفي التوقيت الخطأ، ويمكن استخلاص الدروس من جائحة كورونا، عندما سبق المغرب فرنسا إلى توفير الكمامات واللقاح، بينما عجزت هي عن تصنيع الأمصال، واستيرادها، واكتفت بالاستسلام للداء الفتاك، قبل أن تسترجع المبادرة في اللحظات الأخيرة. والخوف كل الخوف أن يضيع الصيف اللبن، وأن تفقد فرنسا بتصرفات كهاته مبادرتها في الدول الإفريقية، وعلى رأسها البلد والشعب الصديقان، المغرب والمغاربة.

 

يتبع ………………….

التعليقات مغلقة.