وحقق حزب  “فراتيلي ديتاليا” فوزا كان منتظرا، مسجلا طفرة نوعية في مساره بعد أن ارتفعت سومته الانتخابية من 4,3 في المئة من الأصوات قبل أربع سنوات إلى نحو ربع الأصوات، وفق استطلاعات الخروج من مكاتب الاقتراع الأحد، ليصبح بذلك الحزب الأول بإيطاليا.

وهكذا وحسب النتائج الأولية التي باتت شبه نهائية فقد حقق التحالف اليميني بزعامة “حزب إخوة إيطاليا” ذا الجذور الفاشية فوزا بغالبية الأصوات.

عودة التطرف إلى إيطاليا الأسباب والدلالات

أفرزت الانتخابات الإيطالية فوز التحالف الثلاثي اليميني، إذ حقق حزب “إخوة إيطاليا” أعلى نسبة أصوات خلال هاته الانتخابات التشريعية بعد أن حصل على 24.6%، ليحل بعده حزب “الرابطة” اليميني بقيادة “ماتيو سالفيني” بحصوله على 8،5 %، وحزب “فورزا إيطاليا” اليميني أيضا، بزعامة “سيلفيو برلسكوني” والذي حصد 8% من الأصوات، ليحصد التحالف حوالي 43 في المئة من الأصوات، وهي نسبة كافية لضمان السيطرة على مجلسي البرلمان.

نسبة عدها المركز الإيطالي للدراسات الانتخابية، خاصة بالنسبة لحزبي “إخوان إيطاليا” و”الرابطة الشمالية” أعلى نسبة من الأصوات في تاريخ أحزاب اليمين المتطرف على الإطلاق في تاريخ أوربا الغربية منذ عام 1945.

 

تأثير نتائج إيطاليا على وحدة أوروبا وعلى صعود تيارات اليمين المتطرف

استبعد العديد من المهتمين بالشأن الإيطالي أن يكون هذا الصعود دليلا على عودة النزعة الفاشية لإيطاليا، بل اعتبره أغلب المحللين عقابا شعبيا للأحزاب الكلاسيكية، أكثر منه اقتناعا بتوجهات وأفكار اليمين المتشدد، فيما يرى آخرون أنه لا ينبغي إغفال أو الاستهانة بالخلفيات الفاشية للحزب الفائز، معتبرين الأمر مؤشرا على بداية عودة الفكر الفاشي لإيطاليا.

عموما القادم من الأيام كفيل بتوضيح التوجهات الإيطالية العامة في جميع خطوطها، وخاصة في مجال الهجرة والموقف من المهاجرين والاتحاد الأوروبي، والانسجام مع السياسا الأطلسية العامة، في ظل شعار “إيطاليا أولا” الذي يحمله اليمين المتطرف، مما يعني خلط الأوراق في وقتنا الراهن اتجاه مجموعة من القضايا الهامة وعلى رأسها الموقف من الحصار الغربي لروسيا، والمساهمة في مجهود الخنق الممارس أوروبيا ضد موسكو.