المخيمات تعيش تحت وطأة الفوضى والصراعات المسلحة والفساد ورحمة مافيا السلاح والمخدرات

أصوات: القسم السياسي  

تعيش “البوليساريو” أسوأ فتراتها سياسيا مع تآكل أطروحاتها وعزلتها أمميا، وعسكريا عبر اندحارها أمام ضربات القوات المسلحة الملكية العسكرية الموجعة، وداخليا مع توالي التصدع الداخلي، وحالة الفوضى التي أصبحت تعم “تندوف” والصراعات المسلحة بين أضلع مختلفة من الجبهة.

 

فوفق المعطيات التي كشف عنها “منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي”، المعروف اختصارا ب “فورساتين” من داخل المخيمات، فإن هاته المخيمات “تعيش في الآونة الأخيرة على صفيح ساخن، بسبب ما تعرفه من تدهور خطير على جميع الأصعدة”.

وأوضح “المنتدى” أنه و“بعد أيام من ارتفاع شدة احتجاجات مجموعة من الصحراويين بسبب استمرار معاناتهم جراء منعهم من حرية التنقل، وإبقائهم قسرا داخل سجن كبير يفتقد لأبسط مقومات الحياة” تفجرت مواجهات مسلحة داخل المخيمات.

وعرى منتدى “فورساتين” واقع حال ساكنة “تندوف” مع الجبهة الانفصالية مفيدا بأن “الوضع زاد سوءًا” بسبب ما عاشته المخيمات “من انفلات أمني خطير نتيجة قيام بعض العصابات المسلحة المحسوبة على بعض قيادات جبهة البوليساريو باستعمال الأسلحة النارية والبيضاء، والقيام بالهجوم على مركز لما يسمى بالشرطة بمخيم اوسرد، وهو ما نتج عنه إصابة مجموعة من العناصر المحسوبة على ما يسمى الشرطة”.

وتساءل المنتدى باستهزاء “كيف لجهاز أمني كان ينتظر منه ساكنوا المخيمات حمايتهم و حماية ممتلكاتهم، لا يستطيع حماية نفسه، و الدفاع عن مقر عمله”.

ووصف المنتدى الوضع القائم بالمأساوي حيث توجد “عصابات تصول و تجول دون حسيب و لا رقيب، و تقوم بكل ذلك تحت غطاء وحماية بعض قيادات الرابوني”، مضيفا أن المخيمات أصبحت تحت رحمة العصابات المسلحة التي تعيث فسادا داخل المخيمات”.

وأوضح المنتدى أن هاته المشاهد خلقت رعبا وسط الساكنة بسبب ما تشهده المخيمات كل يوم من “مطاردات هوليودية، تحت أعين قادة البوليساريو الذين لا حول لهم ولا قوة، لأنهم هم أنفسهم اصبحوا رهينة لتجارة المخدرات والسلاح والبشر الذين يعتبرون أقوى منهم، بل و منهم من هو متورط بشكل مفضوح مع هذه المافيات”.

وأوضح بلاغ المنتدى أن “المخيمات أصبحت عبارة عن سجن كبير، والساكنة باتت رهينة لمافيا تستبيح كل شئ في سبيل الإثراء والبحث عن المكاسب المالية، تحت حماية النظام العسكري الجزائري القائم على أركان الفساد والإرهاب والاجرام”.

وسبق أن تم تداول فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت حربا بين عصابات تهريب المخدرات في مخيمات “تندوف” تابعة لجبهة البوليساريو، حيث تم استعمال سيارات رباعية الدفع والأسلحة البيضاء والنارية. 

مواقف جعلت ساكنة المخيمات تتساءل مستغربة عدم تدخل قيادة جبهة البوليساريو لمواجهة هاته الحالات المسجلة مما يجعلها متورطة في المشهد بشكل مباشر أو غير مباشر.

تجدر الإشارة إلى أن المخيمات تعرف العديد من الصدامات المسلحة، كان أحدها خلال شهر رمضان والتي خلفت عددا من الجرحى بمناطق متعددة، واستعملت فيها الأسلحة البيضاء والسيارات رباعية الدفع.

كما أن الجبهة تعمد إلى تجنيد أطفال حارمة إياهم من الدراسة مغتصبة بذلك براءة طفولتهم، كما أن الفساد مستشر في كل الدواليب، ضمنها ما تعرضت له مساعدات ممنوحة من قبل الاتحاد الأوروبي بمبلغ 9 ملايير يورو والتي ذهبت إلى وجهات غير التي رصدت لها.

التعليقات مغلقة.