الصحافة الإسبانية تبدي تخوفها من صفقة شراء المغرب صواريخ “هيمارس” الأمريكية

أصوات: القسم السياسي

أبدت الصحافة الإسبانية تخوفها من عزم “واشنطن” بيع أنظمة صواريخ “HIMARS” للمغرب، معتبرة الأمر يشكّل “تهديدا لإسبانيا”.

فوفق تقرير مفصّل نشره موقع ” لازون Larazon” الإسباني، اعتمد فيه على وثيقة سلمتها “وكالة التعاون الأمني” التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية “DSCA” والتي سلمتها للكونجرس، مخطرة إياه باحتمالية هذا البيع.

وقالت الوثيقة إن “المغرب طلب شراء 18 قاذفة صواريخ “M142 HIMARS”، التي اشتهرت، بشكل خاص، بعد الدور الرئيسي الذي أدته في الحرب في أوكرانيا ضد المواقع الروسية”.

وأضافت ذات الوثيقة أن مدى الصواريخ التي ستسلم للمغرب أكبر من تلك التي سلمتها “واشنطن” لأوكرانيا. 

وأوضح ذات الموقع أن المغرب طلب كذلك شراء 40 منظومة قذائف تكتيكية عسكرية من طراز “MGM-140 ATACMS”، و36 نظاما “M31A2” موجها لصواريخ الإطلاق المتعددة “GMLRS”، و36 رأسا حربيا بديلا من طراز “M30A2” لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة “GMLRS”.

وأضاف أن المغرب يأمل أيضا في الحصول على مركبات، ومعدات الإرسال، وأجهزة استقبال نظام تحديد المواقع العالمي “GPS”.

واعتبر نفس المصدر، أن الأخطر من حصول المغرب على صواريخ “HIMARS”، هو أنه يكون فعلا قد امتلك “صواريخ متوسطة المدى”.

ويصل المدى المعترف به المثبت لنظام “HIMARS”، وفق التقرير، إلى 300 كيلومتر، كما أن مجموعة متنوعة من الذخائر المستقبلية لذات النظام قيد التطوير، والتي ستوفر نطاقا يتجاوز مداه 499 كيلومترا.

كما يمكنه إطلاق النار والتحليق، كما يمكن لهذا النظام وضع وإطلاق النار ونقل وإعادة التحميل، في غضون دقائق؛ وهو ما يقلل، من قدرة الخصم على تحديد موقعه واستهدافه.

كما تتميز أنظمة الصواريخ التكتيكية؛ مثل الصاروخ أرض أرض، “M57 ATACMS”، الذي طلب المغرب شراءه والذي يتميز بدفع صلب، وارتفاع أربعة أمتار، حيث يمكن إطلاقه من كل من نظام “HIMARS”، ونظام إطلاق الصواريخ المتعددة “M270 MLRS”، وهو موجه عن طرف نظام تحديد المواقع العالمي “GPS”، ويتراوح مداه ما بين 70 إلى 300 كيلومتر، ويتميز بدقة إطلاق نار تبلغ تسعة أمتار.

وفيما يتعلق بمنظومة “M31A2″، فهو صاروخ ذو رأس حربي شديد الانفجار، يبلغ وزنه 91 كيلوغراما، فيما يتراوح مداه ما بين 15 و92 كيلومترا.

وقدم الموقع الإسباني نماذج أخرى من الصواريخ عالية الدقة التي سيحصل عليها المغرب، ضمنها “PrSM”، التي يصل مداها إلى 500 كيلومتر، ويمكن أيضا إطلاقها بواسطة “HIMARS”، مؤكدا أن “المغرب لم يشترها، في الوقت الحالي، ولكن بوجود منصة الإطلاق، يمكنه القيام بذلك، في المستقبل”.

ونقل نفس التقرير أن هاته الصفقة من “HIMARS” ليست الوحيدة المتاحة للجيش المغربي، حيث أنه اشترى أيضا من موردين فرنسيين أو “إسرائيليين” أنظمة أخرى.

وقدم ذات المصدر نموذج المدفعية الأرضية، “القيصر” ذاتية الدفع القوية، والتي تم الحصول على 36 وحدة منها.

ويتميز “القيصر” بمدى يصل إلى 52 مقياسا (أكثر من 8 أمتار)، وهو يوفر سهولة كبيرة في الإسقاط وحماية عالية للأفراد.

ويتميز أيضا بالقدرة على الحركة من المدفعية الذاتية الدفع الكلاسيكية، بتكلفة صيانة أقل ثلاث مرات من تكلفة مركبة “المسار” المدرعة ذاتية الدفع، بسبب سهولة صيانة الهيكل، كما أن مدى القيصر يصل إلى 42 كيلومترا، وسعته ست طلقات في الدقيقة.

كما نقل ذات المصدر أن المغرب يفكر في شراء قاذفة الصواريخ “PULS”، التابعة لأنظمة “Elbit” “الإسرائيلية”، القادرة على إطلاق مجموعة واسعة من الصواريخ والقذائف الموجهة، ويمكن للمنظومة تحييد أهداف محددة، بدقة وكفاءة، على جميع المسافات.

وفي نفس السياق قال المصدر ذاته أن إسبانيا تفكر في إنشاء نظام إطلاق صواريخ عالي الحركة خاص بها “Silam”، بناء على تقنية “PULS”، بالتعاون مع الشركات الإسبانية.

وقد تم تصميم “PULS” بنظام إطلاق آلي بالكامل، ويتميز بأحدث أنظمة القيادة والتحكم والاتصالات والاستخبارات “C4I”، ونظام التحكم في الحرائق، ونظام الملاحة بالقصور الذاتي، لزيادة الاستجابة مع مرونة إطلاق النار المثلى، ويمكن أن يصل مداه، حسب القذيفة، ما بين 40 كم، بصواريخ “Accular”، و150 كم، بصواريخ “Extra”، إلى 300 كم، بصواريخ “Predator Hawk”.

وأوضح المصدر عينه، أن المغرب يمتلك 36 قاذفة صواريخ صينية “PHL-03/AR2 300mm”، قادرة على إطلاق 12 صاروخا من مجموعة متنوعة من الرؤوس الحربية التقليدية والعنقودية، بمدى يصل إلى 160 كيلومترا؛ إضافة إلى بطاريات صواريخ “Patriot3” المضادة للطائرات، التي باعتها الولايات المتحدة للمغرب.

وقال الموقع الإسباني إنه وبعيدا عن السباق نحو التسلح بين المغرب والجزائر فإن هاته الترسانة الصاروخية تؤثر أيضا على إسبانيا؛ خاصة مع “ATACMS” متوسطة المدى، الذي ترفض الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا به، “بات الأمر يشكل تهديدا حقيقيا لإسبانيا، خاصة في إطار الضغط الممارس على النزاع المحتمل حول سبتة ومليلية أو حتى حول جزر الكناري”، وفق التقرير.

 

وأقر ذات المصدر أنه و “على الرغم من أن المملكة لا تعتبر إسبانيا هدفا، إلا أنها تضغط عليها، خاصة بسبب موقعها الجغرافي بين المغرب والجزائر، وهما دولتان لهما مصالح كثيرة على المحك، مع تنافس متزايد، والتي تسعى بلدنا معها إلى الحفاظ على توازن دبلوماسي متزايد الصعوبة؛ وهو ما يجب أن يدفع إسبانيا إلى التسريع في تجهيز نفسها بنظامها الخاص لإطلاق القذائف، وشراء أسلحة أخرى، وتحسين الأسلحة التي تمتلكها”.

واعترف “Larazon”، في ختام التقرير بتفوق إسبانيا على المغرب في هذا المجال حيث نقل “صحيح أن بلدنا لا يزال متقدما على المغرب من حيث الوسائل العسكرية، ولكن عملية إعادة التسلح التي يقوم بها تميل إلى تحقيق المساواة بين القوتين المسلحتين”، معرجا على “شراء أربع طائرات بدون طيار من طراز “MQ-9B SeaGuardian”، و36 طائرة هليكوبتر قتالية من طراز “Apache AH-64E”، و25 طائرة مقاتلة من طراز “F-16″”، إضافة إلى تحديث 23 طائرة أخرى من نفس الطراز موجودة بالفعل في الخدمة، وثلاث فرقاطات من فئة “SIGMA”، مجهزة بأحدث أنظمة التسلح والأنظمة الإلكترونية، وفرقاطة من فئة “FREMM”، يبلغ طولها 6000 طن و142 مترا.

التعليقات مغلقة.