عالم الاستخبارات المجهول، مدخلات ومخرجات العمل الاستخباراتي

الإدريسي عبدالمجيد

تنطلق سلسلة معلومات ومباحث وقصص استخباراتية على جريدة “أصوات”، من تقديم الناشط المجتمعي والإعلامي والباحث بالأمن الاستخبارتي. 

انتظرونا في سلسلة منوعة من عالم الغموض والتحدي والمغامرة والإثارة عالم المخابرات وأسرارها

إن عمل الأجهزة الاستخبارية الرئيسي هو الحصول على المعلومات التي تتيح معرفة ما يخفيه العدو، فإن لجهاز الاستخبارات مدخلات ومخرجات.

نعني بالمدخلات: كمُّ المعلومات التي يتحصل عليها الجهاز الاستخباري من مصادر عدة، منها المصادر البشرية، سواء من خلال استنطاق الاسرى أو الجواسيس والمصادر المزروعين في تنظيم العدو ومؤسساته، أو المصادر الإلكترونية الفنية بالاستماع والتنصت والاقمار الصناعية وغيرها.

إن كم المعلومات هذا يحوي قطعاً من أحجية كبيرة، ويحتاج الى غربلة وتفكيك، وإلى تمحيص، ومن ثمة الى استنتاجات، وهو مانطلق عليه بالمخرجات.

فاذا كانت المدخلات هي المعلومات، فإن المخرجات تمثل المعرفة التي تنتج عن هذا الكم من المعلومات، وهو ما يقوم به متخصصون لمّاحون ذوو ملكات خاصة، نطلق عليهم محللو الاستخبارات.

مما تقدم فإن المعلومات الاستخبارية هي مواد خام قد لا تنتج عنها أية معرفة، وقد تكون كاذبة ومدسوسة، وقد تكون قديمة بلافائدة، وقد تكون خطيرة للغاية، وأن من يناط بهم تحديد ذلك هم المحللون، ومن هنا تأتي أهمية التحليل الاستخباري.

عالم الاستخبارات الغريب المذهل، تعرف على هذا الجهاز و أهم العمليات المثيرة في حلقات
عالم الاستخبارات الغريب المذهل، تعرف على هذا الجهاز و أهم العمليات المثيرة في حلقات

فالتحليل يعتمد على معلومات متناثرة أو منقوصة أو متكاملة وتفكيكها وإعادة تركيبها والاستنتاج منها.

ولا تقف أهمية التحليل الاستخباري عند حد تحويل المعلومة الى معرفة، بل يتعداه الى ما هو أهم وأخطر، إذ يتوقف على دقة عمله تحديد مدى أهمية مصادر المعلومات، ومدى مصداقيتهم، كما أن تحليل المعلومة تنتج عنه أسئلة تحتاج إلى إجابات لتبدأ دورة معلومات جديدة.

انتظرونا في سلسلة منوعة من عالم الغموض والتحدي والمغامرة والإثارة عالم المخابرات وأسرارها

فضابط التحليل هو من يضبط العمل الاستخباري، ويحدد مدى الاستفادة من المعلومة وأهميتها، ويحدد الحاجة لإجابات على اسئلة تكميلية تنبع من المعلومة، وهذا يعني ان العمل الاستخباري فيه القوة الفاعلة المسؤولة عن انتاج معلومات، وقوة عاقلة تحلل تلك المعلومات، الأمر الذي يجعل التحليل بوابة تتيح الوصول الى خريطة استراتيجية واحصائية واستقرائية عن العدو وتقييم المعلومة.

ويمر تقييم المعلومات وتحليلها بثلاثة مراحل أساسية هي:
1 تفكيك المعلومات (الفرز والتصنيف).
2تحديد درجة صحة المعلومات.
3 فائدةالمعلومات.

عالم الاستخبارات الغريب المذهل، تعرف على هذا الجهاز و أهم العمليات المثيرة في حلقات
عالم الاستخبارات الغريب المذهل، تعرف على هذا الجهاز و أهم العمليات المثيرة في حلقات

ونقصد به أن المعلومات الاستخبارية تحتوي غالبا على عدة معلومات مختلفة التخصص، فيقوم المحللون بتفكيكها وتقسيمها فيما بينهم وفق اختصاصات دقيقة، كل منهم مختص بجزء من المعلومة، فأحدهم مختص بانتحاريي “داعش” مثلاً، وآخر بإمدادات “داعش” المالية، وثالث بتسليح “داعش”، ورابع باتصالات وجفرة “داعش”، وهكذا، وحينها يسهل الإفادة من المعلومة وتقييمها من قبل المختصين.

أما تحديد درجة صحة المعلومات فتتم من خلال الإجابة على عدة اسئلة أهمها: هل مضمون المعلومات منطقي ومعقول؟ وهل يتوافق مع السوابق الموجودة ويتفاعل معها؟ هل وصل أي تأكيد أوتكذيب للمعلومة من مصادرأخرى؟ هل هناك احتمال لأن تكون المعلومات خادعة ومضللة؟من أوما هو مصدرالمعلومات؟ وما هي درجةالثقة فيه؟ وما هي الظروف التي تحصل فيها المصدرعلى المعلومة؟ هل هي منطقية وهل يمكن إثباتها؟ ما هي معلومات العاملين في الأمن عن تجارب ومعلومات المصادرالسابقة؟ هل للمصدر فائدة شخصية من المعلومات؟ هل يبدو أن المعلومات تعرضت لتغيير أو نقصان؟ وهل يبدو هذا التغيير أو النقصان منطقي أو واضح؟ هل المعلومات التاريخية عن الأسماء التي وردت بالمعلومات تتماشى مع ماورد بها؟ ما هو رأي الشُعَب ذات الصلة بالمعلومات؟

أما عن فائدة المعلومة فإنها قد تكون قديمة، أو مغلوطة، أو غير ذات أهمية، وليس الأساس كبر أو صغر كم المعلومات…….  يـــــــتـــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــع.

التعليقات مغلقة.