حول مفاوضات حكومة الشرعية اليمنية مع الحوثيين

الكاتب والباحث اليمني المستقل ورئيس مركز "نشوان الحميري للدراسات والاعلام": عادل الاحمدي

ملف المفاوضات في “اليمن” بين “الحكومة الشرعية” و”الحوثيين”، مسألة غاية في التعقيد، يمكن النظر إليها أولاً، من زاوية واقعية مرتبطة بتاريخ وفكرة “الحوثي”، ك”جماعة كهنوتية تقوم على فكر لا يعترف بالآخر أياً كان، ما لم يؤد الولاء لها”.

هذا التعقيد الجوهري يخفت كلما كان “الحوثيون” في زاوية ضيقة تدفعهم للقبول ولو من باب التكتيك والتسليم بالأمر الواقع.

واقع الأمر في “اليمن” أن “الحوثيين” ليسوا بمعرض التجاوب مع جهود السلام، إذ ما يزالون يسيطرون على العاصمة ومناطق واسعة في البلاد، وكل ذلك يرفع سقف المفاوضات بالنسبة إليهم، ويجعلها مسألة عديمة لاستهلاك الوقت والجهد. 

لكن في المقابل، تأتي العوامل الإقليمية والدولية، المتعلقة بأجندات “طهران” ومستجدات الاتفاق “السعودي الإيراني”، الذي بدوره يمكن أن يسهم في ترجيح مسار المفاوضات والهدن إلى حين.

لكن ذلك يبقى حقنة تخدير مرتبطة بالوقت كما هو حال أي هدنة، ما لم يكن هناك اتفاق واضح المعالم على خطوات نحو السلام، وأولها عودة الناس إلى مدنهم وقراهم، وفتح كافة الطرقات وتوحيد البنك المركزي وغيرها من الإجراءات، الاقتصادية والإنسانية بالتوازي مع التصورات السياسية الخاصة بالحكومة والخطوات العسكرية ذات الصلة. 

بشكل عام، هناك رغبة من اليمنيين عموماً ومن أطراف فاعلة، أبرزها التحالف بقيادة “المملكة العربية السعودية” على إنجاح الهدنة وتحريك المسار السياسي، وهذا يمكن أن يسهم في تمديد حالة التهدئة أو يعززها في بعض الجوانب، لكن الحكم على النجاح من عدمه، مسألة مرتبطة باتفاق يعالج أبرز البديهيات اللازمة للحل.

التعليقات مغلقة.