وضع المرأة العاملة وأشكال التضييق والتحرش الممارسة في حقها موضوع ندوة ساهمت فيها فعاليات نسائية نقابية وسياسية بسلا

محمد حميمداني

نظمت مؤسسة الفقيه التطواني، يومه الخميس 02 يونيو الحالي، مائدة مستديرة في موضوع “حماية المرأة العاملة”، أجمعت على ضرورة تحقيق كرامة المرأة وتحقيق مساواة فعلية مع الرجل، والزجر الجنائي لكل أشكال التحرش ضد المرأة خاصة العاملة منها.

 

المائدة التي وضع لها المنظمون شعار “أحبك يا وطني”، ووفقوا لعكسهم الصور المستقبلية المأمولة في بناء مجتمع العدالة الاجتماعية والجنسية والمساوات بين جميع مكوناته، وجعل المحبة آلية جامعة بين الكل بعيدا عن كل نظرة تقزيمية.

وقد شاركت في النقاش ضمن هاته المحطة الهامة، التي أقيمت بمقر “مؤسسة الفقيه التطواني” بسلا،  العديد من الفعاليات السياسية والنسائية والنقابية.

المرأة بين القهر الاقتصادي والقهر الجنسي
المرأة بين القهر الاقتصادي والقهر الجنسي

بوبكر التطواني: موضوع المرأة العاملة هام باعتباه موضوعا مجتمعيا

وقد وقف “بوبكر التطواني“، رئيس المؤسسة المنظمة، في البداية حول أهمية الملتقى بما يقاربه من إشكالات مجتمعية تعتبر أساسية لبناء مغرب الغد، مغرب الحداثة والمساوات والمؤسسات، مبرزا المجهودات التي تقوم بها المؤسسة في هذا الباب والزيارات العلمية الميدانية التي تقوم بها المؤسسة بالتنسيق مع المصالح الوزارية المختصة عبر شراكات موقعة في هذا الباب، إضافة إلى فعاليات المجتمع المدني ذات الصلة بالموضوع.

المرأة بين القهر الاقتصادي والقهر الجنسي
المرأة بين القهر الاقتصادي والقهر الجنسي

مصطفى لمناصفي: هناك عدة عوائق تمنع النساء من الاندماج الفاعل في المجتمع

 

وارتباطا بما طرحه رئيس المؤسسة، انبرى “الأستاذ مصطفى المناصفي” لتقديم خلاصة الدراسة الميدانية المنجزة من قبل “مؤسسة الفقيه التطواني“، مؤكدا على أن الخلاصات المتوصل إليها أبرزت معاناة النساء من مجموعة من المعيقات التي تعرقل اندماجهن الفاعل في المجتمع ومساهمتهن في التنمية، حيث أن غالبية النساء موضوع الدراسة ضمن مجال الأحياء الهامشية، يعانين من ضعف مستوى التحصيل الدراسي، وهو ما يعرقل اندماجهن ونحولهن إلى طاقات موجبة لخلق الثروة، فكيف أن نتحدث عن اشتغالهن بالعمل النقابي من موقع الفعل والوعي وليس من موقع المنفعل ضمن حركية المجتمع، إضافة إلى الظروف الاجتماعية القاهرة التي تعيشها هؤلاء النساء والتي تعوق تملكهن الوعي الكافي ليتحولن إلى طاقات إيجابية في المجتمع.

مريم الرميلي: دور المرأة هام ضمن مشروع الدولة الاجتماعية

النائبة البرلمانية، وعضو الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية، مريم الرميلي، عرجت على مفهوم الدولة الاجتماعية، وعلى دور المرأة ضمن هاته الحلقة، وما تبذله الفدرالية الوطنية للمرأة التجمعية في مجال الدفاع عن حقوق المرأة.

المرأة بين القهر الاقتصادي والقهر الجنسي
المرأة بين القهر الاقتصادي والقهر الجنسي

نزهة بوشارب: القوانين وحدها لا تكفي لتحقيق وجود المرأة الإيجابي

 

من جهتها قاربت رئيس منظمة النساء الحركيات، “نزهة بوشارب“، الإشكال من الوجهة المجتمعية مبرزة أن القوانين وحدها لا تكفي لتحقيق وجود المرأة الإيجابي وضمان حقوق المرأة العاملة، مشددة على أنه يجب تغيير العقليات السائدة التي تحنط المرأة وتحط من كرامتها، مع ضرورة التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء باعتباره المدخل الفعلي والحقيقي لضمان حقوق المرأة الفعلية.

ووقفت الأستاذة “نزهة بوشارب” حول وضعية النساء القرويات الصعبة المتسمة بالظلم والقهر، داعية إلى دعمهن وتمكينهن من الحق في التعلم لتملك الوعي الكافي الذي يمكنهن من الدفاع عن حقوقهن وضمان كرامتهن، داعية في الوقت نفسه إلى تسريع تطبيق المساواة بين الجنسين.

فتيحة خورتال: نجاح المجتمع ينطلق من نجاح المرأة

أما المستشارة البرلمانية عن فريق الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الأستاذة “فتيحة خورتال” فقد ربطت بين نجاح المجتمع ونجاح المرأة باعتبارهما عنوانان متلازمان لتحقيق التنمية والتقدم، داعية إلى تكثيف الجهود لتتمكن المراة العاملة من الحصول على كافة حقوقها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومساواتها مع الرجل في العمل.

المرأة بين القهر الاقتصادي والقهر الجنسي
المرأة بين القهر الاقتصادي والقهر الجنسي

حنان رحاب: أحذر مما تتعرض له النساء من تحرش جنسي بمختلف مواقع العمل

من جانبها حذرت الكاتبة الوطنية للنساء الاتحاديات، الأستاذة حنان رحاب، مما تتعرض له النساء من تحرش جنسي بمختلف مواقع العمل، خاصة في المعامل والمصانع، داعية إلى تحسين ظروف العمل التي تعيش ضمنها النساء العاملات، والذي يكرس دونيتها من جميع النواحي الاجتماعية بالمقارنة مع الرجال، وأيضا الجنسية عبر تعرضها لكل أشكال التحرش.

شرفات أفيلال: المرأة العاملة تساهم بشكل كبيرة في الدورة الاقتصادية

فيما رأت رئيسة منتدى المناصفة والمساواة، الأستاذة شرفات أفيلال، أن المرأة العاملة تساهم بشكل كبير في الدورة الاقتصادية، لكن في المقابل لا تنال الحقوق المطلوبة نتيجة جهدها هذا، وأن إسهاماتها في هاته الدورة لا تلقى الاعتراف من قبل المجتمع وحتى في التقارير الرسمية وغير الرسمية.

حليمة الشويكة: النساء العاملات يساهمن بشكل كبير في ضمان استقرار الأسرة والمجتمع

بدورها قالت ممثلة منظمة نساء “العدالة والتنمية”، الأستاذة حليمة الشويكة، إن النساء العاملات يساهمن بشكل كبير في ضمان استقرار الأسرة والمجتمع، وأن المطلوب في الجهة المقابلة أن يعمل المجتمع على ضمان حقوقهن كاملة.

المرأة بين القهر الاقتصادي والقهر الجنسي
المرأة بين القهر الاقتصادي والقهر الجنسي

نجاة سيمو: ليس المطلوب حضور المرأة في النقابة ولكن الاعتراف بالحق النقابي

وعلى نفس المنحى سارت عضو المجلس الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، الأستاذة نجاة سيمو، والتي أكدت في مداخلتها أن المطلوب ليس حضور المرأة ضمن الإطارات النقابية، ولكن الأهم والجوهري هو الاعتراف بالحق النقابي، مشددة على ضرورة الاستفادة من التقارير المقدمة من قبل المندوبية السامية للتخطيط والتي تقدم صورا قاثمة عن تعامل المجتمع مع النساء وتدني ما يحصلن عليه مقارنة بالجهد الذي يبذلونه.

عروب نظيرة: من الواجب على مؤسسات الدولة أن تكون صارمة في التصدي لظاهرة التحرش بالمرأة العاملة

فيما رأت عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الأستاذة عروب نظيرة، أنه من الواجب على مؤسسات الدولة أن تكون صارمة في التصدي لظاهرة التحرش بالمرأة العاملة وتشديد أشكال العقاب الجنائي لكافة المتحرشين بالمرأة العاملة سواء كان هذا التحرش ماديا أو معنويا، لأنه المدخل الذي يمكن أن يضمن حقوق المرأة الفعلية، ويصون كرامتها.

التعليقات مغلقة.