الرئيس التونسي يقيل نجلاء بودن من مهامها ويعين الحشاني بديلا عنها

محمد حميمداني

أقال الرئيس التونسي، قيس سعيّد، منتصف ليل الثلاثاء، رئيسة الوزراء، نجلاء بودن، من مهامها  وعيّن أحمد الحشاني خلفا لها، مبلغا إياه أن عليه “مواجهة تحديات كبيرة”.

 

وأحمد الحشاني هو مسؤول سابق في البنك المركزي التونسي، تلقى تكوينا في كلية الحقوق وعمل مدرسا، وهو خبير متقاعد في القانون، حاصل على شهادة الماجستير، وفق ما نشره على صفحته على فيسبوك.

ولم يقدم الرئيس التونسي أي مبرر لسبب الإقالة، إلا أن وسائل إعلام محلية تحدثت عن استياء قيس سعيّد من حصول نقص في عدد من المواد في البلاد، ولا سيّما مادة الخبز في المخابز والمدعومة من الدولة.

 

وجاء في مقطع فيديو حمل بيان الرئاسة أنّ الرئيس التونسي “قرر، مساء اليوم… إنهاء مهام السيدة نجلاء بودن رمضان” أوّل امرأة تقود حكومة في تونس.

 

وقد أدّى الحشاني، المغمور سياسيا، اليمين الدستوريّة أمام الرئيس التونسي، وفق ما بثه مقطع فيديو الرآسة، وخلال المراسيم تمنى سعيد، موجها كلامه لرئيس الحكومة المعين، “التوفيق في هذه المسؤوليّة التي سيتحمّلها في هذا الظرف بالذّات”.

 

وأضاف أن هناك “تحديات كبيرة لا بد أن نرفعها بعزيمة صلبة وبإرادة قويّة للحفاظ على وطننا وعلى دولتنا وعلى السلم الأهلي”.

 

وأوضح قائلا: “سنعمل على تحقيق إرادة شعبنا وتحقيق العدل المنشود وتحقيق الكرامة الوطنية ولن نعود أبدا إلى الوراء”.

 

وكان مشكل نقص الخبز من المحابز من الأسباب الحقيقية المباشرة لإقالة رئيسة الحكومة، علما أنه عقدت عدة اجتماعات حكومية لمعالجة الوضع، حيث قال سعيد، خلال الفترة الأخيرة، إن “الخبز خطّ أحمر بالنسبة إلى التونسيّين” وأنه يخشى تكرار أحداث الخبز التي أودت بحياة 150 شخصا عام 1984 على عهد الحبيب بورقيبة، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية.

 

يشار إلى أن رئيسة الحكومة المقالة كان قد تم تعيينها في 11 تشرين الأوّل/أكتوبر 2021، شهرين على احتكار سعيد للسلطات، حيث أصبح الرئيس التونسي يدير شؤون البلاد بواسطة المراسيم، وكانت المعارضة التونسية تصف نجلاء بودن ب “ظل الرئيس”.

 

كما تجدر الإشارة إلى أن تونس تواجه وضعا وضعا اقتصاديا معقدا وأزمة خانقة في المالية العامة، وسط سخط في الشارع التونسي بشأن أزمة فقدان المواد الاستهلاكية الأساسية وارتفاع الأسعار واستمرار مشاهد الطوابير الطويلة أمام المخابز.

 

وسبق لفقدان الخبز في تونس أن فجر عدة اضطرابات، في السابق،  أشهرها “ثورة الخبز” وسط ثمانينيات القرن الماضي.

 

وستواجه رئيس الحكومة الجديد مهمات صعبة منها لتعاطي مع الأزمة المتفاقمة وشح السيولة وإدارة العلاقات مع الشركاء الأوروبيين بشأن ملف الهجرة الشائك، والتوصل الى أرضية تفاهم مع صندوق النقد الدولي بشأن برنامج قرض بقيمة 9ر1 مليار دولار أمريكي معلق منذ تشرين الاول/أكتوبر الماضي، بسبب الخلاف حول حزمة الإصلاحات ولا سيما مراجعة أو إلغاء نظام الدعم، والذي تحتاجه تونس لانعاش النمو وتمويل خزينة الدولة.

التعليقات مغلقة.