البنية الاستشفائية بتازة تتعزز بافتتاح مصحة متعددة التخصصات الطبية

عبد السلام انويكًة 

انسجاما مع ما هناك من دينامية وتطلعات وطنية تخص تأهيل قطاع الصحة، ودعم وتوسيع وتقوية خدماتها الاستشفائية، تعززت بنية مدينة تازة الطبية بمصحة متعددة التخصصات اختير لها اسم “مصحة ابن سينا”. مشروع بقدر كبير من القيمة المضافة، أشرف على افتتاحه عامل عمالة تازة، مصطفى المعزة، مؤخرا، رفقة رئيس المجلس الإقليمي ورئيس الجماعة الحضرية والمدير الإقليمي لوزارة الصحة ومدير المركز الاستشفائي ابن باجة بتازة، فضلا عن رؤساء مصالح خارجية ومنتخبين وأطباء قطاع خاص وعام وغيرهم.

 

مصحة ابن سينا، التي تأتي في إطار تنويع العرض الاستشفائي وتعزيز بنية المؤسسات الصحية ضمن رهان النموذج التنموي الجديد، تضم جميع التخصصات من طب القلب والشرايين والعيون والأنف والحنجرة والإنعاش والتخدير وطب النساء والتوليد والجراحة وغيرها، اللهم ما هناك من حالات قد تقتضي تدخلا طبيا خارج تراب الاقليم ضمن وضعيات استعجالية خاصة ومحدودة. وتتكون من خمسة طوابق، طابق أرضي يتوزع في خدماته الطبية على قسم الاستقبال وقسم ثان للمستعجلات وقسم ثالث للفحوصات الخارجية، فضلا عن مستشفى النهار وقسم للعناية المركزة (الإنعاش).

 

البنية الاستشفائية بتازة تتعزز بافتتاح مصحة متعددة التخصصات الطبية
مصحة جديدة ترى النور بتازة تعزز العرض الصحي بالإقليم (1)

 

أما الطابق تحت أرضي للمصحة، فيضم مركبا للولادة وآخر للجراحة من خلال قاعتين متخصصتين، فضلا عن وحدة للتعقيم المركزية وأخرى للصيدلة المركزية، ليبقى الطابق الأول والثاني من المصحة خاص للاستشفاء (حالات جراحية وغيرها).

 

عن إدارة المصحة أورد الدكتور”عبد الهادي سعيدي” وهو اختصاصي في الجراحة العامة، أن مشروع مصحة ابن سينا الذي رأى النور بتازة، والذي تم تشييده على مساحة 2500 متر مغطاة، هو بقدرة استيعابية مكونة من ثمانية عشرة سريرا، أربعة عشرة منها خاصة بالاستشفاء وسريرين لمستشفى النهار ثم آخرين للعناية المركزة. جاء بهدف مساهمته في تجاوز ما هناك من نواقص وما يطرح أيضا من إكراهات معنوية ومادية تعاني منها الساكنة جراء السفر قصد الاستشفاء.

 

وأضاف ذات المصدر، أن المصحة ستنفتح في أفقها خلال الأيام القادمة على شراكات مع الوزارة الوصية وكذا المركز الاستشفائي الجامعي بفاس، من أجل ما ينبغي من مواكبة وتكوين وتأطير وتعاون واستثمار أفيد لخبرات موارد القطاع العام والخاص، لبلوغ عرض صحي إقليمي وجهوي أكثر انسجاما وتجاوبا وفعالية، لتحقيق تنزيل سليم لتوجيهات مركزية وحكومية تخص القطاع الصحي.

 

البنية الاستشفائية بتازة تتعزز بافتتاح مصحة متعددة التخصصات الطبية
مصحة جديدة ترى النور بتازة تعزز العرض الصحي بالإقليم (2)

 

ولعل منشأة “مصحة ابن سينا” هذه، بقدر ما عززت بنية مدينة تازة والاقليم الاستشفائية والطبية، بقدر ما تدخل ضمن ثقافة المبادرة في أنشطة استثمارية ذات طبيعة استراتيجية في بعدها الاجتماعي، مع ما تعنيه أيضا من انخراط ومساهمة في توسيع وعاء الاستشفاء وتجويد الخدمات الموجهة للساكنة ضمن سياسة قرب، مع أهمية الاشارة الى أنه الى جانب توفر المصحة على بنية استقبال حديثة وتجهيزات طبية وبيو طبية بمعايير عالية، تقوم على طاقم طبي متمرس يخص أطباء محترفين بتجربة واسعة في المجال، فضلا عن ممرضين وإداريين؛ وهو ما يتوقع منه أن يكون بأثر رافع لقطاع الصحة محليا، من خلال تجويد منظومته الاستشفائية، ضمن ما هناك من تطلعات وسياسة عمومية تهم مجال تعميم التغطية الصحية والحماية الاجتماعية.

 

ويسجل أن من نقاط قوة مصحة ابن سينا بتازة، التي تطلبت مجهودا كبيرا لعدة سنوات من حيث ما هو دراسة وبناية وغلاف مالي وغيره، كونها تتواجد في موقع متميز وسط المدينة ضمن امتداد مجالي حضري جديد في تماس مع الطريق الوطنية رقم 6 التي تصل فاس بوجدة، فضلا عن توفرها على تخصصات طبية عدة، من شأن تدخلاتها وخدماتها إغناء ساكنة تازة والنواحي من السفر إلى فاس ومكناس والرباط وغيرها من أجل العلاج.

 

وبحسب افادات معنيين بالمشروع، تروم إدارة المصحة توفير خدمات صحية وطبية جيدة متنوعة ومتكاملة، وفق ما يلبي حاجيات ومتطلبات مختلف الفئات بمدينة تازة والاقليم والنواحي، من خلال طاقم طبي وشبه طبي رفيع بخبرة وتجربة كبيرة في مختلف التخصصات؛ كل ذلك من أجل التكفل والتفاعل بالسرعة والفعالية المطلوبة مع مختلف الحالات التي ستفد على المصحة، خاصة منها ما يرتبط بقسم المستعجلات وقسم الإنعاش، مع أخذ بعين العناية والاعتبار البعد  الاجتماعي التضامني الإنساني الذي تقتضيه مزاولة مهنة الطب، وفق ما جاء على لسان الدكتور “عبد الهادي سعيدي”.

التعليقات مغلقة.