تنسيقية النظام الأساسي تشل قطاع التعليم بسطات

نور الدين هراوي

تتطور الأوضاع في قطاع التعليم في منحى سلبي في مدينة سطات كما بباقي مدن المملكة في ظل الإضرابات التي تشهدها منظومة التربية والتكوين والتي فاقت نسبة 90 في المائة على العموم على حد تعبير التنسيقية.

 

الدوافع ترجع إلى سيادة رفض مطلق لنساء ورجال التعليم لنظام أساسي مجحف وظالم بعثر الأوراق في آخر اللحظات بلغة الحركات الاحتجاجية التي تتوسع قاعدتها الشعبية يوما عن يوم في ربوع المملكة والتي وثقتها وسائل الأعلام والصحافة بالصور والفيديوهات في آخر يوم من الأسبوع الأول للإضرابات من ساحة المديرية الإقليمية للتعليم بسطات، خاصة بعدما قرر التنسيق المشكل حديثا والذي يضم 14 هيأة فئوية في القطاع، إضافة إلى نقابة الجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي- التي تتزعم المحتجين والتصعيد ضد الوزارة وإرباك الزمن المدرسي، تعبيرا عن رفضها المطلق لمضامين النظام الأساسي الذي عقدت عليه أمالا كثيرة، لتجد نفسها مجبرة أن تسطر أشكال نضالية غير مسبوقة وخوض إضراب وطني لمدة 3 أيام من 24 أكتوبر الجاري إلى 26 منه، إضافة إلى وقفات احتجاجية داخل المؤسسات والمدارس التعليمية لمدة ساعة لأيام 27 و28 منه والحبل على الجرار في أسوإ قادم الأيام.

 

تمرد تعليمي ضد قرارات بنموسى (1)
تمرد تعليمي ضد قرارات بنموسى (1)

وفي هذا السياق اطلعت جريدة أصوات على البرنامج النضالي للتنسيق، والتي تسعى أن تتحول إلى نقابة كبيرة شرعية كما تتداول ذلك على نطاق أوسع مصادر تعليمية متنوعة.

ولم يقف الأمر عند التنسيقيات والجامعة الوطنية للتعليم التي انسحبت في الجولات الأخيرة من الحوار، بل امتدت “لغة العصيان والتمرد” إلى صفوف باقي النقابات الأكثر تمثيلية وشرعية والتي أعطت سابقا الضوء الأخضر للوزير “بنموسى” من أجل تمريره بسرعة البراق دون الرجوع إلى القواعد، لتنقلب عليه في آخر المطاف  وتقاطع لقاء كان سيعقد بيم الجانبين يومه  الثلاثاء 25 من الشهر الجاري، بعدما هددتها قواعدها على صعيد الجهات والأقاليم بالانضمام إلى التنسيقية التي تحمل اليوم شعار النضال”نكون أو لا نكون” والدليل تجمهر غفير و انضمام كبير وواسع  من منخرطي وأعضاء النقابات في الوقفة الاحتجاجية ليومه الخميس 26 أكتوبر والنموذج الحي الموثق من وقفة مديرية سطات وما خفي أعظم…..

تمرد تعليمي ضد قرارات بنموسى (2)
تمرد تعليمي ضد قرارات بنموسى (2)

 

وتوجد الوزارة في الوقت الحالي في موقف حرج، إذ تراجعت نبرة الوزير والطاقم المساعد له مركزيا وجهويا وإقليميا  محاولين تهدئة الوضع، وتجنيب التصعيد، داعين إلى القبول بما جاء في النظام الأساسي الجديد على اعتبار أنه أجاب عن مطالب الأساتذة خاصة فيما بتعلق  بأحداث الدرجة الممتازة وإنهاء ملف التعاقد….. الشيء الذي اعتبرته التنسيقية في كل حركاتها وخرجاتها الاحتجاجية ضحك على الذقون، وأسهبت بكل التفاصيل في شرحه وتفسيره على منصة مواقع التواصل الاجتماعي وما يحمله من سلبيات وسموم عدة وانشقاقات للعاملين بالقطاع.

ومن المرتقب أن تتفاقم الأوضاع في قطاع التعليم في قادم الأيام ،إذا لم تسحب وزارة بنموسى هذا النظام على أساس نص تنظيمي كباقي النصوص التنظيمية ومراجعته خاصة في بعض المواد المضرة بالقطاع، وإدخال تعديلات شمولية توفيقية تخدم المنظومة التعليمية وتطورها إلى الإصلاح المنشود والمتوخى ويسير وفق النموذج التنموي الذي سوق له الوزير بنفسه قدر المستطاع  وأكثر من مرة في المحافل الوطنية والدولية، خاصة وأن مملكة عاهل البلاد تتأهب لتنظيم أكبر التظاهرات الرياضية، والمغرب الآمن ينخرط في نهضة كبيرة تنموية أبهرت العالم قبل الخصوم، فلا داعي إذن إلى لغة الشد والجدب ومعركة كسر العظم على قرار اتخذ بعجل، ويمكن أيضا التراجع عنه بعجل ومستجد تعليمي رفضه الجميع.

التعليقات مغلقة.