الوراثة ونمط الحياة عاملان حاسمان في إصابة الأطفال والمراهقين بداء السكري

على نحو متزايد، ينتشر داء السكري، ولاسيما من النوع الثاني بين الأطفال والمراهقين، بعدما كان حتى وقت قريب يعد من الأمراض المزمنة التي تصيب البالغين، وهو ما يطرح العديد من التحديات على المنظومة الصحية وعلى الأسر.

 

وإلى جانب الرعاية الصحية التي يتطلبها علاج داء السكري، تتمثل هذه التحديات، على الخصوص، في ما يتطلبه من تمكين توعية الطفل بطبيعة هذا الداء وحثه على الانضباط الذاتي للتعايش مع الإصابة، وتعزيز ثقته بنفسه، وكذا في ما يفؤضه الداء على الأسر من تغيير كبير في نمط حياتها، لتوفير حماية للطفل المصاب.

 

وبلغة الأرقام، ارتفعت نسبة الإصابة بداء السكري من النوع الأول في إفريقيا، في صفوف الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 19 عاما، بخمسة أضعاف ما بين عامي 2011 و2021، حيث ارتفع معدل الإصابة من 4 إلى 20 في الألف.

 

أما في المغرب، وبحسب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فإن “الحالة الوبائية لهذا الداء ما تزال مثيرة للقلق، حيث يناهز عدد الإصابات بداء السكري أزيد من 25 ألف طفل، وأكثر من 7ر2 مليون شخص بالغ، 50 بالمائة منهم لم يتم تشخيصهم، وأكثر من 2,2 مليون شخص يعدون في مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري”.

 

وفي هذا الصدد، أكدت أخصائية الغدد الصماء، سميرة بيشري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري الذي يصادف 14 نونبر من كل سنة، أن الاصابة بالداء لدى الأطفال تعرف تزايدا ملحوظا منذ فترة بالمغرب.

 

وعزت السيدة بيشري، أسباب الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، خصوصا لدى الأطفال، إلى عوامل وراثية بالدرجة الأولى والوزن الزائد، وكذا زيادة الأنسجة الدهنية حول البطن، مما يزيد من مقاومة الجسم للأنسولين.

 

وحذرت من أن قلة الحركة نتيجة الاستعمال المفرط لوسائل النقل، وقضاء وقت طويل خلف الشاشات أو الألعاب الإلكترونية، والنظام الغذائي غير المتوازن المرتبط بالاستهلاك الكبير للحوم الحمراء والمشروبات الغازية والحلويات، كلها عوامل تزيد من احتمال الإصابة بالسكري بنسبة كبيرة لدى الأطفال.

 

ومن بين الأعراض الرئيسية لداء السكري من النوع الأول لدى الأطفال، حسب الأخصائية، هناك الشعور بالعطش الشديد والرغبة المستمرة في شرب الماء والتبول المفرط، فضلا عن فقدان الوزن اللاإرادي ومشاكل في الرؤية، والشعور بالعياء الشديد والإرهاق.

 

من جهتها، أكدت أخصائية التغذية أسماء زريول، أن تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة الرياضية وتحقيق التوازن بين النشاط البدني والتغذية السليمة يضطلع بدور كبير في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني.

 

وللحد من مخاطر الإصابة بالسكري لدى الأطفال، شددت الأخصائية في التغذية على ضرورة التقليل من استهلاك اللحوم ذات السعرات الحرارية العالية، والحرص على تنوع المواد المستهلكة، لاسيما الفواكه والخضر والحبوب الكاملة.

 

ولم يفت السيدة زريول التحذير من لجوء بعض المرضى إلى التداوي بالأعشاب، وذلك بالنظر الى آثارها العكسية التي قد تؤدي الى مضاعفات كبيرة، مسجلة أن إهمال العلاج يفوت على مرضى السكري فرص التحكم في نسبة السكري في الدم، ويعرض المريض إلى أخطار كبيرة.

 

ويشكل اليوم العالمي، الذي اختير له هذه السنة شعار “الوصول إلى رعاية مرضى السكري” مناسبة لتكثيف الجهود للاستجابة لحاجة مرضى السكري إلى رعاية ودعم مستمرين، وضمان تكافؤ الفرص في الولوج إلى التشخيص والأدوية وأجهزة مراقبة السكري.

التعليقات مغلقة.