هل حان الوقت لنقول حيى على السلام في اليمن؟؟؟

مقالة للدكتور علي الزنم عضو مجلس النواب اليمني‎

في زحمة الأحداث العظيمة على المستوى الوطني والأقليمي والدولي، وفي مقدمتها العدوان الغاشم على غزة كعنوان بارز بات يردد صباح مساء، ويتصدر اهتمام العالم، وما يقابله من صدى على المستوى العالمي أيضا، والذي لا يقل شأنا عنه، لكونه مرتبط به وهو دخول الجمهورية اليمنية ومن صنعاء خط المواجهة المباشرة مع الكيان الصهيوني انتصارا لغزة وأهلها الصامدين ودعما للمقاومة الباسلة لشرف هذه الأمة وعنوانها الرفيع.

 

 

بين هذا وذاك تبرز تباشير السلام وقرب مولده من جديد في اليمن السعيد الذي كدرته الحروب والأزمات والمؤامرات والعدوان الغاشم الذي استمر زهاء تسع سنوات وما زالت تداعياته حتى هذه اللحظة التي ننشد فيها السلام رغم التحولات الكبيرة التي غيرت المعادلة رأسا على عقب منذ 26 مارس 2015م، ذاك اليوم المشؤوم الذي أعلنت فيه أمريكا وربيبتها السعودية من واشنطن الحرب الشاملة على بلدي اليمن وحتى 26 مارس 2023م.

وما حمله هذا اليوم من صورة مغايرة فاجأت العالم بخروج دولة متكاملة الأركان من بين الركام وأزيز الطائرات وأصوات البنادق والمدافع وصفير الصواريخ، كلها صنعت يمنا قويا متماسكا، بل ومصنع للسلاح من المسدس إلى الصاروخ والطيران المسير، وكان لنا بفضل الله ثم بعزيمة الشعب اليمني وجيشه وقيادته التي حملت على عاتقها الدفاع والتصدي للعدوان وأدواته ومرتزقته، والذين قادوا البلد إلى إنتصار أمام 17 دولة معتديه مثلت ما يسمى ب”التحالف العربي”، ليخرج قائد النصر السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي معلنا عن ميلاد وطن بلا وصاية يمتلك قراره بيده، وبالتالي بادر بنصرة الأقصى الشريف وغزة الغارقة بشلال الدماء وأشلاء الرجال والنساء والأطفال.

تلك المجازر البشعة التي لم تحرك ضمير العالم بأكمله فكان الجواب الشافي من أبو جبريل بعد التحذير والوعيد، فأتبع القول بالعمل ووضع الجميع أمام حرج كبير فتقزمت أمامه كل تلك الزعامات والقيادات من رؤساء وأمراء وملوك لتدوس رأسها في الرمال كالنعام، والحياة كلها موقف، والله هو من يسدد ومن ينصر المستضعفين على الجبابرة الطغاة أمثال أمريكا وإسرائيل.

وهنا وبعيدا عن المغالاه في الطرح، وإن تغنينا قليلا، فنحن نفاخر باليمن العظيم وجيشه البطل وقيادتها الشجاعة، عندما تجد أمامك البحر الأحمر والبحر العربي تقف الملاحة الدولية فيها نصرة لإخواننا في غزة، وصواريخ تدك أوكار الصهاينة المحتلين، وطائرات مسيرة صنع يمني تجوب السماء لتفعل ما تفعله في الأراضي المحتلة، وتشارك في معركة الأمة العربية والإسلامية جمعاء.

نقول للقيادة العربية بوضوح افعلوا شيئا من ذلك، وسوف نقف لكم ليل نهار إجلالا وإكبارا إذا نصرتم القضية الفلسطينية وشاركتم ولو بطلعه جويه واحده، أما وكأن على رؤوسكم الطير وأنتم تمتلكون الجيوش والسلاح والمال، وفي الأخير نسمع منكم بيانا يناشد إسرائيل بإدخال المساعدات إلى غزة المحاصرة، سيكتب التاريخ كل شيء فأحسنوا كتابة المشاهد الأخيرة في حياتكم وفي السفر الخالد الذي ستقرأه الأجيال من بعدكم جيلا بعد جيل ومنكم من سيذكر بخير وأكثركم ستلاحقه لعنات التاريخ والشعوب.

وللناشطين والقنوات الذين ينتقدون كل شيء أصمتوا قليلا أمام ما صنعه اليمن القوي بالله وحده، وهذا نصر لكل يمني بل ولأحرار العالم جميعا، وموقف مشرف للجميع فلا تضعوا أنفسكم في خانة المطبعين والمهرولين إلى أحضان العمالة والارتزاق والخيانة.

موعد السلام في اليمن يقترب

 

وأخيرا وفي ظل هذه الأحداث، هناك تصاعد كبير في لغة السلام الذي يتطلع الشعب اليمني لإنجازه في غضون الفترة القليلة القادمة بإذن الله، والشواهد على ذلك كثيرة، منها ما أشار إليه الرئيس مهدي محمد المشاط في خطابه بمناسبة عيد الجلاء ال30 من نوفمبر وإشارته بوضوح إلى التوصل إلى حل، ونصحه القيادة السعودية ألا تصغي إلى تجار الحروب من أجل إنجاز التسوية المتفق عليها. 

وكذا تصريحات الناطق الرسمي رئيس الوفد المفاوض، الأستاذ محمد عبد السلام، في كثير من تصريحاته حول أقتراب الاتفاق المنتظر.

إضافة إلى الحراك الدبلوماسي الكبير الذي تشهده الرياض وصنعاء وسلطنة عمان والأردن وغيرها من العواصم، وكلها تصب في تقريب يوم السلام وإنهاء الحرب والعدوان ورفع الحصار، وبالتالي صرف المرتبات وتبادل الأسرى على قاعدة الكل مقابل الكل لتصفير السجون إن شاء الله تعالى، وكذا فتح الطرقات وإعادة الأعمار وجبر الضرر وغيرها من الملفات الإنسانية التي ينتظرها الشعب اليمني من صعدة حتى المهرة، نتمنى أن يكون ذلك قريبا، وأنصح بأستغلال الظرف الحالي لكون العالم مركز إهتماماته على ملفات أخرى في هذه المرحلة بالذات التي لا تريد خيرا لليمن وجيرانه.

وفي هذا السياق لا زلنا نتذكر بأن التوقيع على وحدة الوطن في ال22 مايو 1990م لم تتم إلا في ظل إنشغال الخليج والمنطقة والعالم بحرب الخليج فاستغلها الرئيس صالح والرفيق البيض في التوقيع، وإلا كان لدول المنطقة رأي في الوحدة اليمنية المباركة وما أشبه الليلة بالبارحة فاستغلوا الوضع.

 ومن صنع النصر قادر على صنع السلام المشرف لكل أبناء اليمن الأعزاء، فالوضع بحاجة إلى انفراج للتخفيف من الظروف الحرجة التي يمر منها الشعب اليمني الصامد والصابر من أجل هذا الوطن الذي يستحق التضحية، قدموا كل شيء ممكن بعزة وكرامة وإباء كما عهدناكم.

والله يتولى الجميع بعونه.

التعليقات مغلقة.