تازة، سطات، الشاوية، الحسيمة…. مدن مهددة بالإجهاد المائي

نور الدين هراوي

تسارع السلطات المغربية الزمن لتطويق أزمة الماء، معلنة مجموعة من الإجراءات لترشيد استعمال الموارد المائية وكبح إهدارها، في ظل تراجع حقينة السدود والجفاف الذي شهدته البلاد الناجم عن الجفاف، إلى جانب تراجع الفرشة المائية.

 

 

 

وفي ظل ما وصفته بالوضعية “الصعبة”، دعت وزارة الداخلية، في دورية لها، الولاة والعمال إلى تفعيل لجان المياه للسهر على تطبيق إجراءات صارمة لعقلنة استعمال المياه،حيث تصت الدورية على

وأكدت على ضرورة تطبق القيود على تدفقات المياه الموزعة، مع العمل على منع استعمال المياه التقليدية، مياه الشرب السطحية أو المياه الجوفية، في عملية سقي المساحات الخضراء وملاعب الغولف.

كما شددت على ضرورة حظر السحب غير القانوني للمياه من الآبار والمجاري المائية، إلى جانب حظر غسل الشوارع والأماكن العامة بمياه الشرب، ومنع استعمال هذه المياه لغسل الشاحنات والآليات.

تأتي هذه الدورية في الوقت الذي دق وزير الماء، نزار بركة، ناقوس الخطر بخصوص تهاوي مخزون الماء.

وفي هذا السياق، قال وزير التجهيز والماء، نزار بركة، إن المغرب من بين الدول التي ستعاني بشدة من التغيرات المناخية، مؤكدا أن مستوى درجات الحرارة زاد بدرجتين أي 1.99 أكثر من المعدل الدولي.

وسجل “بركة”، أن الواردات المائية السنوية تراجعت ب11.5 مليار متر مكعب ما بين 1945 و2023 ليتراجع هذا المعدل ألى 7 مليار و200 مليون متر مكعب خلال ال10 سنوات الأخيرة.

وأضاف “بركة” أنه من 2017 وإلى غاية 2023 انخفضت الواردات المائية إلى 5 ملايير و200 مليون متر مكعب، مشيرا إلى أنه “كما أنه خلال ال3 سنوات الأخيرة، فالمعدل لن يتعدى 3 ملايير متر مكعب من الواردات المائية”.

وتابع أنه “منذ شهر شتنبر إلى اليوم 2 يناير 2024 كانت الواردت المائية بلغت مليار و500 مليون متر مكعب، ليتبقى بعدها فقط 500 مليون متر مكعب أي بتراجع قدر ب67%”.

وكشف المسؤول الحكومي، أن مجموعة من المدن المغربية وعددها 50 مدينة مهددة بانقطاع تزويد الساكنة بالمياه، ضمنها تازة، سطات، الشاوية، الحسيمة… بسبب التراجع غير المسبوق في الواردات المائية، معلنا عن توجه الحكومة نحو اتخاذ إجراءات جديدة ومشددة لترشيد استهلاك الماء وضمان عقلنة استعماله لضمان التزود بالماء الصالح للشرب.

وتعيش سطات كما تازة، الشاوية، الحسيمة…. على وقع الإجهاد المائي، والعيش تحت وطأة العطش مستقبلا، بعد سنوات من الجفاف المتتالية.

وتطبيقا لمذكرة لفتيت، اعطى عامل إقليم سطات تعليمات صارمة لوكالة توزيع الماء الصالح للشرب، أثناء دورة المجلس الاداري للوكالة، المنعقدة مؤخرا، بناء على ما خرج به المجلس الاداري المائي من أجل ترشيد معقلن للماء مع وضع قيود للإجهاد المائي الذي اضحت تعاني منه المدينة بالخصوص والاقليم الفلاحي عموما، حيث دعا المصلحة المعنية الى قطع مياه الشرب على السكان وتزويدهم بها في أوقات محددة، وذلك حفاظا على الكمية المائية القليلة المتبقية بالاقليم، حيث أن نسبة %25 منها ضائعة في المياه العديمة وفي تنظيف شوارع ومساحات خضراء وفي أماكن أخرى لن تفيد بشيء في المرحلة الراهنة على حد تعبير المسؤول الترابي الأول بسطات.

التعليقات مغلقة.