الجهاز المناعي واللقاحات

إعداد المرحوم د. مبارك أجروض

تعد مناعة الجسم من العناصر المهمة في مواجهة Omicron، فكيف يعمل هذا الجهاز ويتفاعل مع اللقاحات المضادة لـCovid-19.

 

 

يتكون جهاز المناعة من أجزاء أبرزها “خط الدفاع الأول”، الذي يتضمن الخلايا المناعية التي تنبه الجسم إلى أي هجوم، وتستوطن الخلايا المصابة، لقد أثبتت دراسة جديدة أن المتحور  Omicron لا يمكنه الإفلات بشكل كلي من الجهاز المناعي، بل قد تقضي عليه الخلايا المناعية T، مما يشير إلى أن اللقاحات والإصابات بالمتحورات السابقة يمكن أن تساعد الجسم في الحماية من الإصابات الشديدة بالمتحور الجديد.

تبين سابقاً أن للمتحور Omicron العديد من الطفرات، خاصة في بروتين الشوكة Spike (S).

 

 

وحتى وقت قريب جداً، كان يعتقد أن هذه الطفرات ستساعد المتحور Omicron على الهروب من الاستجابة المناعية المتولدة في الجسم إما نتيجة إصابة سابقة بالمتحورات الأخرى للفيروس، أو نتيجة التطعيم بلقاحات  Covid-19 المعتمدة.

 

 

يطلق على هذه المناعة اسم المناعة المكتسبة أو التكيفية، وللأسف، فإن مدى استجابة Immunité acquise (adaptative) تجاه المتحور Omicron، وإمكانية مساهمتها في تقليل شدة الإصابة أو حماية الجسم من هذا المتحور الجديد ظل مجهولاً، إلى أن تناولته الدراسة الجديدة وبينت معالمه، لكن، قبل الخوض في هذه الدراسة ونتائجها، لا بد أولاً من فهم ماهية الاستجابة المناعية المكتسبة ضد الفيروسات ومكوناتها العامة:

 

 

 المناعة الطبيعية مقابل المناعة المكتسبة

 

 

بالإضافة إلى الأجسام المضادة (وهي Des protéines immunitaires se trouvent ou se forment dans le sang pour attaquer les germes et les virus)، تقسم مناعة الجسم الخلوية بشكل عام إلى:

 

 

ـ مناعة طبيعية  Immunité naturelle

 

 

توجد في جسم الإنسان منذ ولادته، وتهاجم الأجسام الغريبة عن الجسم إذا تم تمييزها من قبل خلايا المناعة على أنها تشكل خطراً على صحة الجسم.

 

 

ـ مناعة مكتسبة Immunité acquise

 

 

تتشكل نتيجة تعرض خلايا المناعة إلى مسببات الأمراض المختلفة، إما عن طريق الإصابة بهذه الأمراض، أو عن طريق اللقاحات، وتقوم هذه الخلايا بتشكيل ذاكرة مناعية تعتمد عليها لاحقاً في التعرف على مسببات الأمراض وبدء استجابة مناعية لها. 

 

 

تشمل المناعة المكتسبة بصورة رئيسية خلايا لمفاوية B، أو الخلايا الجذعية T، والتي تتميز بدورها إلى عدة أنواع أخرى بحسب طبيعة الدور الذي تلعبه هذه الخلايا في الاستجابة المناعية.

 

 

+ الخلايا T  Cellules

 

 

هي نوع من lymphocytes، التي تلعب دورا مهما ورئيسيا في الاستجابة المناعية، تتولد من الخلايا الجذعية المكونة للدم الموجودة في نخاع العظام، ثم تهاجر الخلايا T النامية والناضجة وتتمايز لعدة أنواع فرعية مختلفة ومحددة لتقوم بوظائف مختلفة ومهمة للتحكم في الاستجابة المناعية وتشكيلها.

 

 

وتعد الخلايا T القاتلة (“CD8+ “killer) أحد أنواع الخلايا T المتمايزة التي لها القدرة على قتل الخلايا المصابة بالفيروس.

 

 

بينما تقوم الخلايا T المساعدة (CD+4 Helper) باستخدام بروتينات إشارات صغيرة، تُعرف باسم cytokines، لتجنيد أنواع أخرى من الخلايا لتكوين استجابة مناعية.

 

 

+ الخلايا B  Cellules

 

 

تنشأ هذه الخلايا أيضا من Cellules souches المكونة للدم الموجودة في نخاع العظام، إلا أنها على العكس من الخلايا T، فهي تبقى في نخاع العظم حتى تنضج فيه، ثم تهاجر بعدها وتتميز عند تفاعلها مع أحد مسببات الأمراض إلى plasmocytes وcellules de mémoire immunitaire.

 

 

بعد أن فصلنا أنواع المناعة وخلاياها، لا بد لنا أيضاً من ذكر نوع من أنواع الاستجابة التي تقوم بهاcellules immunitaires acquises، والدي يطلق عليه réponse immunitaire réciproque، والتي تساهم في حماية الجسم من بعض مسببات الأمراض. 

 

 

ويحصل هذا التفاعل عند قيام cellules immunitaires acquises التي تعرفت على أحد مسببات الأمراض سابقاً ببدء استجابة مناعية لمسبب مرضي آخر.

 

 

على سبيل المثال، يمكن أن يكون هناك تفاعل مناعي تبادلي بين المناعة المكتسبة نتيجة الإصابة بفيروس الإنفلونزا وبين فيروس آخر كـCovid-19، أو بين مسببات الأمراض وبعض البروتينات المسببة للتحسس.

 

 

المتحور Omicron لا يمكنه الإفلات بشكل كلي من Immunité acquise

 

 

تم في دراسة جديدة تقييم قدرة الخلايا المناعية T على التفاعل وعلى رصد المتحور Omicron بين مجموعة من 70 شخصاً بالغاً تشكلت لديهم Immunité acquise  ضد Covid-19 نتيجة:

ـ تلقي التطعيم بلقاح Johnson & Johnson.

ـ تلقي التطعيم بلقاح نوع pfizer-biontech.

ـ إصابة سابقة بأحد متحورات Covid-19 التي سبقت ظهور Omicron.

 

 

وكان من بينهم 19 مشاركاً ممن تم إدخالهم المستشفى نتيجة الإصابة بمتحور Omicron، أما الباقون فقد تم إدخالهم المستشفى سابقا لإصابتهم بالمتحورات الأخرى.

 

 

نتائج الدراسة الجديدة (نشير إلى أنها تبقى نسبية)

 

 

ـ تبين أن 70-80% من استجابة الخلايا المناعية T من النوعين القاتلة و Aide contre la protéine d’épine ما زالت فعالة عند المشاركين ضد المتحور Omicron.

 

 

ـ الاستجابة المناعية التبادلية للخلايا T ضد المتحور أ Omicron مشابهة للاستجابة المناعية التبادلية ضد mutants bêta et delta، على الرغم من أن المتحور Omicron يحتوي على العديد من الطفرات.

 

 

ـ كانت استجابة الخلايا المناعية T ضد protéines d’enveloppe، وépine et nucléocapside (coquille de noyau) للمتحورات السابقة (مثل bêta et delta) متقاربة إلى حد كبير عند المرضى الذين أدخلوا إلى المستشفى نتيجة الإصابة بالمتحور Omicron، والمرضى الآخرين الذين أدخلوا المستشفى نتيجة الإصابة بالمتحورات السابقة.

 

 

توضح هذه النتائج أنه على الرغم من أن الطفرات التي أظهرها المتحور Omicron، والتي مكنته من الإفلات من الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي، إلا أن الخلايا المناعية T المسؤولة عن الاستجابة المناعية المكتسبة ضد Covid-19، والتي تولدت نتيجة لإصابة سابقة بمتحور آخر، أو نتيجة لأخذ أحد اللقاحات المعتمدة ضد Covid-19، لا زالت تتفاعل بنسبة كبيرة ضد المتحور الجديد من Covid-19، وأنها في الأغلب تعمل على حماية الجسم من الإصابة الشديدة.

 

 

تدعم نتائج هذه الدراسة الملاحظات السريرية المبكرة من جنوب إفريقيا، والتي أكدت أن الإصابات بالمتحور Omicron كانت خفيفة، ولم تكن هناك إصابات شديدة، أو زيادة كبيرة في حالات الدخول إلى المستشفى، ولم تسجل أي وفيات، وكانت غالبية الإصابات بين الأشخاص غير الملقحين.

التعليقات مغلقة.