أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

البلاستيك القابل للتحلل الحلقة المفقودة في معركة المغرب ضد البلاستيك الملوث

بدر شاشا باحث

بدر شاشا باحث:  تعتبر مشكلة البلاستيك واحدة من أكبر التحديات البيئية التي تواجه العالم في الوقت الحالي، وفي هذا السياق، يبدو المغرب وكأنه أحد الدول التي تسعى بجدية لمواجهة هذه الظاهرة الضارة، حيث اتخذت خطوات هامة للتحكم في استخدام البلاستيك، لكن مع ذلك، تبدو النتائج غير مُلموسة ومتمثلة في عودة الأكياس البلاستيكية لتغزو الأسواق بعد فترة من الزمن.

 

 

تعتمد السياسات التي اتخذها المغرب في التحكم بالبلاستيك بشكل رئيسي على حظر استخدام الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل الحيوي، واعتماد الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل الحيوي بدلاً منها، وقد كان هذا الإجراء خطوة إيجابية نحو تقليل التلوث البلاستيكي وحماية البيئة.

 

 

ومع ذلك، يظهر أن هناك تحديات عديدة تواجه نجاح هذه السياسات، وأحدها هو ضعف تطبيق القوانين واللوائح المتعلقة بالبلاستيك، فقد تم رصد استمرار استخدام الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل الحيوي في الأسواق، وهذا يشير إلى عدم فعالية تنفيذ الحظر.

 

 

علاوة على ذلك، هناك مشكلة أخرى تتمثل في نقص الوعي البيئي لدى الجمهور، حيث يستمرون في استخدام الأكياس البلاستيكية الضارة دون أن يدركوا الآثار السلبية لذلك على البيئة والصحة العامة.

 

 

ولكن، ينبغي أيضًا مراجعة السياسات البيئية الخاصة بالبلاستيك بشكل شامل، بما في ذلك استخدام البدائل البيئية وتشجيع صناعة البلاستيك القابل للتحلل بشكل أكبر، بالإضافة إلى تشديد العقوبات على المخالفين وزيادة التوعية البيئية لدى الجمهور.

 

 

يُظهر الواقع الحالي في المغرب أن الحلول المبتكرة والمستدامة هي الطريقة الوحيدة للتصدي لأزمة البلاستيك، وعلى الحكومة والمجتمع المدني والشركات والأفراد أن يعملوا سويًا لتحقيق ذلك من خلال تبني استراتيجيات متكاملة وفعّالة للحد من استخدام البلاستيك وتعزيز الوعي البيئي.

 

 

في سبيل تعزيز الجهود المبذولة لمواجهة تحدي البلاستيك في المغرب، يمكن اتخاذ عدة إجراءات إضافية، حيث ينبغي دعم البحث في هذا المجال لتطوير بدائل صديقة للبيئة من مادة البلاستيك، مثل البلاستيك الحيوي والمواد المستدامة الأخرى التي يمكن تحللها بسرعة وتكون آمنة للبيئة.

 

 

كما يجب تحسين بنية البنية التحتية لإعادة التدوير وتشجيع الجمهور على فصل النفايات وإعادة تدويرها بفعالية، مما يساهم في تقليل الكميات المستهلكة من البلاستيك.

 

 

علاوة على ذلك، ينبغي تعزيز الحملات التوعوية لزيادة الوعي بأضرار البلاستيك على البيئة والصحة، وتشجيع السلوكيات البيئية المستدامة بين الجمهور.

 

 

يمكن أيضًا دعم المشاريع والمبادرات البيئية التي تهدف إلى تقديم حلول إبداعية لمشكلة البلاستيك، مثل المشاريع الاجتماعية التي تعمل على تصنيع المنتجات المعاد تدويرها من البلاستيك.

 

 

كما يجب التعاون مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية لتبادل المعرفة والخبرات وتطوير استراتيجيات مشتركة لمواجهة تحدي البلاستيك بشكل أفضل، مع اتخاذ هذه الخطوات والإجراءات، يمكن للمغرب أن يحقق تقدماً ملموساً في مكافحة مشكلة البلاستيك وتحقيق التنمية المستدامة التي تحافظ على البيئة للأجيال القادمة.

 

 

يجب تفعيل شرطة مكافحة البلاستيك لضمان احترام القوانين واللوائح المتعلقة بالبلاستيك ومكافحة التجاوزات التي تؤدي إلى تلوث البيئة.

 

 

كما ينبغي تعزيز دور شرطة مقالع الرمال لمراقبة النشاطات غير القانونية التي تؤدي إلى نفاذ الموارد الطبيعية وتأثيرها على التوازن البيئي.

 

 

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لشرطة المالية المساهمة في مكافحة البلاستيك وغيره من الممارسات غير المستدامة عن طريق مراقبة النشاطات المالية المرتبطة بالبلاستيك، مثل تجارة البلاستيك غير المشروعة والتهرب الضريبي، ومن خلال التعاون الشامل بين هذه الجهات، يمكن تحقيق التأثير الفعّال في مكافحة التحديات البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال الحالية والمستقبلية.

التعليقات مغلقة.