المرأة في وضعية إعاقة في قلب ندوة علمية بفاس

محمد حميمداني

احتفاء باليوم العالمي للمرأة نظمت جماعة فاس بمشاركة هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بجماعة فاس وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، ندوة فكرية علمية قاربت موضوع المرأة في وضعية إعاقة.

 

 

ندوة تستقي أهميتها من محاولتها مقاربة هذا اليوم من منظور آخر غير تقديم الورود، كما قالت الدكتورة حكيمة حطري، ومن منظور الغوص في أحد الطابوهات التي تلف المجتمع المغربي خاصة في العالم القروي، كما قال الدكتور عمرو لمزرع.

الندوة التي انعقدت، امس بجماعة فاس، أطرها مجموعة من الاكاديمييمن والحقوقيين والجمعويين.

وقد قارب المتدخلون موضوع قضية المرأة في عيدها الأممي ضمن سياقه التاريخي كيوم عكس مستوى القهر الذي عانته ولا تزال تعانيه المرأة ونضالها من أجل تحقيق المساواة مع الرجل.

كما وقفت على معيقات حضور المرأة الفاعل والإيجابي في خلق التنمية وتجاوز المفهوم التقليدي لدورها، وحضورها الفاعل الفعال في البناء المجتمعي.

ووقف المتدخلون حول معيقات هذا الحضور المكبل لتحررها الفعلي الإيجابي المساهم في التربية والبناء باعتبار المرأة عماد البناء المجتمعي في مقابل قوانين لا تحقق هذا الحضور.

لقد أصبح تحقيق المساواة أكثر إلحاحًا من أي وقتٍ مضى من خلال ضمان حقوق النساء والفتيات في شتى نواحي الحياة ووسيلة أساسية لبناء اقتصادات مزدهرة وعادلة.

الدكتورة حكيمة حطري أكدت في تصريح لجريدة أصوات أن المطلوب هو احتفال بشكل مختلف يتجاوز المفهوم المبتدل القائم على تقديم الورود للمرأة في يومها العالمي.

وأضافت أن الاحتفاء المطلوب هو بالوقوف حول معاناة المرأة وتجاوز الإحراق القائم لحقوق النساء كاستمرار لعملية إحراق نساء داخل أحد المصانع الذي خلق اليوم الذكرى الذي اعتمدته الأمم المتحدة.

واوضحت أن المطلوب هو حضور فاعل وإيجابي للمرأة في المجتمع من خلال مشاركتها في التدبير والتقرير والإنتاج وبالتالي في تحقيق التنمية وبناء المجتمع.

ويعتبر تحقيق المساواة بين الجنسين من أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة، أمام عجز السياسات العمومية عن تنزيل آليات مناهضة كل أشكال التمييز.

في ظل وجود عجز في تنزيل هاته المساواة، فالواقع المتحرك والمتحول يستلزم الانتقال إلى السرعة القصوى في تحقيق هاته المساواة وتجاوز تنميط القضية في الاحتفال بيوم واحد في السنة.

إن المطلوب هو الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم والبناء من خلال جعل المرأة عنصرا فاعلا في هاته العملية المجتمعية والقطع مع كل أشكال الإعاقة التي تعطل دورها وحضورها الفعال في هاته العملية.

وأوضحت الدكتورة “حكيمة حطري” أنه من الواجب خلال هذا اليوم استحضار معاناة المرأة، خاصة المرأة في وضعية إعاقة، وإيجاد برامج داخل الجماعات الترابية تمكن من تحقيق انذماجها الفعلي الإيجابي داخل لحمة المجتمع.

وأبرزت أن هاته الندوة استحضرت هاته المعاناة والهموم القائمة واقعيا مع الانفتاح على المستقبل من خلال تقديم توصيات ومقترحات حثت على مزيد من مآزرة المرأة والدفع في اتجاه ضمان حقها في المشاركة والبناء.

ودعت لإيجاد حلول عملية مستدامة، وليس حصر حضورها في يوم واحد، أو تقديم الورود، قائلة إن المرأة “لا نحتاج إلى ورود بل لمن يقدر مجهوداتها ويدفع بها للأمام على مستوى القرار”.

مبرزة أن المطلوب هو استحضار القضايا الأساسية للمرأة متمنية أن يتم استحضار المرأة كحضور إيجابي ضمن سلسلة البناء المجتمعي.

فالمطلوب هو الاستثمار في المرأة كقضية تتعلق بحقوق الإنسان، والدفع في اتجاه تحقيق مساواة فعلية، وهو ما يعتبر أكبر تحد يواجه المجتمعات في مجال ترسيخ حقوق الإنسان، ضمانا لبناء مجتمعات شاملة للجميع.

من جهته أثنى الدكتور “عمرو لمزرع” على أهمية اليوم والاحتفال والندوة، مؤكدا على ضرورة إيلاء قضية المرأة الأهمية الكبرى التي تستحقها لكونها جزءا أساسيا ضمن سيرورة البناء المؤسساتي والتنموي.

وأكد على ضرورة إيلاء أهمية كبرى للنساء في وضعية إعاقة، أخدا بمعاناة هاته الفئة الاجتماعية الكبيرة، وهي معركة ينبغي ركوبها ارتباطا بوقفة 8 مارس.

ووقف الدكتور “عمرو لمزرع” حول معاناة المرأة المعاقة في العالم القروي، مبرزا أن هاته المعاناة تسجل على مستوى الواقع كما على صعيد الإحصائيات التي لا تستند إلا على النساء في وضعية إعاقة داخل المدن.

وأوضح أن الإحصائيات الرسمية المقدمة ليست صحيحة لكونها تستبعد وضعية النساء في البوادي ولا تستحضر إلا نساء الحواضر.

وتزداد أوضاع المرأة استفحالا مع نشوب عوامل تعمق معاناتها على اعتبار أنها تكون دوما وقودا للنزاعات والحروب والظروف الاقتصادية الصعبة.

فالنظام الاقتصادي القائم يزيد من تفاقم الفقر وعدم المساواة والتدهور البيئي، وهو ما يؤثر سلبا على وضعية النساء وأيضا الفئات المهمشة.

وأضاف الدكتور لمزرع أن المطلوب هو التوجه للكشف عن معاناة المرأة ضمن المجال القروي علما أن قضية إعاقة المرأة ضمن هذا المجال تعتبر من الطابوهات التي تحاط بسور من الإخفاء والتستر.

وأكد على أن القضية هي قضية مجتمع ومؤسسات ووعي بضرورة التصدي لهاته المعيقات الواقعية قبل الإعاقة بكل أشكالها التي تلحق المرأة تحقيقا للتنمية عبر الاستثمار في المرأة بشكل إيجابي.

ووجه نداء لكل للجميع من أجل جعل هذا اليوم محطة لتحويل هذه التحديات التي تواجه المرأة، وخاصة تلك التي توجد في وضعية إعاقة، إلى فرص حقيقية للانذماج، وصياغة مستقبل أفضل للمجتمع بكل تفاصيل مكوناته.

التعليقات مغلقة.