المهمشون

المهمشون

لن يكون هناك مثل فيكتور هوجو ليحكي لنا رائعته البؤساء. كتاب قصة يروي حياة البؤس و الشقاء في أذهى تجلياته، و لأول مرة بالنسبة لي تعطى البطولة لمهمشين من المجتمع، نجوم في البؤس و الشقاء و سوء الطالع. تعاطفت معهم، و أحببتهم لدرجة أن شخصياتهم و شخوصهم لازالت عالقة بذهني لا تريد أن ترحل، حتى أن البؤساء أصبحت مصطلحا.

لا تضاهيه في البؤس و الشقاء غير رواية نورتدام الغارقة في البؤس و الشقاء التي تذكرك بالهامشيين و المرفوضين مجتمعيا و محكومون بالبعد و الطرد من مجتمع الناس، خصوصا الأريستقراطيين منهم، الذين يرفضون رفضا قاطعا انضمام المهمشين لعالمهم الجميل الملون، و هم على حق و لهم كامل الصلاحية في رفض القرب من هؤلاء المتسخين الفقراء الدائمي الشكوى و العويل.

 

هؤلاء البؤساء الأشقياء، الأغلبية في أي مكان و كل زمان، يتحملون قسطا وافرا من المسؤولية في ترنحهم حول مكانهم، و التصاقهم بهامش التهميش و عدم استعدادهم لولوج عالم الطبقة العلية المتحكمة و المستمتعة بكل شيئ. إنهم يرضون و يقنعون حتى بلا شئ.

لكني كثيرا ما تسائلت بحنق؛ ما الذي يجول و يدور في رأي المهمش، الذي غالبا ما يكون غارقا في الفقر المذقع! ما الذي يجعله يتسمر في موقعه؟ حقيقة، لم أجد جوابا مقنعا يرضيني، لكن ما فهمته، أن أغلب المهمشين الفقراء راضون بما هم فيه من مكانة فقرية بئيسة، لا يحاولون حتى طرح الأسألة على ذواتهم، بل الأدهى أنهم لا يريدون سماع من يستفزهم بتلك المحادثات الوجودية المرتبطة بواقعهم رغم علمهم أن ما هم فيه ليسوا سببا له، بل هي ذات أسباب عادية و ليست معقدة بالدرجة التي يخشون من معرفة أسبابها. 

ذ عثمان العمراني

التعليقات مغلقة.