السماع والمديح لتخليد حدثي رمضان الأبرك ورحيل أب المغاربة المغفور له محمد الخامس

المداني أفريني

 

نظمت مقاطعة مولاي رشيد، مساء هذا اليوم، ليلة للسماع والمديح بمناسبة شهر رمضان المبارك وتمجيدا لذكرى وفاة أب الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه.

 

 

الليلة التي تم إحياؤها بمبادرة من مقاطعة مولاي رشيد ورئيسها الحاج محمد أجبيل، والتي أقيمت بالمركب الثقافي “مولاي رشيد”، كانت منارة ألهبت جنبات المركب.

قدمت خلالها وصلات عشق روحاني احتفاء بالذكريين، رمضان الأبرك ووفاة محرر البلاد جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله مثواه.

 

 

حل الخميس ليربط الصلة بين الحاضر والماضي ويرسم آفاق المستقبل بين ثلاث مراحل هامة في تاريخ المغرب الحديث، الأولى ذكرى رحيل أب المغاربة، قدس الله روحه، كذكرى يستحضر من خلالها المغاربة قاطبة التضحيات الجسام التي بذلها الملك الراحل من أجل بلاده وشعبه، ونضاله وكفاحه من أجل الحرية والاستقلال.

والثانية الانتقال من مرحلة التحرير التي قال عنها المغفور له “انتقلنا من الكفاح الأصغر للكفاح الأكبر” والتي قاد مشعلها جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله تراه، وأكملها بمسيرة وحدة التراب الوطني الغالي.

والثالثة مرحلة استكمال البناء والتحديث التي يقودها أب المغاربة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، وجعله دخرا وملاذا لشعبه الوفي.

ولقد كان المديح والسماع قنطرة لربط روحانية الحدث بتذكر عطاءات تحرير وبناء وتحديث عبر السماع والمديح الذي يعد جانبا هاما من الثرات الزاخر الذي تميز المغاربة بالمحافظة عليه وتوارثه عبر الأجيال المتعاقبة منذ قرون خلت.

فن يرجح لقوة وتجذر المؤسسات الحاضنة للعمل الديني في المجتمع المغربي، وهو ما احتضنته السلطات الرسمية وعملت على دعمه والمحافظة على أسس وجوده باعتبار أن التراث هو رهان الأمة الذي يعكس عمق تاريخها.

ليس من باب الصدف أن يحتل المغرب المركز الثاني إفريقيا في باب الغنى التراثي والمرتبة عالميا، بل هو ثمرة جهد أمة وملك ضامن لاستمرار الوجود والهوية التاريخية التي لا تنقطع عراها.     

ويجدر التمييز بين السماع الذي ينهل من الشعر الصوفي المناجي للخالق والمديح الذي يعد جزءا من السماع، لكنه يختص حصرا باستحضار مآثر الرسول صلى الله عليه وسلم والتعبير عن الشوق إليه وتخليد محاسنه وصفاته.  

للإشارة وكما هو معتاد في كل شهر رمضان وسيرا على العادات والتقاليد الدينية تحيي مقاطعة مولاي رشيد مثل هذه الليالي برئاسة السيد رئيس مقاطعة مولاي رشيد السيد الحاج “محمد أجبيل”.

فروحانية الذكرى في هذا الشهر الفضيل تحل متزامنة مع ذكرى عظيمة رغم ألم الفقد إلا أنها أرخت لعطاء لا ينضب وعرى بيعة لا تزداد إلا توثقا في ذكرى وفاة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس الذي أسلم الروح إلى باريها في العاشر من رمضان من سنة 1380 هجرية (الموافق لـ 26 فبراير 1961).

التعليقات مغلقة.