تازة: في الحاجة للترافع من أجل سد “تمورغوت” غير بعيد عن بويبلان

عبد السلام انويكًة

 

 

حول الماء ومصادره ومذخراته. وحول سبل العناية به وبقربه من ساكنة الوسط القروي. وحول موارد إقليم تازة المائية ومستقبلها وأفق أثرها على مستوى التنمية المحلية. يتلقى وزير التجهيز والماء قبل حوالي السنة سؤالا كتابيا حول أزمة الماء بالجماعة الترابية “مغراوة”. جنوب إقليم تازة. حيث مرتفعات الأطلس المتوسط الشمالي الشرقي. علما أن المنطقة تعد خزانا للمياه بحكم تماسها بجبل بويبلان وما أدراك ما بويبلان. وبحكم ما هنالك من مجار مائية بجريان دائم طول السنة. منها وادي “تمورغوت” الذي يعد ملتقى لعدة أودية قادمة من تراب خمسة جماعات قروية. هي جماعات باب بويدير، الصميعة، تازرين، بويبلان، فضلا عن مغراوة. حيث تتجمع جميعها عند “وادي تمورغوت”.

 

 

وكان النائب البرلماني، سعيد بعزيز، قد وجه سؤالا نبه لِما تعانيه الساكنة من ندرة ماء بشكل مستمر. سواء منها مياه الشرب أو الري. مطالبا بأهمية تعجيل الجهات الوصية ببناء سد تمورغوت. وإخراج هذا لمشروع ذو البعد الحيوي بالنسبة لأعالي المنطقة وأسافلها. فضلا عن دوره في حماية أراضي الساكنة من الفيضانات وتوفير مياه الشرب والري معا. علما أن المشروع بدأ الحديث عنه منذ حوالي عقدين من الزمن. وشملته عدة دراسات. فضلا عن إعمال ثقب هنا وهناك بجوار المكان المستهدف بهذه المنشأة المائية. قبل أن يتوقف كل شيء فجأة مع الأسف.

في غياب أي خبر حول إلى أين انتهت الأمور؟. وماذا عن عمل تتبع المشرفين عن تدبير الشأن الجماعي محليا ومعهم المصالح المعنية على صعيد عمالة تازة ومقر الجهة؟. وأية آجال زمنية مرتبطة بهذا المشروع وببداية اشغاله من جديد خدمة للمنطقة على أكثر من مستوى؟.

هكذا ومنذ حوالي عشر سنوات، لا تزال ساكنة جماعة مغراوة ومعها إقليم تازة تنتظر التدخل لتحريك ملف هذا الورش الترابي المائي الهام  بالمنطقة”سد تمورغوت”. من أجل حماية الأراضي الزراعية الممتدة على ضفتي وادي “امللو” من الفيضانات من جهة. وتوفير المياه الصالحة للشرب للساكنة خاصة في فصل الصيف من جهة ثانية. فضلا عن تشجيع الزراعات السقوية الواعدة بالمنطقة.

وفي علاقة بوادي “تمورغوت”، الذي بقدر عال من الأهمية. يذكر أن مشروع إحداث سد “تمورغوت” بمغراوة، أحيط بدراسات تقنية عدة. بل انطلقت الأشغال به ذات يوم عندما تم إحداث أنفاق كبيرة. على مستوى جهتي الجرف المحاذي لوادي “تمورغوت” منذ ما يتجاوز عقدين من الزمن، مع الأسف سرعان ما توقفت الأشغال وغادرت الشركة المعنية بعملية الحفر.

جدير بالإشارة الى أن إخراج هذا المشروع للوجود، سيضع حدا لمعاناة ساكنة عدة جماعات ترابية من ندرة الماء على طول شريط وادي “تمورغوت”. فضلا عما سيكون عليه أيضا من دور داعم رافع لدينامية السياحة الجبلية. التي باتت بصدى كبير خلال السنوات الأخيرة بفضل دور المجتمع المدني. من حيث إنعاشها لفرص شغل ولأنشطة تبقى ذات طبيعة موسمية. نظرا لِما هناك من حاجة لبنيات تحتية طرقية ومرافق مناسبة متوفرة لشروط مناسبة منها “الماء”.

ولعل المنطقة المفتوحة على “بويبلان” الذي تغطيه الثلوج لعدة شهور خلال السنة. تزخر بمؤهلات سياحية ايكولوجية رفيعة المستوى فضلا عن موارد مائية وثلجية كثيفة ومتفردة من شأن العناية بها والتطلع لاستثمارها. سيفك العزلة عن المنطقة برمتها وإبراز خصوصيات تراثها الطبيعي والثقافي. عبر ما ينبغي من تنمية محلية آخذة بعين الاعتبار منشآت مساعدة من قبيل سد واد “تموغورت”. الذي يقتضي ترافع الجميع كل من موقعه بما في ذلك المجتمع المدني محليا إقليميا وجهويا للإبقاء عليه. وإعادة تفعيل اشغاله لجعله قاطرة مساهمة على مستوى إعادة هيكلة تراب المنطقة من حيث تنميته. وجعله أيضا بدور مكمل رافع لإغناء ما هناك من مقومات ومؤهلات ومقدرات تخص القطاعين الفلاحي والسياحي على صعيد الإقليم والجهة.

التعليقات مغلقة.