أطلقت مؤسسة صخر العالمية، خدمة جديدة، تواصل من خلالها تطويع اللغة العربية وخدمتها في الفضاء المعلوماتي، وذلك من خلال إطلاق خدمة المدقق الآلي. المصحح الإملائي، واحد من أبرز تطبيقات صخر اللغوية، تتجلى فيه خبرة صخر الكبيرة في مجال المعالجة الطبيعية للغة العربية، ولا سيما أبحاثها المتميزة في الصرف والنحو. ويتميز مصحح صخر، عن غيره من برامج التصحيح الأخرى، بالعديد من الميزات التي تجنب مستخدميه الوقوع في أخطاء الكتابة الشائعة في اللغة العربية.
يقدم المصحح الآلي من صخر، نصا خاليا من الأخطاء الإملائية، كما يتعامل المصحح مع أخطاء الكتابة العربية الشائعة، والتي غالبا ما يقع فيها المستخدم نتيجة، لعدم استطاعته التفريق بين بعض الحالات الإملائية المتشابهة، والتي يقوم المصحح بتصحيحها.
كما يتعرف المصحح على الأخطاء النحوية، الواردة في النص. والتي يقع فيها المستخدم نتيجة عدم معرفته بقواعد النحو، والذي يترتب عليه وقوعه في الأخطاء الإملائية. فالمصحح يمكنه مراعاة أحكام وقواعد الجملة الفعلية وكذلك الاسمية بالإضافة إلى حروف الجر، والحال، والعدد… إلخ.
ويتعامل المصحح مع علامات التشكيل العربية، بكفاءة عالية. ويعطي اقتراحات بديلة للكلمة التي يرى أنها مُشَكَّلة بطريقة خاطئة. هذا بالإضافة إلى عدة مزايا أخرى. كما يقف فيها المدقق على مراعاة السياق، إذ يراعي المصحح السياق الذي وردت فيه الكلمة الخطأ.
ويقوم المصحح بتصحيح بعض الكلمات تلقائيًّا، دون الرجوع للمستخدم، وهذا يحدث فقط عندما يتأكد المصحح من أن هذه الكلمات بها خطأ في التهجئة، وليس لها أي بديل صحيح سوى هذا الذي تم استخدامه في التصحيح التلقائي، وتزيد هذه الخاصية من سرعة عملية تصحيح الوثائق.
هذا الى جانب مزايا عدة، نذكر منها تقليل عدد الاقتراحات وتدقيقها. إذ مما يميز المصحح، عن غيره من برامج التصحيح الإملائي، هو أنه يقوم بترتيب أقرب البدائل للكلمة الخطأ، وبالتالي يقدم اقتراحات أقل لكل كلمة. وهو الأمر الذي يحصر مجال الاختيار أمام المستخدم على عدد قليل من البدائل الصحيحة.
ميزة أخرى تتعلق بالتصحيح (باللغتين العربية والإنجليزية). إذ يتعامل المصحح بشكل احترافي مع الأخطاء الإملائية العربية والإنجليزية في نفس الوقت، حتى إذا أدخل المستخدم كلمة بالإنجليزية في سياق عربي أو العكس.
وباستطاعة المستخدم تخصيص شكل قاموس المصحح لتجنب تغيير الكلمات باستخدام خاصية “تجاهل الكل”؛ قد تكون هذه الكلمات مصطلحات تقنية أو أسماء أعلام غير معروفة لم يتعرف عليها المصحح. وعلاوة على ذلك، يستطيع المستخدم أن يفرض تصحيحات معينة على المصحح باستخدام خاصية “استبدال الكل”. فاستخدام القواميس الشخصية يساعد بلا أدنى شك في زيادة سرعة تصحيح الوثائق.
ويعمل التدقيق الآلي من خلال، موقع على الويب، تقوم من خلاله بكتابة النص المراد تدقيقه ثم الضغط على فيقوم بتدقيق النص فورا في مربع آخر مخصص لعرض النص المدقق.
ومن خلال إضافة على متصفح جوجل كروم أو فايرفوكس، وهذه الإضافة تقوم بتدقيق أي نص تقوم بتحديده خلال تصفحك لأي مقالة أو نص. ويطرح عامل الخدمة السريعة، وتدبير التوقيت الزمني، تحديا كبيرا لهذا الموقع، إذ في حالة تدقيق نص كبير أكثر من 10 صفحة، أو تدقيق كتاب يتم التواصل مع إدارة الموقع لتقديم الخدمة (مجانا) من خلال البريد الإلكتروني. ومن المنتظر أن يطرح المدقق على تويتر و وورد. وكل المتصفحات، قريبا.
يشار الى أن المدقق الآلي، حظي بمراجعة خبراء لغويين متخصصين، كما تشكل هذه الخدمة الجديدة لصخر، ترجمة فعلية لاستراتيجية عرابها، الخبير المعلوماتي والاقتصادي العربي الكاتب الكويتي محمد عبد الرحمن الشارخ. والذي شكل رهان إدخال اللغة العربية الى الفضاء المعلوماتي وأنطمة الحواسيب، أحد أكبر تحديات صخر، منذ تمانينيات القرن الماضي، المؤسسة التي قدمت للعالم أول حاسوب مستخدم للغة العربية.
التعليقات مغلقة.