أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

سلالة D614G Spike الناتجة عنCOVID-19 قد تكون الأشد والأصعب

إعداد مبارك أجروض

كشف فريق أمريكي وبريطاني مشترك بقيادة مختبر “لوس ألاموس” الوطني عن تحديد طفرة في COVID-19 يعتقدون أنها سلالة تسبب انتقالا كثيفا للعدوى تجتاح أوروبا والولايات المتحدة. ومع ذلك فإذا كانت الطفرة تجعل الفيروس مختلفاً عن السلالات السابقة، فسيكون الأشخاص المتعافون عرضة للإصابة مرة أخرى، وهكذا فإن المخاوف من تحول COVID-19 إلى سلالة تبدو أكثر خطورة أثبتت فعلا، حيث حددت دراسة أن سلالة جديدة أكثر عدوى من SARS-CoV-2 أصبحت الشكل السائد في جميع أنحاء العالم,

* سلالة “سبايك” D614G Spike

تنتشر السلالة الجديدة، التي أطلق عليها اسم D614G Spike، في أوروبا منذ منتصف فبراير على الأقل، وانتشرت لتصبح الشكل السائد خلال شهر مارس. وتوصف بأنها أكثر عدوى بكثير من السلالة الأصلية التي ظهرت في ووهان، لأسباب غير معروفة حتى الآن، بحسب روسيا اليوم .

وأينما ظهرت، تصبح سائدة بسرعة كبيرة، وفي بعض البلدان أصبحت السلالة المشتركة الوحيدة في غضون أسابيع. وتشير الورقة البحثية إلى أن الانتشار العالمي السريع لCOVID-19 أتاح ل D614G Spike فرصة كبيرة للاختيار الطبيعي للعمل على طفرات نادرة ولكنها مواتية، وعلاوة على ذلك، إذا لم يتلاش الفيروس مع ارتفاع درجة حرارة الطقس في الصيف فلن يوقفها شيء عن التحول إلى سلالات أكثر وأكثر.

وأُطلقت الدراسة، التي أجراها فريق أمريكي وبريطاني مشترك بقيادة مختبر “لوس ألاموس” الوطني، قبل مراجعة الأقران على أنه من الواجب اعتبارها “تحذيرا مبكرا” لباحثين آخرين. وكما هو الحال، قد يقوم العلماء الذين يدرسون COVID-19 في جميع أنحاء العالم، بتحليل التسلسل الجيني للسلالة القديمة، وبالتالي فمن المهم أن يتعاونوا مع هذا الفريق للحصول على أحدث المعلومات. وقالت المعدة الرئيسة الدكتورة بيتي كوربر، المعروفة بعملها في مجال فيروس نقص المناعة البشرية أنه لا يمكننا تحمل أن نكون معصوبي العينين بينما ننقل اللقاحات والأجسام المضادة إلى الاختبارات السريرية.

* 6 آلاف تسلسل DNA

ونظرا لأنه لم تتم مراجعة الورقة البحثية حتى الآن، فقد نُشرت عبر الإنترنت على خادم BioRxiv. ومع ذلك، فإن سمعة العلماء المعنيين تشير إلى أن النتائج سليمة ويجب أن تؤخذ بأقصى قدر من الجدية.

لقد كشفت الدراسة الأمريكية وجود 14 طفرة في بروتينات COVID-19 وأن أحد تلك البروتينات يعرف باسم Spike D614G  لأنها تسببت في زيادة العدوى .واستندت حيثيات الدراسة إلى تحليل أكثر من 6000 تسلسل للحمض النووي للفيروس المأخوذة من المرضى من جميع أنحاء العالم، ولاحظوا أن هناك ما لا يقل عن أربع عشرة طفرة مختلفة في تسلسلات بروتين D614G Spike، لكن كلها بسيطة، وواحدة فقط هي ما أقلقت الباحثين. حيث وجدوا أن السلالة المتحولة أصبحت باستمرار الأكثر هيمنة وانتشارا من الفيروس في كل منطقة تم اكتشافها فيها عبر العالم.

وتأتي هذه السلالة مع طفرة D614G، التي ربما تسببت في زيادة العدوى. وتؤثر الطفرة على “بروتينات D614G Spike” الموجودة خارج الفيروس، والتي تسمح للفيروس بغزو الخلايا البشرية. ولهذا السبب، كانت هذه البروتينات الهدف الرئيس حتى الآن لأولئك الذين يحاولون تصميم لقاحات أو أدوية مضادة للفيروسات لمكافحة COVID-19. ويوجد حاليا ما لا يقل عن 62 لقاحا قيد التطوير، ومعظمها يركز على بروتينات D614G Spike.

* احتمالية إيجاد اللقاح

ورغم كل الأبحاث الجارية ودراسة 62 لقاحا قيد التطوير، ومعظمها يركز على بروتينات D614G Spike، لكن إلى حد الآن لا توجد نتيجة فعالة ممكن الاعتماد عليها بشكل رئيس في الأبحاث، وعلى الرغم من عدم وجود أخبار جيدة هنا، إلا أن هذا قد لا يكون سيئا كما يبدو، ولا يوجد في الوقت الحاضر أي اقتراح بأن D614G Spike أكثر فتكا من السلالة الأصلية، وحسب فريق بحثي بريطاني فإنه من غير المرجح أن يُنقل المرضى إلى المستشفى بسببها. وعلى الرغم من أن السلالة الجديدةSpike D614G ، مختلفة بشكل كبير عن السلالة القديمة لكن هذا لم يغير شيئا، كون المشاكل التي تسببها أشكال متعددة من الفيروس تؤثر على الحصانة والتحصين وفي حال تأثر الفرد بسلالة واحدة من الفيروس، فلن يكون هذا ضمانا لحصانة أخرى.

وعلاوة كل ما مر ذكره، يبدو أن تطوير اللقاح يعتمد على تصميم الأجسام المضادة لتتناسب تماما مع  D614G Spike  المحددة الموجودة خارج الفيروس. وإذا تحورت، فقد لا يكون أي لقاح محتمل محددا بما يكفي لاستهداف تلك السلالة. ولقد تكهّن معدو الدراسة أيضا بأن الفاشيات المختلفة للغاية التي حدثت في مناطق مختلفة، يمكن أن تتحول إلى سلالات مختلفة. وضربت سلالة Spike D614G إيطاليا في أوائل فبراير، ربما في الوقت نفسه تقريبا مع السلالة القديمة هناك.

وفي أمريكا، وبعد أيام قليلة فقط من الإبلاغ عن الحالات الأولى في نيويورك، كانت Spike D614G الشكل السائد هناك. وتشير مقارنة مدينة نيويورك مع التفشي البسيط نسبيا على الساحل الغربي لأمريكا، إلى أن سلالات مختلفة يمكن أن تكون فعالة. وبغض النظر عن التفاصيل التي تظهر، من الواضح أنه في عالم يحوي سلالات متعددة من فيروس كورونا، فإن تطوير اللقاحات أو العلاجات سيصبح أكثر صعوبة فقط، وفقا لما ذكرته روسيا اليوم.

التعليقات مغلقة.