أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

علاج الكحة

بقلم د: مبارك أجروض

 

تعتبر الكحة أو السعال La toux طريقة الجسم للتخلص من المهيجات، فعندما يهيج شيء ما الحلق أو مجرى الهواء، يرسل الجهاز العصبي تنبيهًا إلى الدماغ، يستجيب هذا الأخير بإخبار عضلات الصدر والبطن بالانقباض وطرد الهواء. والكحة هي ردة فعل انعكاسية مهمة تساعد على حماية الجسم من المهيجات مثل المخاط، الدخان ومسببات الحساسية، مثل الغبار والعفن وحبوب اللقاح. والسعال أو الكحة عرض للعديد من الأمراض والحالات. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تعطيك خصائص الكحة لديك فكرة عن سببها.

* تعريف ووصف الكحة عن طريق

متى ولماذا تحدث ؟ في الليل، بعد الأكل، أو أثناء ممارسة الرياضة ؟ رطبة أم جافة ؟ هل تستمر لديك لمدة أقل من أسبوعين أو 6 أسابيع أو أكثر من 8 أسابيع ؟ هل تسبب أعراضًا ذات صلة مثل سلس البول أو القيء أو الأرق ؟ متواصل أم متقطع ؟ وفي بعض الأحيان، يؤدي انسداد مجرى الهواء إلى الكحة، فإذا دخل شيء في مجرى الهواء التنفسي قد يؤدي إلى انسداد مجرى الهواء، ويكون من الضروري طلب العناية الطبية الفورية.

وتتضمن علامات الاختناق الزرقة، فقدان الوعي، عدم القدرة على الكلام أو البكاء، صفير أو صوت تنفس غريب، سعال ضعيف أو غير فعال والذعر. فإذا تمت ملاحظة أيًا من هذه العلامات، فالاتصال ضروري برقم الطوارئ والقيام بإجراء طريقة طرد الجسم الغريب (إذا كان معروفا) أو القيام بالإنعاش القلبي الرئوي.

* أنواع الكحة

ـ الكحة الرطبة  Toux humide

وتسمى أيضًا الكحة المنتجة، التي تجلب المخاط عادةً. وعادة ما تكون نزلات البرد أو الإنفلونزا هي السبب. ويمكن أن تتطور ببطء أو بسرعة وقد تكون مصحوبة بأعراض أخرى، كسيلان الأنف، التنقيط الأنفي والإعياء. ويمكن أن تكون الكحة الرطبة حادة وتستمر لأقل من 3 أسابيع، أو مزمنة تستمر لفترة أطول من 8 أسابيع عند البالغين أو 4 أسابيع عند الأطفال. وقد تعطي مدة الكحة فكرة كبيرة عن سببها. وتشمل الحالات التي يمكن أن تسببها الكحة الرطبة نزلة برد أو إنفلونزا، التهاب رئوي، مرض الانسداد الرئوي المزمن بما في ذلك انتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن، التهاب الشعب الهوائية الحاد والربو. وغالبًا ما يكون سبب الكحة عند الرضع والأطفال الصغار والأطفال الأكبر سنا، الذين تستمر كحتهم أقل من 3 أسابيع، هو البرد أو الإنفلونزا.

يتم علاج الكحة الرطبة بالنسبة للرضع والأطفال الصغار، يمكن استخدام قطرات ملحية في الممرات الأنفية، ثم تنظيف الأنف باستخدام حقنة لغسل وشفط الأنف. ولا تعطى أدوية الكحة أو أدوية البرد من دون وصفة طبية للأطفال أو الرضع دون سن الثانية.  وبالنسبة للأطفال الأكبر عمرا، فملعقة صغيرة من العسل، تعطى قبل نصف ساعة من وقت النوم، وهي تقلل من الكحة وتشجع النوم الجيد لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة فأكثر. ويمكن استخدام أجهزة ترطيب الهواء أيضا. واستشارة طبيب الطفل عن أدوية الكحة والبرد التي لا تحتاج إلى وصفة طبية قبل استخدامها كعلاج. وبالنسبة للكبار، يمكن للبالغين علاج الكحة الرطبة الحادة بأدوية تخفيف أعراض البرد أو العسل. إذا استمرت الكحة لمدة تزيد عن 3 أسابيع، فقد يلزم العلاج بالمضادات الحيوية أو العلاجات الأخرى.

ـ الكحة الجافة toux sèche

الكحة الجافة لا تجلب معها المخاط، وقد يكون هناك شعور بالدغدغة في الجزء الخلفي من الحلق مما يؤدي إلى ردة فعل الكحة، وغالبًا ما يصعب التعامل مع الكحة الجافة وقد تظهر في نوبات طويلة. وهي تحدث بسبب وجود التهاب أو تهيج في الجهاز التنفسي، ولكن لا يوجد مخاط زائد للكحة. وغالبًا ما تحدث بسبب التهابات الجهاز التنفسي العلوي، مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا. وعند كل من الأطفال والبالغين، من الشائع أن تستمر الكحة الجافة لعدة أسابيع بعد مرور الزكام أو الإنفلونزا. وتشمل الأسباب المحتملة الأخرى للكحة الجافة التهاب الحنجرة، التهاب الحلق، الخانوق، التهاب اللوزتين، التهاب الجيوب الأنفية، الربو، الحساسية، مرض الجزْر المعدي المريئي maladie de reflux gastro-oesophagien، الأدوية، وخاصة مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين Inhibiteurs de l’ECA والتعرض للمهيجات مثل تلوث الهواء والغبار والدخان.

والإصابة بـCovid-19 تنتج الكحة الجافة هي أحد أكثر أعراض مرض Covid-19 شيوعًا. وتشمل العلامات الأخرى الحمى وضيق التنفس والتهاب الحلق، فإذا كان الشخص مريضًا ويعتقد أنه قد تكون مصابا بمرض Covid-19، فإن المصدر الموثوق به لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها يوصي بالبقاء في المنزل وتجنب الأماكن العامة، الحجر عن جميع أفراد الأسرة والحيوانات الأليفة قدر الإمكان، غطِ الكحة والعطاس، القيام بارتداء الكمامة، البقاء على اتصال مع الطبيب، غسل اليدين كثيرًا، تجنب مشاركة الأدوات المنزلية مع أشخاص آخرين في المنزل، تطهير الأسطح الشائعة في كثير من الأحيان ومراقبة الأعراض. ويجب طلب الرعاية الطبية الطارئة في حالة وجود صعوبة في التنفس، ثقل أو ضيق في الصدر، شفاه مزرقة والتشوش وقلة الوعي.

ويتم علاج الكحة الجافة باعتماد علاجات  الكحة الجافة على سببها، فبالنسبة للرضع والأطفال الصغار، لا يتطلب علاجًا، ويمكن أن تساعد أجهزة الترطيب في جعل حالتهم أكثر راحة، وبالنسبة للأطفال الأكبر سنا، يساعد جهاز الترطيب على منع جفاف الجهاز التنفسي، ويمكن للأطفال الأكبر سنًا أيضًا استخدام قطرات الكحة لتسكين التهاب الحلق، وإذا استمرت حالتهم لأكثر من 3 أسابيع، فيعرض الطفل على الطبيب لمعرفة الأسباب الأخرى، فقد يحتاج الطفل إلى مضادات حيوية أو مضادات الهيستامين antihistaminiques أو أدوية الربو، وبالنسبة للكبار، فيمكن أن تسبب العديد من الحالات المرضية الكحة الجافة المزمنة طويلة الأمد. ومن الضروري إخبار الطبيب عن أعراض مثل الألم وحرقة المعدة. وقد تحتاج إلى المضادات الحيوية أو مضادات الحموضة أو أدوية الربو أو المزيد من الاختبارات. كذلك، إخبار الطبيب عن جميع الأدوية والمكملات الغذائية التي يتم تناولها حاليًا.

ـ الكحة المزمنة  toux chronique

تُعتبر الكحة المزمنة أكثر من مجرد مصدر إزعاج، حيث تسبب أرقا في النوم وشعورًا بالإنهاك. وقد تُسبب الحالات الحادة منها القيء والدوار والاكتئاب وكسورا في الأضلاع. وتدوم الكحة المزمنة ثمانية أسابيع أو أكثر عند البالغين وأربعة أسابيع عند الأطفال. ومن أسبابها تنقيط أنفي خلفي، الربو، ارتجاع المريء، العدوى مثل الكحة الديكية Coqueluche، تناول أدوية الضغط والتهاب الشعب الهوائية المزمن. كما هناك أسباب أقل شيوعًا منها استنشاق الأجسام الغريبة (الطعام في البالغين والأجسام الغريبة في الأطفال)، توسع القصبات Bronchiectasie، التهاب القصيبات Bronchiolite، التهاب الشعب الهوائية المزمن بسبب أحد الأمراض المعدية، مرض الانسداد الرئوي المزمن، التليف الكيسي Fibrose kystique، الارتداد الحنجري البلعومي Reflux laryngopharyngé، سرطان الرئة، النزلات الشعبية اليوزينية غير الربوية Bronchite à éosinophiles non asthmatique والساركويد Sarcoïdose،

يعد علاج الكحة المزمنة بتحديد سببها أمرًا حاسمًا للعلاج الفعال. وفي أغلب الأحيان يكون سببه أكثر من حالة مرضية، وقد يختلف العلاج حسب السبب. فإذا كان الشخص يتناول مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، فيستحسن التبديل إلى حاصرات مستقبل الأنجيوتنسين bloqueurs des récepteurs de l’angiotensine؛ والتي لا تكون فيها الكحة أثرًا جانبيًا. وإذا لم يتحدد سبب الكحة، فقد يصف الطبيب أحد مسكناتها، خاصة إذا كانت تتسبب في اضطراب في النوم. ومع ذلك، ليس هناك دليل يثبت فاعلية هذه المسكنات. لا ينبغي استخدام هذه المسكنات للأطفال لأنها قد تكون ضارة. تعتبر ملعقة صغيرة من العسل مع الماء الدافئ علاجًا منزليًا جيدًا لتخفيف البلغم (مع أنه لا ينبغي استخدامها مع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة). وينصح باتباع طريقة حذرة في شأن طرق العلاج الخاصة بالأطفال، لأن الأدوية ليست فعالة بشكل عام في تخفيف حالات الكحة غير المحددة عند الأطفال.

* علاج الكحة اثناء الحمل

الحصول على الكثير من الراحة، شرب الكثير من السوائل والغرغرة بالماء المالح والدافئ، إذا كان هناك التهاب في الحلق أو كحة، وإذا ساءت الأعراض، فقد يتم تجريب قطرات الأنف المالحة والبخاخات لتخفيف مخاط الأنف وتهدئة أنسجته الملتهبة، التبخير بالماء الدافئ أو حتى الاستحمام بالماء الدافئ، حساء الدجاج، للمساعدة في تخفيف الالتهاب، إضافة العسل أو الليمون إلى كوب دافئ من الشاي منزوع الكافيين للتخفيف من التهاب الحلق واستخدام الكمادات الساخنة والباردة للتخفيف من آلام الجيوب الأنفية. وعلى الرغم من أن معظم نزلات البرد لا تسبب مشاكل للطفل، لكن يجب أن تؤخذ الإنفلونزا بصورة أكثر جدية. حيث تزيد مضاعفات الإنفلونزا من خطر الولادة المبكرة والعيوب الخلقية. لذلك، من الضروري الحصول على مساعدة طبية فورية إذا حصلت مواجهة لأعراض الدوخة، صعوبة التنفس، ألم الصدر، النزيف المهبلي، القيء الشديد، الحمى الشديدة التي لا تستجيب لعقار الأسيتامينوفين acétaminophène وانخفاض حركة الجنين.

التعليقات مغلقة.