أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مقاهي الشيشة بفاس بؤر فساد…

في “العاصمة العلمية” للمملكة أضحى انتشار مقاهي الشيشة، التي تشتغل ليلا ونهارا، ظاهرة مُلفتة للانتباه.

وثمّة قاسم مشترك يوحّد جميع مقاهي تدخين الشيشة في العاصمة العلمية، وهو أنّ أبوابها الزجاجية تظل مُوصدة ولا تنفتح إلا عندما يلجُ زبون أو يخرج، لكنّها، وإن كانت زجاجية، إلا أنّها من النوع الذي يمنع الرؤية من الخارج.

أوَّل سؤال يطرحه الوالج إلى مقاهي الشيشة بفاس هو مدى التزام أصحابها بالقانون المؤطر لإنشاء المقاهي. الجوّ في هذه الأمكنة فاسد وملوث بسبب الأدخنة التي تنفثها الأفواه وغياب التهوية.

لكنّ السؤال حول مدى توفّر هذه المقاهي على الشروط الكفيلة بضمان السلامة الصحية لزبائنها يظلّ أهون من سؤال أكبر يطرحه الفاسيون ويقضّ مضجعهم، ويتعلّق بكون مقاهي الشيشة بمدينتهم تشكّل خطرا متربصا بالليل والنهار بأخلاق فلذات أكبادهم؛ ذلك أنها تشهد ممارسات مخلّة بالآداب.

ووفق مصادر محلية  ثمّة إجماع على أنّ مقاهي الشيشة التي تتناسل في مدينتهم كالفطر، ليست مخصصة لتدخين الشيشة وحدها، بل تُدخّن فيها المخدرات، وتُمارَس فيها سلوكات منحرفة؛ والمثير أنّ كثيرا منها يوجد تحت عمارات سكنية.

“إنها بُؤَرُ فساد” دلك أنّ أصحاب مقاهي الشيشة يواجهون أيّ لجنة تُرسل إلى معاينة هذه المقاهي “بما يشبه العنف، بل إنهم يتحدّوننا ويُعيدون فتْح المقاهي التي تصدر قراراتُ بإغلاقها”.

في فاس يتساءل الناس عن الجهة، أو الجهات، التي تحمي أصحاب مقاهي الشيشة في مدينتهم، وتجعلهم يتصدّون للقرارات الصادرة عن المقاطعات الواقعة محلاتهم في نفوذها الترابي، بل إن منهم من يُعيد فتحها بعد تشميع أبوابها، رغم أن هذا الفعل يُعدّ جنحة يعاقب عليها القانون.

المقاومة التي يُبديها أصحاب مقاهي الشيشة إزاء قرارات الإغلاق التي تصدر في حقهم مردّها إلى أنّ هذه المقاهي توفر لأصحابها أرباحا طائلة؛ ذلك أنّ جلسة واحدة لتدخين الشيشة تكلّف الزبون 100 درهم على الأقل، أما إذا تناول مشروبا فالكلفة ترتفع أكثر، وترتفع معها أرباح أصحاب المقاهي بالتالي.

وفيما تتوالى دعوات ساكنة العاصمة العلمية إلى السلطات لمحاربة ظاهرة انتشار مقاهي الشيشة في مدينتهم، يظهر أنّ جهات “تتواطؤ” معهم.

محمد عيدني

التعليقات مغلقة.