أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

التاريخ لا ينسى: دفاع المغرب عن الجزائر قاده للوقوع تحت عقوبات الفيفا وفرنسا

بقلم عثمان الدعكاري 

 

 

 

كشفت الأحداث الأخيرة. وتصاعد التوثر بين المغرب والجزائر مع قيام النظام الجزائري بإغلاق مجاله الجوي أمام الطائرات المغربية. واقعا جديدا بعد أن أدلى رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، بتصريحات مثيرة.

 

 

 

ف”تبون” المثخن حقدا على المغرب والمغاربة. كشف المستور الكامن في السيكولوجيا المرضية ل”تبون” و”شنقريحة”. حيث أرجع هذا الحقد الأعمى القائم لدى عسكر الجزائر لوجود “خلافات تاريخية”.

وأرجع “تبون” هاته المرحلة التاريخية لعام 1963. وهو ما يثير تساؤلات عدة عن السبب الحقيقي وراء هذا الهجوم الأعمى. ولماذا تم التركيز على هذه الفترة الزمنية تحديدا؟.

يبدو أن الرئيس “تبون” لم يذكر فترة ما قبل 1963. والتي كان فيها المغرب في وضع حرج وهو الخارج من عملية البناء الوطني. وعلى الرغم من صعوبة اللحظة التي أتت مباشرة بعد الاستقلال. إلا انه وعلى الرغم من ذلك، قام بدعم الدول المجاورة في نضالها ضد الاستعمار الفرنسي. رافضا إدارة ظهره لجيرانه في معركتهم من أجل الحرية.

تاريخياً، تشهد الوقائع على أن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”. عاقب المنتخب المغربي عام 1958 بسبب تضامنه مع الشعب الجزائري. غذ وخلال ذلك العام، قام تسعة لاعبين جزائريين ينشطون في الدوري الفرنسي بتشكيل فريق يحمل اسم “جبهة التحرير الوطني”. حيث اجروا مباراة ودية مع المنتخب المغربي.

مباراة كانت السبب في فرض عقوبة على المنتخب المغربي. حيث تم حرمانه من المشاركة في كأس أمم أفريقيا، بسبب عدم اعتراف الفيفا بفريق “جبهة التحرير الوطني”. حيث كان الجزائريون، في تلك الفترة، يلعبون بقميص المنتخب الفرنسي.

في كتاب “نصف قرن من السياسة”. أكد الوزير والمستشار الملكي الراحل عبد الهادي بوطالبأن المغرب لم يتوقف عن دعم الثورة الجزائرية منذ بدايتها عام 1954. وأن هذا الدعم استمر حتى تحقيق الجزائر استقلالها عام 1962. وكان المغرب يعتبر أن تحقيق استقلال الجزائر لا يعفيه من مسؤوليته في مساعدة الشعب الجزائري في إعادة بناء بلاده وتحقيق التنمية الاقتصادية.

الدعم الكبير الذي قدمه المغرب للجزائر، لم يرق فرنسا والفيفا. حيث اعتبرت فرنسا أن هذا الدعم يشكل تدخلاً في شؤونها الداخلية. ويهدد مصالحها في المنطقة. وعلى هذا الأساس، ضغطت فرنسا على الفيفا لفرض عقوبة على المغرب.

وليست هاته هي العقوبة الوحيدة التي تم فرضها على المغرب بسبب دعمه للجزائر. حيث سبق للمغرب أن تعرض لعقوبات أخرى من قبل الفيفا. حيث تم استبعاده من بطولات أخرى وتغريمه مالياً. وهي العقوبات التي أثرت سلباً على تطور كرة القدم المغربية ومشاركة المنتخبات الوطنية في البطولات الدولية.

يجب أن نشدد على أن الواجب الأول والأهم للفيفا هو تعزيز روح الرياضة وتوحيد الشعوب عبر اللعبة. ومع ذلك، يبدو أن هناك تحيزًا واضحًا ضد المغرب بناءً على دوافع سياسية واقتصادية. يجب أن تكون الفيفا محايدة وعادلة في تعاملها مع جميع الفرق والمنتخبات، بغض النظر عن الصراعات السياسية القائمة.

بالنظر إلى التاريخ والوقائع. يبدو أن ما يحدث الآن بين المغرب والجزائر هو استمرار للتوثرات التي بدأت منذ الاستعمار الفرنسي.

التعليقات مغلقة.