أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

إنفلونزا الإصلاح

بقلم رضا سكحال

ألغى وزير التربية الوطنية والرياضة قرار تسقيف السن، قبل أن يهم بمغادرة وزارة التربية الوطنية، ويركب سيارته الفارهة المركونة بمرأب الوزارة، وأمضى الوزير الشهم قراره هذا، بعد رؤيته لأصحاب الشواهد يهرولون لاقتحام جدار مدينة تعود في الأصل لنا، فرارا من لعنة البطالة، ومن قهرها الذي طال رقاب العاطلين من أصحاب الشواهد.

مزق الوزير صك التجويد، بعد اقتناع أن هذا الأخير لا يمكن أن يرتبط بالسن، وعلوم التربية بنظريات التعلم والبيداغوجيات تشهد، لكن ما مصير أولئك الذين عانوا طيلة هذه المدة من القرار الجائر؟.

مهلا أيها الناقدون، ومهلا أيها الناقمون، وعذرا أيها الساخطون… فقد أعطى الوزير أوامره بتخصيص تعويض محترم  لتلك الجموع التي عانت من تبعات القرار، كنوع من جبر الضرر، وكنوع من الاعتراف بالإقصاء الذي ارتدى ثوب التجويد.

وأعلن وزير الفلاحة في خطوة مفاجئة، عن استقرار ثمن الأسعار، وألغى المخطط الأصفر، عفوا الأخضر، بعدما اتضح لمعالي الوزير أن كل ما قيل من شعر ونثر ومدح في برنامج لم يتعدى مساحة الورق الذي رسم له، سوى ترهات.

كما أقر بتخفيض سعر لحم الأبقار إلى 60 درهم للكيلوجرام الواحد، أما ثمن لحم الخروف، فاستقر عند 70 درهما، وذلك لتخفيف عبئ الأسرة المغربية، التي أنهكها الغلاء الفاحش.

انتقلت إنفلونزا الإصلاح إلى وزير التشغيل، وقبل أن يعطس، خصص 50 ألف منصب شغل قار في ميزانية 2025 لفائدة جيوش العاطلين عن العمل، قصد دمجهم في أسلاك الوظيفة العمومية.

وجمع رئيس البرلمان الحجر، قبل أن يقدم اعتذاره للشعب، بعد اعترافه بالفشل في تنفيذ ما وعد به حزبه خلال حملة الحمامة الزاجلة في الانتخابات، وقبل أن يخرج منديله، أخرج استقالته، وقبل أن يمسح دموعه المتساقطة، جمع مداده المبعثر، ووقع على قرار استقالته، كنوع من الاعتذار لمن منحوه أصواتهم.

وأعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة، بعد أن خالط كل من وزير التعليم، ووزير الفلاحة، ووزير التشغيل، ورئيس البرلمان، وبعد أن طالته عدوى التغيير والإصلاح، أنه لم يعد ناطقا بعد اليوم باسم الحكومة، بل سينطق لسانه بكل ما يعانيه الشعب، وسينقل آهاته، وكل ألامه.

وفي خطوة ممثالة، أكد رئيس الحكومة من الجنوب المغربي، عن خمس التزامات، وقبل أن يسردها مراسلنا أيوب، استيقظ من نومه على صوت مذيع التلفاز، الذي أعلن أن ثمن اللحم سيرتفع في الأيام المقبلة، وأن الحكومة ستعمل على استيراد الأبقار لمواجهة الأزمة.

بكى أيوب وصاح ملء السماء، كما وصفه درويش سابقا، لكن صياحه لم يتعدى دائرته.

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.