أنقذوا راحة المسافرين: ما وراء إهمال باحات الاستراحة على طريق السيار مكناس
بقلم: عيدني محمد
أصوات من الرباط
على طول طريق السيار مكناس، تنتشر بين الفينة والأخرى باحات استراحة تعتبر متنفسًا حيويًا للمسافرين، خاصةً في رحلاتهم الطويلة. غير أن الواقع المأسوي الذي يعيشه هؤلاء في بعض المواقع يصدم كل من يمر عليها، حيث تُجمَع الأوساخ، وتتراكم الفضلات، وتتحول المراحيض إلى مستنقع من الأوساخ والروائح الكريهة. هل باتت هذه الباحات مجرد صور من الإهمال واللامبالاة، أم أن هناك من يتسبب في تدهورها بشكل مقصود؟
تدهور الباحات يهدد صحة المسافرين:
ليس سرًا أن النظافة والسلامة في أماكن الاستراحة ليست فقط مسألة جمالية، بل ضرورة صحية ملحة. فالمراحيض غير الصالحة للاستخدام، والأوساخ المنتشرة في أماكن تواجد المسافرين، يمكن أن تؤدي إلى انتشار الأمراض، خاصة مع توفر بيئة مثالية لنمو الجراثيم والبكتيريا. المسافرون، وخاصة العابرين لمسافات طويلة، يعتمدون على هذه الباحات كملجأ، وإهمالها يعرض حياتهم للخطر، ويقلل من جودة تجارب السفر.
الأسباب والمسؤولية:
يذهب البعض إلى إلقاء اللوم على غياب الصيانة والتأهيل، فيما يتهم آخرون المسؤولية بالفساد الإداري وعدم وجود رقابة صارمة على الجماعات المشرفة، أو حتى غياب الإرادة السياسية لمعالجة هذه الإشكالات. من الواضح أن هناك تقاعسًا في تفعيل دور الجهات المختصة، سواء من طرف البلديات، أو الشركات المشغلة للمرافق، أو حتى الجهات المختصة بالنقل.
كما أن جزءًا من المشكلة يعود إلى غياب القوانين الصارمة والمعاقبة على المخالفين، مما يترك الأمر لأهواء بعض المسؤولين أو عمال النظافة، مما يؤدي إلى استشراء الفوضى واللامبالاة.
دور المجتمع والجماعات المحلية:
لا يقتصر الحل على الجهات الحكومية فحسب، بل يتطلب مشاركة فعالة من المجتمع المدني، والجماعات المحلية، والمسافرين أنفسهم. فالتوعية حول أهمية النظافة واحترام المرافق العامة ضرورية، ويجب أن تتضافر جهود الجميع للحفاظ على مرافق الراحة بشكل لائق، كمصدر فخر لمغربنا الحبيب.
التوصيات:
تفعيل الرقابة والمتابعة: يجب على الجهات المختصة العمل على وضع نظام صارم لمراقبة جاهزية ومطابقة الباحات للمواصفات الصحية، مع فرض عقوبات على المقصرين.
تحسين جودة الخدمات: توفير معدات صحية حديثة، والاستعانة بفرق صيانة دورية لضمان النظافة المستمرة.
التوعية العامة: إطلاق حملات تحسيسية بين المسافرين وأصحاب المركبات حول أهمية النظافة، والتعاون لخلق بيئة سفر أكثر أمانًا وصحة.
شراكة بين القطاعين العام والخاص: تشجيع المؤسسات الخاصة على الاستثمار في نظافة المرافق ودعم المبادرات المجتمعية في هذا المجال.
إن إهمال باحات الاستراحة على طريق السيار مكناس لا يعكس فقط تدهور البنية التحتية، بل هو رسالة سلبية عن مدى اهتمامنا بجودة الحياة، وسلامة المسافرين. فلابد أن نتحرك بسرعة لإعادة الأمور إلى نصابها، والتمتع بمرافق نظيفة ومستدامة، تحفظ كرامة المسافرين، وتعكس صورة حضارية لبلادنا.
فلنقف جميعًا معًا، ونضحي قليلاً من أجل مستقبل أفضل يليق بطموحات الشعب المغربي.
التعليقات مغلقة.