“هوبا هوبا سبيريت” تبهر جمهور البيضاء في أولى ليالي “كازا ميوزك ويك”
جريدة أصوات
رغم مرور السنين، لا تزال فرقة “هوبا هوبا سبيريت” محافظة على بريقها وحيويتها، إذ لم تضعفها تقلبات الزمن ولا غيرت ملامحها سوى بعض خصلات الشيب وملامح نضج بدني، لكنها ظلت وفية لطابعها الموسيقي الثائر وحماستها التي لا تخفت، بقيادة مؤسسها رضا العلالي، ذلك العاشق الأبدي للموسيقى.
الفرقة وقعت على عرض قوي، مساء الجمعة، خلال مشاركتها في أولى دورات مهرجان “كازا ميوزك ويك”، الذي يحتضنه الفضاء التاريخي “كازابلانكيز” وسط مدينة الدار البيضاء. وكان الحفل بمثابة لقاء مفعم بالنوستالجيا، جمع بين الفرقة وجمهورها “الهوباوي” الأصيل، خاصة من أبناء التسعينيات الذين رافقوها منذ بداياتها، ورددوا معها أشهر أغانيها بكل شغف.
عرض حي بطابع أصيل
ورغم صعود “هوبا هوبا سبيريت” إلى المنصة بتأخير ملحوظ تسبب في بعض التذمر والصفير، فإنها ما لبثت أن استدركت اللحظة، حيث انطلقت مباشرة في عرض موسيقي صاخب دون مقدمات، ألهب الحاضرين منذ أول نغمة. الأداء كان مشبعاً بالحيوية والطاقة الإيجابية والموسيقى الحية، ولامس قلوب جمهور متعطش للفن الأصيل، البعيد عن الصيغ التجارية والمنتجات “السطحية”.
أغانٍ مثل “ما عجبتينيش”، “كازا”، “كناوة باور”، و”فهاماتور” رددها الجمهور بصوت واحد، في لحظة جماعية تحولت إلى كرنفال موسيقي حقيقي، امتد صداه إلى أرجاء المكان، مؤكداً المكانة الخاصة التي ما زالت تحظى بها المجموعة في وجدان عشاقها.
إطلالة بنكهة “كناوية”
قبل صعود “هوبا هوبا سبيريت”، قدّم الفنان فهد بنشمسي عرضاً مميزاً مزج فيه بين أنغام “كناوة” ونفحات من “الطقطوقة” المراكشية وبعض الإيقاعات الغيوانية، في توليفة موسيقية أصيلة تجاوب معها الحضور، وإن كان الحماس أقل من ذلك الذي أبداه جمهور مهرجان “كناوة” في الصويرة الأسبوع الماضي.
الجمهور البيضاوي، الذي حجّ بكثافة إلى فضاء “كازابلانكيز”، بدا أنه جاء خصيصاً من أجل مشاهدة “هوبا هوبا سبيريت”، وعبّر عن ذلك بحضوره الكبير وتفاعله القوي، في ليلة موسيقية ناجحة أكدت من جديد أن للفن الأصيل جمهوره الوفي مهما تغيّر الزمن.
التعليقات مغلقة.