أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

ثانوية “الجولان” بالمحمدية تكرم المتقاعدين وتحتفي بالمتفوقين

-عزيز لعويسي

تزامنا مع “اليوم العالمي للمرأة” وتكريسا لسنة الاعتراف والعرفان وتجسيدا لثقافة التحفيز والامتنان، نظمت الثانوية التأهيلية “الجولان” بالمحمدية بتشارك وتعاون مع جمعية آباء وأولياء التلاميذ، بتاريخ الثامن من شهر مارس الجاري، حفلا بهيجا بقاعة العروض احتفاء بالأطر المحالة على التقاعد من الأساتذة والإداريين، لمشاركتهم لحظات المحبة والتقدير والوفاء، وبالمتميزين من التلاميذ الذين حصلوا على معدلات مميزة خلال الأسدوس الأول من الموسم الدراسي الجاري. تشجيعا لهم على ما حققوه من نتائج مميزة، وتحفيزا لهم لمواصلة المزيد من الجدية والمثابرة، في سبيل تسلق درجات التميز والنجاح والفلاح.

استهل هذا الحفل باستقبال حماسي للمتقاعدين على إيقاعات الدقة المراكشية تحت تصفيقات الحاضرين، ومباشرة بعد ذلك، تم الاستماع إلى تـــــــلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، بصوت التلميذة “بشرى ذاكر” (جذع مشترك ع.) الأولى في مسابقة لتجويد القرآن، عقب ذلك ألقى “منشط” الحفل “الأستاذ “عبد المجيد حســـون” (أستاذ التربية البدنية)، كلمة مقتضبة أكد في سياقها، أن ثانوية الجولان التأهيلية بالمحمدية، “يسرها كعادتها أن تجتمع في هذا اليوم، لتكريم قامات تعليمية، أفنت حياتها في تربية الأجيــال”، مرحبا بالضيوف الكرام، والأطر التربوية والإدارية والأطر المحالة على التقاعد والأساتذة القدامى، وكل من ساهم في إنجاح هذا الحفل البهيج، وقد تلى ذلك، عرض “ألبوم صور” من تصميم “ناظر المؤسسة” السيد “مصطفى الخلفي”، تم من خلاله استعراض صور للأطر الإدارية والتربوية المحالة على التقاعد من باب “النوستالجيا” و”العرفان” و”الامتنان” لما أسدته من خدمات جليلة .

بانتهاء الحيز الزمني لألبـــوم الصور، تناول الكلمة مدير الثانوية التأهيلية الجولان بالمحمدية السيد “محمد الطاهر شفيق”، رحب في مستهلها بالحاضرين من الضيوف( المدير الإقليمي” للتربية والتعليم بالمحمدية، رئيسة قسم الأنشطة بالمديرية، مدراء المؤسسات التعليمية (العاليا، جابر بن حيان، ثانوية المنصورية، الثانوية التقنية..)، مدير”المعهد الصناعي العالي”، رئيس “جمعية آباء وأولياء التلاميذ”، المتقاعدين، الأطر الإدارية والتربوية، التلاميذ المتفوقين..) مقدما أحر التهاني لنساء المغرب بمناسبة حدث اليوم العالمي للمرأة، متمنيا لهن الصحة والعافية وطول العمر، مبديا مشاعر الأسف والاعتذار لعدم التمكن من برمجة “بدعة” تكريم المتقاعدين” وتتويج المتفوقين غضون الموسم الدراسي المنصرم، وذلك لتزامن “موعد الاحتفاء ” مع امتحانات الباكالوريا وإطلالة شهر رمضان، مما فرض إذماج فوجي 2017 و2018 في حفل واحد.

 استرسالا في الحديث، توجه مدير المؤسسة، بكلمات شكر إلى الوجوه النيرة من المتقاعدين، لما قدموه من تضحيات جسام في سبيل النهوض والرقي بمستوى “ثانوية الجولان” سواء على مستوى المديرية الإقليمية للمحمدية أو على صعيد الأكاديمية الجهوية للدارالبيضاء سطات، موضحا في هذا الصدد أن المؤسسة دأبت أن تتبوأ مراتب متقدمة خاصة على مستوى”السنة الثانية باكالوريا علوم”، مبديا طموحه أن تسير المؤسسة في نفس النهج خلال الموسم الدراسي الجاري، بفضل المجهودات التي يقوم بها الأساتذة والتلاميذ وأسرهم وأوليائهم، وقد ختم كلمته بالتنويه بالمتوفقين من التلاميذ الحاضرين التي توجوا على رأس المستويات والشعب في أطوار الأسدوس الأول من السنة الدارسية الجارية، معبرا عن فخر المؤسسة بهم وبما حققوه، متمنيا لهم التوفيق نهاية السنة والنجاح والفلاح والسداد، شاكرا كل من ساهم في إعداد وإنجاز هذا الحفل البهيج من أساتذة وإداريين وتلاميذ.

عقب ذلك، أتى دور “المدير الإقليمي” للتربية والتعليم بالمحمدية، الذي تنــاول كلمة مقتضبة، عبر من خلالها عن مشاعر السعادة التي تغمره وهو يتقاسم لحظات الاحتفاء بالأطر المحالة على التقاعد، مؤكدا أن الحفل يجمع بين الماضي الذي تجسده الأطر التربوية والإدارية المحالة على التقاعد، والحاضر الذي تمثله الأطر التي لازالت تباشر مهمامها التربوية والإدارية، والمستقبل الذي سيحمل مشعله المتعلمين والمتعلمات بصفتهم أجيالا للغـد، واستغلالا لحدث اليوم العالمي للمرأة، فقد ختم كلمته، معبرا عن شكره وامتنانه لجميع النســـــــاء في جميع الميادين لما يقمن به من تضحيات جسام في حياتهم الشخصية كما في مساراتهم المهنية، متمنيا لهن “عيدا سعيدا”، والإسهام في رقي منظومة التربية والتكوين بالمحمدية تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

وحتى يتسنى مشاركة المتقاعدين من التربويين والإداريين فرحتهم، فقد تم فسح المجال للتلاميذ لإبراز مواهبهم وقدراتهم في الغناء والإنشاد والمسرح، حيث تم  عرض مجموعة من الفقرات الفنية والمسرحية (أناشيد، مسرحية ميمية، مونولوغ ..)، نالت إعجاب الحاضرين، تخللها تقديم باقات ورد من قبل التلميذتين ” نورة الخطابي”و”زينب العربي” (الأولى علوم رياضية 1) إلى النساء الحاضرات الممارسات منهن والمتقاعدات، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، علما أن عملية التقديم المواد والفقرات، تعاقب عليها كل من الأستاذ “عبدالمجيد حســون” والتلميذة “إكرام  م.”  (الأولى علوم تجريبية 1).

بين الفقرات والعروض الفنية، تناول الكلمة الأستاذ “عبدالعزيز كوكاس” باسم الأطر التربوية، أفاد من خلالها أن ثانوية الجولان تحتفي بأطرها الإد ارية والتربوية، كما تحتفي بتلاميذها باعتبارهم نواة للأجيــــال القادمة و”تمراتنا اليانعات”، مؤكدا في هذا الصدد أن المؤسسة اعتادت الوفاء إلى تقاليد صناعة ثقافة الاعتراف لأطر قدمت الشيء الكثير وأفنت على حد وصفه، زهرة عمرها  من أجل أن ترى تلك البدرات تصعد رويدا رويدا وتتنسم الهواء، وفي لحظة تقاطعت فيها المحبة بالشكر والعرفان، فقد أكد المصرح مخاطبا المتقاعدين “عشتم معنا وعشنا معكم لحظات جميلة، ذكراكم ستبقى موشومة في قلوبنا وأذهاننا، ونحن نقيم لكم هذا الحفل، ليس من أجل الوداع، ولكنكم باقون وقائمون فينا، حفل متواضع هو حب أدنى مما تستحقـــون، لأنكم قدمتم الكثير في مهنة النبل الإنساني بامتيــاز”، وقد ختم مداخلته الحبلى بالمعاني والدلالات، بكلمة مفعمة بالأمل والحياة، طالب من خلالها الأطر المحالة على التقاعد، بتدارك ما فات أو ما تعذر القيام به بسبب إكراهات وأعباء المهنة، بالاستماع إلى موسيقى مفضلة أو تتبع أفلام أو مطالعة كتاب …من أجل متعة الحياة بعيدا عن متاهات لملل …

مباشرة بعد كلمة الأستاذ “عبدالعزيز كوكاس” نيابة عن الأساتذة، فقد تناولت الكلمة “تلميذة “نيابة عن تلاميذ المؤسسة، تقاطعت فيها مفردات “الصفاء” و”النقاء”، من بين وما ورد فيها :” جدير بنا أن نحتفي بكم، ليس فرحا بفراقكم أو ابتعادكم، بل نكرمكم لأنكم حملتهم هذا المشعل وأديتم الأمانة، وسجلتم بصمات، سيشهد لكم بها تلاميذكم والأطر التي اشتغلت بجانبكم، وستبقى شهادتهم في حقكم، وسام فخر يتوج حياتكم المتميزة بنكران الذات والمليئة بالمعاناة، تحقيقا لغايات تربوية نبيلة .. مهما قلت لكم شكرا، فشكري لن يوفيكم” ، وقد ختمت كلمتها، بأن تمنت لمجموع المتقاعدين، دوام الصحة والعافية والنجاح والسداد.

وموازاة مع العروض الفنية، فقد تم تم تقديم شهادات تقديرية وهدايا تحفيزية للتلاميذ الذين حصلوا على نقط متميزة خلال الأسدوس الأول من الموسم الدراسي الجاري وعددهم “13” تلميذ(ة) من شعب ومسالك مختلفة، كل من التلميذة “بحبــاح يسميــن” (جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية 1، )، “أمجوض إيمــان” (جذع مشترك علمي -خيار فرنسية – )، “هبــــــــة انجيمــــي” (جذع مشترك علمي2 )، “عماد شــروق ” (جذع مشترك مهني صناعي1)، “فاطمة الزهراء أعبيـــدة” (الأولى باكالوريا آداب وعلوم إنسانية2 ) ، “أسيــــة الــــوزاري” (الأولى باكالوريا علوم تجريبية8)، “كنــزة أزهــــاري” (الأولى باكالوريـــا علوم رياضية1)، “أسامــة طغيــــــدة “(الأولى باكالوريا تصنيع ميكانيكي1)، “أيمن فيــلالي” (الثانية باكالوريا آداب2)، “حكيمــة خبــــــزي” (الثانية باكالوريا علوم الحياة والأرض1)، “فــــدوى عقــــاوي ” (الثانية باكالوريا علوم فيزيائية3، بمعدل)، “يونس بن التمـــار” (الثانية باكالوريا “أ”2) وكذا التلميــــذة “إحســــان بوعـزيــز” (الثانية باكالوريا تصنيع ميكانيكي2).

 علما أن المعدلات المحصل عليها تجاوزت عتبة “18.00” خاصة في الشعب والمسالك العلمية (جذع مشترك علمي((18.81))، الأولى باكالوريا علوم رياضية ((18)) والثانية باكالوريا علوم رياضية((18.57)) وعلوم  فيزيائية((18.25)) وعلوم الحياة والأرض((18,05))،  وتشجيعا للمواهب والقدرات، فقد تم تسليم جوائز مماثلة إلى أربعة تلاميذ، ثلاثة منهم تميزوا في إحدى مسابقات تجويد القـــرآن الكريم، والرابع تألق في مسابقة رياضية، ليكون عدد المتوجين من التلاميذ ما مجموعه “17” تلميذا وتلميذة، وبما أن اللحظة، هي لحظة “احتفاء” و”وفاء” و”عرفان” و”امتنان” ، فقد أبت المؤسسة بأطرها التربوية والإدارية، إلا أن تتوج وتكرم حارس الأمن الخاص “مصطفى” لما يقوم به من أدوار متعددة المستويات، تستحق الثناء والتقديــر والمزيد من التشجيع، ولا أبلغ من صورة جميع الإداريين والتربويين والتلاميذ، الذين وقفوا له تصفيقا واحتراما وتقديرا لحظة تكريمه وتتويجه، وهي مبــادرة إنسانية تستحق كل الثناء والتنويـــــه.

بعد التلاميذ المتوجين، أتى دور الأطر المحالة على التقاعد موسمي 2017 و2018، والتي حظيت بشرف التكريم اعترافا لما أسدته من خدمات جليلة، بشهادات تقديرية وهدايا تذكارية، تولى تسليمها على التوالي كل من المدير الإقليمي ومدير المؤسسة ورئيس المعهد العالي الصناعي و مدارء المؤسسات التعليمية الحاضرين وبعض زملاء المحتفى بهــم، ويتعلــــق الأمر بما مجموعه (21) أستاذا وأستاذة، كل من  “محمد شداد الحـــراق”، نعيمة أعبد للوي”،”المصطفى اللوزاني”و”نجاة هداج” (مادة اللغة العربية)، و”لحسن تللوزت”،”فوزية لواح”،”رجاء جسوس”و”فوزية لكزولي” (مادة اللغة الإنجليزية) و “رشيد نكاس” و”مصطفى زيطوت” (مادة اللغة الفرنسية) و “عبدالحكيم قدوري”،”سعاد تواج” (مادة الفلسفة)، “عبدالمجيد بنشرقي”و”حسن الماون” (مادة الرياضيات)، ” عبدالعزيز دريد” (مادة العلوم الفيزيائية) “عبدالله افريشيش” (مادة علوم الحياة والأرض)، “محمد جامع” (مادة التربية البدنية)، إضافة إلى كل من “محمد جنان” (حارس عام)  و”فاطمة العابدي”(ملحقة تربوية) و”محمد كرفوسي”(مساعد تقني) وكذا الأستاذ “بوشعيب لاركو” (مكلف بالمختبر).

هذا، وقد انتهى الحفل البهيج بحفل شاي، تخلله التقــــاط صور للذكرى مع المحتفى بهم من الأساتذة والإداريين والتلاميذ، في أجواء من المحبة والفخر والاعتزاز، على أمل أن يتجدد اللقاء الموسم القادم مع مكرمين ومحتفى بهم جدد، ولامناص من الإشارة، إلى المشاركة الطيبة للتلاميذ في إنجاح هذا الحفل، سواء من خلال المشاركة في الفقرات والعروض الفنية والمسرحية التي نالت إعجاب الحاضرين، أو من خلال الإشراف على الجانب التنظيمي داخل القاعة، وهذا  يدل بما لايدع مجالا للشك، أن التلميذ(ة) ليس فقط مستقبل للتعلمات، بل هو أيضا “مواهب” و”قدرات”، لايمكن أن تحيى وتعيـــش، إلا في ظل “مدرسة الحيـــــاة” .

-كاتب رأي، أستاذ التاريخ والجغرافيا بالسلك التأهيلي (المحمدية)ـ باحث في القانون وقضايا التربية والتكوين.

التعليقات مغلقة.