أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

على هامش عبثية الجلد والسلخ في شوارع الوطن.

عبد الرحمان غندور

أرى وطني يتهاوى بسرعة تفوق الوصف، حين يسلخ حملة المعرفة على قارعة الطريق، وحين يتم اغتيال العقل والروح في خلايا الأرض والانسان، وهما وحدهما جسر العبور إلى شط الأمان. 
عشت الحياة استنشق رائحة الأمل وسط الغيوم الداكنة… و أسافر في ثنايا الجراح المتقرحة، وأسمع الأنين يلتقط الأنين، وأنا أرعى بصيص النور في المدرسة وفي نساء ورجال التعليم، وفي عيون التلميذات والتلاميذ. واليوم أعيش القتل السافر لما تبقى من الأمل في واضحة النهار وجنح الظلام وأسمع زعيق حكام لا أفواه لهم في أضرحة الكلام…
ها هو البحر في وطني يستعد للرحيل حتى تتصحر الشواطئ والمرافئ… 
ها هي الحياة تجدد غربتها وتفقد لون الحياة، ويـنْـصِـبُ الجلاد القديم / الجديد خيامه على أجساد شباب يحملون قلما وكتابا لأطفال حتى لا يصلبهم الجهل . 
الحكام يستلذون بساعاتنا الواقفة في كل المحطات …ويفرحون للقطار المستريح على سرير عقاربها… 
و في النفس سُـؤال يـسـأَلُ الـسُّـؤال…
من نحن وما قيمتنا وما جذوى وجودنا في هذا المكان؟؟؟؟
هل نحن مثل حبات الرمل تشتتها الرياح على مسالك أزمنة العبث؟؟؟؟
و…هل الزمان يعرفنا أم نحن الـصَّـدَأُ في عجلة الزمان؟؟؟
هل لا زال القلب ينبض بين الضلوع، كي يخبرنا أنه لا زال في جعبتنا ما يجب أن نقوله أو نفعله؟؟؟
و هل لا زال في الرأس شيء يفكر في رأسه كي يكتب لنا سِفْـرَ البقاء؟؟؟
ما أفظع أن نكون أجسادا بلا رؤوس وبلا سؤال.
ما أبخس أن نكون دون أن نكون…ونفقد أصواتنا حين يتعلم الأطفال نطق الكلمات…
ما أهوننا ونحن نعجن خبزنا بدقيق الفساد، ونطبخه في فرن المفسدين، ونقتاته خانعين راكعين. 
وبالرغم من كل هذا…على الحكام الجهلاء أن يعلموا علم اليقين، أنهم بجلدهم لحملة التنوير، إنما يصنعون نهايتهم…ويحفرون قبورهم… فنساء ورجال التعليم كما كانوا عبر التاريخ هم صناع أزمنة الانصهار، لأنهم يصارعون فوق فوهة البركان ويعرفون كيف يزلزلون المكان تحت أقدام صناع اليأس والدمار…

التعليقات مغلقة.