عادل الزبيري
إلى صديقي إدريس الكنبوري؛
ما تخيلت في فكَري؛ أن تقترف هذا النص الجميل، فروايتك #زمن الخوف، قادتني إلى احترام ما أبديته من قبل من مشاعر تجاهل، ومن استهلاك لصور نمطية اجتماعية، لمدينة #مغربية، لا تزال تعيش على هوامش #المغرب اليوم، للأسف الشديد، اسمها #سوقأربعاء_الغرب.
فيا #صديقي، في ليلة شتوية طويلة، أتاها برد قارس، تدفيت فيها بـ 3 بطانيات، بين جبال #الريف، في قرية النخاخصة، في قبيلة البرانص، في ضواحي تازة، في زمن مهمة صحافية، بدأت السفر عبر صفحات كتابك، الذي حملته معي في حقيبتي للسفر، كمعون ثقافي، من بيتي في مدينة #سلا.
ففي البداية، اعتقدت أن #زمن_الخوف، كتاب اعتيادي جدا، سأتلهى به، ويعود إلى الرفوف مع أخواته الشقيقات، من بنات الورق، ومع انطلاقي في الركض السريع، بين الصفحات، خالطني الحلم بالحرقة فبالفرح، وتابعت #الأطفال الصغار في مغامراتهم اليومية في #القرية، وطاردت نهاية حكايات البطل #أنا، منذ أول ليلة حيث قتل #الذئب.
وفاجئتني يا #صديقي، بحرفية الصائغ للنص، بإخفاء بطل أول، وزعيم الشلة، في #رواية #زمنالخوف؛ ومشيت الخطى صوب لحظات كثيرات، فتحن في روحي لويحظات من آدميتي ومن طفولتي، ومن روايتي الأولى #زمنالعرفان؛ أعتقد أننا ننتمي إلى زمن البدايات والطفولات والانطلاقات الأولى، لأنها زمكان يصهر المعدن الأصيل الصامد في وجه كل التعريات.
وبكل موضوعية، ولست لأنك #صديقي، أعترف وأنا العاشق للرواية، إلى الثمالة #الثقافية، أن #زمنالخوف، تحفة جديدة، تستحق كل الاحترام في #الأدبالمغربي المعاصر، ولها مكانها في الأدب #العربي، إذا غادرت الحدود، لتجد رسلا لها عبر العالم، فكتابك يليق بالقراءة وبالنقد الجميل، وبالتنقيب عن الرسائل الظاهرة والمبطنة.
كما أعتقد بكل جرأة، أن #زمنالخوف؛ هو نداء من أجل جيل جديد، من المصالحات الاجتماعية والتنموية والتاريخية، مع ما يسمى بـ #الغربالمغربي، بعد دخول #المغرب في مصالحة سياسية.
#صديقي؛ كتبت فأنتجت نصا محترما وراقيا، ويليق به عن جدارة اسم رواية، فتعرفي عليك بعد #زمن_الخوف، أصبح عميقا، لأن في داخلك صبي صغير وحالم، رغم لفافات التبغ التي حرقتها، وأتمنى أن تطلقها إلى الأبد، ورغم سقوط الشعر، ورغم النظارات الطبية، ورغم محنة صحية ألمت بك، وهربت لأنك لا تزال قادرا على الاستمرارية على الطريق باسقا، رجلا صادقا، يواجه الرياح، وأغنياء الاستقلال الجدد، بكل شجاعة.
وأحترم فيك يا #صديقي، في روايتك البكر، بوحك عن حقائق صادمة جدا، لا يعرفها كثير من #المغاربة، حول التاريخ السياسي #المغربي المعاصر، في مدينة #سوقالأربعاءالغرب، خاصة المذبحة الشهيرة، الني اقترفها أقدم حزب سياسي #مغربي، لا يزال حيا حزبيا.
ووضعت الأصبع على الجراح، التي ما نجح الشهم من رجال القرية، في ابتلاعها ليفارقوا الحياة من حسرتهم، من غبنهم، من خيبتهم، لأن خونة الأمس خلال الحماية الفرنسية، أصبحوا القادة في زمن الاستقلال؛ يمصون الدماء، ويقتلون من يشاؤون، ويعذبون من يريدون، ويستولون على أراضي من أرادوا، باسم العهد الجديد في #المغرب.
وأومن أن #زمن_الخوف هو أولا دواء للكاتب، من تشققات على جدران الروح، من سنوات ولت منذ عهد بعيد، وثانيا هي نفض غبار عبر الأدب عن مدينة صغيرة تشرق عليها الشمس دون تنمية، وتذكرة سفر سياحية إلى مكان من جغرافيا الوطن، ودعوة إلى المصارحة؛ لأننا نعيش زمن ما بعد المصالحات السياسية، وضغط لإعادة للنظر في ثقوب يهب منها الريح، لا تزال متواجدة في جدران غير صلبة، للمواطنة.
التعليقات مغلقة.