بقلم د. مبارك أجروض
يعتبر الكزاز (أو التيتانوس) tétanos أحد الأمراض البكتيرية الخطيرة غير المعدية التي تصيب الجهاز العصبي مسببة تقلصات مؤلمة في العضلات، ويحدث نتيجة دخول بكتيريا تسمى بـ clostridium tetaniإلى الجسم من خلال جروح في الجلد غالباً ما تكون تسببت بها الأجسام الملوثة بالبكتيريا، وغالباً ما تتواجد هذه البكتيريا في التربة، والغبار، والسماد الحيواني، ويعتبر الكزاز نادر الحدوث في وقتنا الحالي، وذلك بسبب انتشار لقاح الكزاز في معظم دول العالم. قد تؤدي عدوى الكزاز إلى تشنج حاد في العضلات وقصور حاد في التنفس، إذ يعد من الحالات الطبية الطارئة التي إذا لم تتم معالجتها فوراً باللقاح المضاد قد تكون مهددة للحياة، كما أن تكرار الحصول على اللقاح المعزز كل 10 سنوات يضمن الحماية من الإصابة بالمرض، لأن العدوى غالبًا ما تسبب تقلصات عضلية في الفك والرقبة. لكن، ستنتشر التقلصات والتشنجات في النهاية إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ويمكن أن تكون عدوى tétanos مهددة للحياة دون علاج. وما يقرب من 10 إلى 20% من عدوى التيتانوس قاتلة، وفقًا لمصدر موثوق به لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). والكزاز هو حالة طبية طارئة تتطلب علاجًا فوريًا في المستشفى. ولحسن الحظ، يمكن الوقاية منه من خلال استخدام اللقاح. لكن المناعة التي يتم الحصول عليها من هذا اللقاح لا تستمر إلى الأبد، وستكون هناك حاجة إلى حقن التيتانوس المعززة كل 10 سنوات لضمان المناعة. ويمكن أن تظهر علامات الكزاز وأعراضه في أي وقت بداية من عدة أيام إلى عدة أسابيع بعد أن تدخل بكتريا التيتانوس إلى الجسم من خلال الجروح، ويمتد متوسط فترة حضانة البكتريا من سبعة إلى ثمانية أيام.
* علامات الكزاز وأعراضه الشائعة
تتمثل علامات الكزاز وأعراضه في تشنج عضلات الفك وتصلبها، تصلب عضلات الرقبة، صعوبة البلع، تصلب عضلات البطن، تشنجات مؤلمة في الجسم تستمر لعدة دقائق، وغالبًا ما تكون بسبب أحداث صغيرة مثل تيار هوائي أو ضوضاء عالية أو لمس الجسد أو الضوء، الحمى، التعرق وارتفاع ضغط الدم.
* أسباب الإصابة بالـكزاز
البكتريا المسببة للكزاز، وهي clostridium tetanus، في الأرض والأتربة وبراز الحيوانات. وعندما تدخل البكتريا في جرح عميق، قد تنتج spores de toxines bactériennes (poison) قويًا يسمى tétanospasmine ينشط ليعيق الخلايا العصبية الحركية والأعصاب التي تتحكم في العضلات. ويمكن لتأثير toxine في motoneurones أن يتسبب في تصلب العضلات وتشنجاتها – وهي العلامات الأساسية على الإصابة بالتيتانوس.
* العوامل الضرورية لبكتريا التيتانوس حتى تنتشر في الجسم.
يتضمن عدم التلقيح غير الملائم، جرح نافذ يؤدي إلى إنتاج spores du tétanos في مكان الجرح، وجود بكتيريا أخرى معدية، جرح الأنسجة، جسم غريب مثل مسمار أو شظية والتورم حول الجرح.
* حالات أخرى للإصابة
وتتمثل في الجروح بالوخز، الكسور المركبة، الحروق، الجروح الناتجة عن العمليات الجراحية، عضات الحيوانات، ulcères du pied infectés وinfection du moignon du cordon ombilicalلدى حديثي الولادة المولودين من أمهات لم يتم تطعيمهن باللقاح المناسب.
* مضاعفات الإصابة بالكزاز
وهي كسر العظام بسبب حدة التشنجات، العجز أو lésions cérébrales permanentes خصوصا في الأطفال والوفاة، بسبب تعارض تشنجات العضلات الحادة مع التنفس، مما يؤدي إلى عدم إمكانية التنفس على الإطلاق في بعض الفترات.
* تشخيص وعلاج عدوى الكزاز
يشخص الأطباء الكزاز بناء على الفحص البدني والتاريخ الطبي وتاريخ التلقيحات بالإضافة إلى علامات وأعراض تشنجات العضلات وتصلبها وألمها، ولا تعد الاختبارات المعملية بوجه عام مفيدة في تشخيصه، ونظرًا لأنه لا يوجد علاج محدد له، يتألف العلاج من:
ـ تنظيف الجرح للوقاية من نمو أبواع الكزاز، ويشمل هذا التنظيف إزالة الأوساخ والأشياء الغريبة والأنسجة الميتة من الجرح.
ـ يمكن أن يصف الطبيب مضادات لسم الكزاز مثل immunoglobuline، ومع ذلك، يمكن ألا تفعل مضادات السموم شيئًا سوى تعطيل مفعول السم الذي لم يتغلغل في الأنسجة العصبية بعد.
ـ يمكن أن يصف الطبيب أيضًا مضادات حيوية تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن لمقاومة بكتيريا الكزاز.
ـ يستخدم الأطباء المهدئات القوية بوجه عام من أجل السيطرة على تشنجات العضلات.
ـ يمكن استخدام أدوية أخرى، مثل sulfate de magnésium و bêta-bloquants معينة للمساعدة في تنظيم نشاط العضلات اللاإرادي مثل ضربات القلب والتنفس، كذلك يمكن استخدام المورفين لهذا الغرض بالإضافة إلى استخدامه باعتباره مهدئًا، العلاجات الداعمة للمساعدة على التنفس.. مثل أنابيب التنفس.
* توصيات صحية
قد تعرض الجروح بالوخز أو غيرها من الجروح العميقة أو عضات الحيوانات أو الجروح الملوثة على وجه الخصوص، إلى خطر كبير للإصابة بالعدوى. والحصول على العناية الطبية ضروري إذا كان الجرح عميقًا ومتسخًا، وعلى الأخص إذا لم يكن المصاب متأكدًا من حالة تطعيمه، ويترك الجروح غير النظيفة مفتوحة لتجنب حبس البكتيريا في الجرح المغطى بضمادة. وقد يحتاج الطبيب إلى تنظيف الجرح ووصف مضاد حيوي وإعطاء حقنة جرعة منشطة من vaccin contre le tétanos، وإذا تم التلقيح مسبقًا، فيجب أن ينشئ الجسم سريعًا الأجسام المضادة اللازمة للوقا، وإذا كان الفرد مصابًا بجرح صغير، فستقيه الخطوات التالية من الإصابة بـtétanos:
ـ إذا كان الجرح ينزف، فالضغط عليه مباشرة للسيطرة على النزيف.
ـ غسل الجرح جيدًا بماء نظيف جارٍ (أو بمحلول ملحي إن وجد). تنظّيف المنطقة الموجودة حول الجرح بالصابون ومنشفة تنظيف. وإذا كانت هناك فضلات متبقية داخل الجرح، فزيارة الطبيب تصبح ضرورية.
ـ بعد تنظيف الجرح، يتم وضع طبقة رقيقة من كريم أو مرهم يحتوي على مضاد حيوي، مثل néosporine وpolysporine، اللذين يحتويان على مضادات حيوية متعددة المكونات.
من الملاحظ أن هذه المضادات الحيوية لن تجعل الجرح يلتئم بسرعة أكبر، ولكن يمكنها تثبيط نمو البكتيريا والعدوى ويمكن أن تجعل الجرح يلتئم بفاعلية أكبر. كذلك قد تسبب مكونات معينة في بعض المراهم طفحًا جلديًا خفيفًا لدى بعض المصابين. لذا يجب التوقف عن استخدام المرهم إذا ظهر طفح جلدي.
ـ يمكن أن يعجل التعرض للهواء من التئام الجرح، ولكن يمكن للضمادات أن تساعد في الحفاظ على نظافة الجرح وإبعاده عن البكتيريا الضارة. كذلك تعد البثور التي تخرج إفرازات عرضة للإصابة. ولذا ينبغي الحفاظ عليها مغطاة حتى تتكون قشرة الجرح.
ـ وضع ضمادة جديدة مرة في اليوم على الأقل أو متى أصبحت الضمادة رطبة أو متسخة للمساعدة في الوقاية من العدوى. وإذا كان المصاب يعاني من حساسية تجاه اللصق المستخدم في أغلب الضمادات، فعليه استخدام ضمادة خالية من اللصق أو شاشًا معقمًا وشريطًا ورقيًا.
التعليقات مغلقة.