أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

ضيق التنفس الحاد Détresse respiratoire aiguë

بقلم المرحوم د. مبارك أجروض

 

تعتبر متلازمة الضائقة التنفسية الحادة syndrome de détresse respiratoire aiguë حالة رئوية طبية طارئة، ومن المحتمل أن تهدد الحياة، حيث أن التهاب الرئة وتجمع السائل في alvéoles pulmonaires يؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين، وتحدث عندما يملأ السائل الأكياس الهوائية في الرئتين، ويؤدي وجود الكثير من السوائل في الرئتين إلى خفض كمية الأوكسجين أو زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون في مجرى الدم. ويمكن أن تمنع متلازمة الضائقة التنفسية الحادة الأعضاء من الحصول على الأوكسجين الذي يحتاجه الجسم ليؤدي وظائفه، ويمكن أن تتسبب في النهاية في فشل الأعضاء.

 

وهذه المتلازمة تؤثر بشكل شائع على الأشخاص الذين يعانون من مرض شديد في المستشفى. كما يمكن أن يكون سببها صدمة خطيرة، وتحدث الأعراض عادةً في غضون يوم أو يومين من المرض الأصلي أو الصدمة، وكثير من المصابين لا ينجون من المرض، ويزيد خطر الموت مع التقدم في السن وشدة المرض. أما من ينجون من المرض، فبعضهم يتعافى تمامًا بينما يعاني البعض الآخر من ضرر دائم في الرئتين.

 

* علامات وأعراض متلازمة الضائقة التنفسية الحادة

 

وتتمثل في الضيق الحاد في التنفس، سرعة التنفس بجهد وبشكل غير عادي، انخفاض ضغط الدم، الارتباك والتعب الشديد.
وعادة ما تحدث الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة عقب الإصابة بمرض أو إصابة كبيرة، ومعظم من يتأثرون بها يكونون محتجزين في المستشفى بالفعل.

 

* أسباب الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة 

 

وتتمثل في تسمم الدم وهو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالمتلازمة، استنشاق المواد الضارة بتركيزات عالية مثل الدخان أو الأبخرة الكيميائية، الالتهاب الرئوي الحاد، إصابة في الرأس أو الصدر أو إصابة كبرى أخرى، مثل السقوط أو حوادث السيارات ويكون الأشخاص الذين لهم تاريخ مرضي من الإصابة بإدمان الكحول المزمن أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة. كما أنهم أكثر عرضة للوفاة بسبب متلازمة الضائقة التنفسية الحادة.

 

* مضاعفات متلازمة الضائقة التنفسية الحادة

 

تظهر مضاعفات متلازمة الضائقة التنفسية الحادة في fibrose pulmonaire، مما يجعل تدفق الأوكسجين من الأكياس الهوائية إلى مجرى الدم أكثر صعوبة، pneumothorax، caillots sanguins نتيجة الرقود فترات طويلة، العدوى، لأنه يتم توصيل جهاز التنفس الصناعي مباشرة بأنبوب يدخل في القصبة الهوائية، فهذا يسهل أن تصيب الجراثيم الرئتين بالعدوى وتتسبب في إحداث مزيد من التلف فيهما واضطراب وظائف الرئة حتى بعد التعافي.

 

وقد تؤدي المسكنات وانخفاض مستويات الأوكسجين في الدم إلى فقدان الذاكرة ومشاكل في الإدراك بعد الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة. وفي بعض الحالات، قد تقل الآثار بمرور الوقت، ولكن في حالات أخرى، قد يكون الضرر دائمًا. ويفيد معظم الناجين من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة بأنهم مروا بفترة من الاكتئاب القابل للعلاج.

 

* تشخيص وعلاج متلازمة الضائقة التنفسية الحادة

 

لا يوجد اختبار معين لتحديد الإصابة، فالتشخيص يعتمد على الفحص الجسدي وتصوير الصدر بالأشعة السينية ومستويات الأوكسجين وباستبعاد الأمراض والحالات الأخرى – مثل بعض مشاكل القلب – التي يمكنها أن تؤدي إلى المعاناة من الأعراض نفسها.

 

ويمكن أن يوضح تصوير الصدر بالأشعة السينية أي جزء من الرئتين مليء بالسوائل وكميتها داخل الرئتين، وما إذا كان القلب متضخمًا. ويمكن أن يوفر الفحص بالأشعة المقطعية معلومات مفصلة حول البنى داخل القلب والرئتين. ويمكن قياس مستوى الأوكسجين من خلال إجراء اختبار بأخذ عينة من الدم من الشريان الموجود في المعصم. ولان علامات وأعراض متلازمة الضائقة التنفسية الحادة تتشابه مع تلك الخاصة ببعض مشاكل القلب وقد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات القلب، مثل مخطط كهربية القلب والإيكو.

ويتمثل الهدف الأول في علاج متلازمة الضائقة التنفسية الحادة في تحسين مستويات الأوكسجين في الدم. فبدون الأوكسجين، لا تعمل أجهزة الجسم بشكل سليم وجيد. وللحصول على مزيد من الأوكسجين في مجرى الدم، من المحتمل أن يستخدم الطبيب الأوكسجين التكميلي من خلال قناع يتم وضعه بإحكام على الأنف والفم، للأعراض الخفيفة أو كإجراء مؤقت ومساعدة جهاز للتنفس، حيث يقوم جهاز التنفس الصناعي بدفع الهواء داخل الرئتين وطرد بعض السوائل من الأكياس الهوائية.

 

* بعض الأشياء الشائعة التي قد تؤدي إلى هذا النوع من تلف الرئة

يُعد التحكم بعناية في كمية السوائل الوريدية أمرًا هامًا، فالكثير من السوائل يمكن أن يزيد من تراكمها في الرئتين، أما القليل من السوائل فيمكن أن يشكل ضغطًا على القلب وغيره من أجهزة وأعضاء الجسم، ما يؤدي إلى الإصابة بصدمة.

 

عادة ما يتم وصف الدواء للمصابين بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة لأسباب منها منع العدوى وعلاجها، تخفيف الألم والشعور بعدم الراحة، منع تكون جلطات في الساقين والرئتين، تقليل reflux gastro-oesophagien وتسكين الألم.  وفي مرحلة التعافي من المهم الإقلاع عن التدخين وتجنب التدخين السلبي كلما أمكن ذلك، الإقلاع عن الكحول واخذ تطعيم الأنفلونزا السنوي وكذلك لقاح المضاد لـpneumonie كل خمس سنوات، للتقليل من خطر الإصابة بعدوى في الرئة. وتتضمن بعض الأشياء الشائعة التي قد تؤدي إلى هذا النوع من تلف الرئة الإصابة بـCovid-19، استنشاق المواد السامة، مثل الماء المالح والمواد الكيميائية والدخان والقيء، الإصابة بعدوى دموية شديدة، الإصابة بعدوى شديدة في الرئتين مثل pneumonie، تلقي إصابة في الصدر أو الرأس مثل حوادث السيارات، تناول جرعة زائدة من المهدئات أو مضادات الاكتئاب.

 

تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية مثل كبار السن والاصابة بمرض الرئة المزمن والمدخنين. كما يمكن تشخيص الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية من خلال عدة طرق منها اختبار الدم أو أشعة سينية على الصدر، الأشعة المقطعية، مسحات الحلق والأنف، مخطط كهربية القلب.

 

كما يمكن أن يكون انخفاض ضغط الدم وانخفاض الأكسجين في الدم علامات على الإصابة بـ polyarthrite rhumatoïde وقد يعتمد الطبيب على مخطط كهربية القلب ومخطط صدى القلب لاستبعاد حالة القلب، إذا كانت الأشعة السينية للصدر أو الأشعة المقطعية تكشف عن الأكياس الهوائية المملوءة بالسوائل في الرئتين، ويتم تأكيد تشخيص الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية.

التعليقات مغلقة.