أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

ملف حصوات الكلى Calculs rénaux

إعداد د. مبارك أجروض

 

حصوات الكلى هي عبارة عن رواسب صلبة مكونة من معادن وأملاح تتشكل داخل الكليتين لأسباب مختلفة، منها النظام الغذائي والوزن الزائد، وأحياناً تتكون بسبب تناول بعض الأدوية. والجزء الصعب من الإصابة بحصى الكلى هو انتقالها من الكليتين إلى المسالك البولية، ما يدفعها للتبلور والتسبب في آلام حادة وغير محتملة للشخص المريض، وفي بعض الأحيان قد تتطلب تدخلاً جراحياً لإزالتها. ولكن في الوقت ذاته يمكن ألا تُسبب تلك الحصى أي أضرار في حال تمّ اكتشافها في وقت مبكر، حيث أظهرت الدراسات أن هذا المرض قد وجد عند قدماء المصريين منذ أكثر من 7000 عام. معظم حالات الحصوات الكلوية يمكن علاجها بدون أي تدخل جراحي من الطبيب. أما الحالات الأكثر تعقيداً فهي تعالج بطرق مختلف. وقد أظهرت الدراسات الحديثة الكثير من الأسباب التي تساعد في تكوين الحصوة والتي يمكن تجنبها.

 

* ما هي الحصوة الكلوية

تتكون الحصوة من بلورات تنفصل من البول وتتجمع على الجدار الداخلي للكلي. ويحتوي البول بشكل طبيعي على كيماويات تمنع تكوين البلورات. ولكن هذه الكيماويات أو الموانع الطبيعية قد لا تكون موجودة عند بعض الأشخاص وبالتالي تتكون الحصوة عندهم. إذا كانت هذه البلورات صغيرة جداً فقد تمر في قناة مجرى البول دون ملاحظة ذلك. وتحتوي الحصوة الكلوية على مجموعة من الكيماويات، أكثر أنواع الحصوات انتشاراً تحتوي على Calcium avec phosphate ou oxalate. هذه التركيبات موجودة بشكل طبيعي في الغذاء اليومي لكل فرد وتقوم بتكوين أهم أجزاء جسم الإنسان مثل العظام والعضلات. هناك نوع من الحصوات الكلوية أقل انتشاراً، وهي حصوة تحدث نتيجة إصابة في قناة مجرى البول. ويوجد نوع آخر من الحصوات أقل في الانتشار وهو حصوة الحامض البولي. تختلف حصوة المرارة عن حصوة الكلي حيث أن كل واحدة تتكون في مكان مختلف من الجسم. وإذا كان هناك شخص مصاب بحصوة في المرارة، فليس من الضروري أن يكون مصاب بحصوة في الكلى.

 

 *أسباب ظهور حصوة الكلي

السبب الرئيسي في ظهور الحصوة الكلوية غير معروف تحديداً. لكن هناك بعض الأطعمة التي تساعد على تكوين الحصوة عند بعض الناس. الجينات الوراثية قد تكون لها تأثير في إصابة بعض الناس. حيث أن الشخص الذي لديه تاريخ مرضي لأحد أفراد عائلته للإصابة بالحصوة الكلوية يكون أكثر عرضة للإصابة من غيره، وهناك أيضاً بعض الأمراض التي تكون لها علاقة كبيرة بتكوين الحصوات الكلوية مثل: إصابة قناة مجرى البول، حدوث أية مشاكل أو خلل في الكلي مثل أمراض حويصلة الكلي أو خلل التمثيل الغذائي بالجسم، هناك بعض أمراض التمثيل الغذائي الموروثة مثل Hyperoxalurie/Cystinurie  والتي غالباً ما تسبب الإصابة بالحصوات الكلوية، تقوم الكلي في حالة الإصابة  Cystinurie بإفراز كمية كبيرة منL’acide aminé cystéine  هذا الحامض لا يذوب في البول، ويمكن أن يتراكم حتى يكون حصوات. أما في حالة Hyperoxalurie فإن الجسم يقوم بإفراز كمية كبيرة من الأملاح. وعندما تزيد كمية الأملاح ولا يمكن إذابتها في البول، يتم تراكم الأملاح وتكوين حصوات في الكلي. تحدث عملية امتصاص Hypercalciurie عندما يقوم الجسم بامتصاص كمية كبيرة من الكالسيوم من الأطعمة المختلفة التي تدخل الجسم ويقوم بتفريغ الكمية الزائدة من الكالسيوم في البول. وعندما تزيد كمية الكالسيوم في البول، يحدث تكوين لـOxyalate de calcium أو Phosphate de calcium وتتراكم هذه البلورات في الكلي أو قناة مجرى البول. ـ يحدث تراكم لحصوات الكالسيوم أيضاً في حالة الإصابة بالتهاب مزمن في الأمعاء أو في حالة إجراء عملية تغيير شرايين في الأمعاء.

 

* أعراض الإصابة بحصوة الكلى

تبدأ الأعراض الأولي لحصوة الكلي، بألم شديد ومفاجئ عندما تبدأ الحصوة بالحركة في قناة مجرى البول وبالتالي يحدث حك أو انسداد في القناة. يشعر المريض بألم شديد وشد عضلي على جانبي منطقة الكلي أو في أسفل البطن. تحدث أحياناً حالة من القيء والغثيان مصاحبة للألم. إذا كان حجم الحصوة كبير ويصعب خروجها من قناة مجرى البول فيزيد الألم بشكل كبير حيث تقوم العضلات الموجودة في جدار الحالب بعصر هذه الحصوات وخروجها إلى المثانة. عندما تكبر الحصوة أو تتحرك، قد يجد المصاب دم في البول. وعندما تتحرك الحصوة إلى أسفل الحالب وبالقرب من المثانة، يشعر المريض بحاجة ملحة ومستمرة للتبول ويشعر أيضاً بحرقان شديد أثناء التبول. إذا شعر المريض بارتجاف وسخونة مصاحبة لهذه الأعراض السابقة فقد تكون هناك إصابة كبيرة ويجب استدعاء الطبيب فوراً.

 

* تشخيص حصوة الكلى

هناك أنواع حصوات تكون ساكنة (صامتة)، أي لا يوجد لها أعراض ظاهرة ويتم اكتشافها فقط عن طريق Rayons X. وهذه الحصوات قد تمر دون ملاحظتها، قد يتم اكتشاف حصوة الكلي أيضاً عن طريق عمل أشعة إكس لشخص يعاني من وجود دم في البول، فيتم اكتشاف وجود الحصوة. تعطي أشعة اكس فرصة كبيرة للطبيب لفحص مدى حجم وشكل الحصوة ومكانها في الجسم. أما بالنسبة لاختبارات الدم والبول فهي تساعد على اكتشاف أي مواد غريبة قد تساعد في تكوين حصوة مع مرور الوقت.

 

* علاج الحصوات الكلوية

معظم الحصوات الموجودة بالكلي يمكن علاجها بدون أية جراحات. معظم الحصوات يمكن خروجها من الجهاز البولي عن طريق شرب كمية كبيرة من المياه يومياً (حوالي من 2.5 إلى 3.5 لتر) وراحة لمدة يومين للمريض مع تناول بعض العقاقير التي قد يصفها الطبيب. والخطوة الأولي للعلاج، الوقاية إذا تعرض أي شخص للإصابة بأكثر من حصوة في الكلي من قبل، فهو بذلك أكثر عرضة من غيره للإصابة مرة أخرى. لذلك فالوقاية وتجنب تكوين حصوة مرة أخرى شيء مهم جداً في عملية العلاج. يقوم الطبيب المعالج بعمل اختبارات دم وبول في المعمل، والاستفسار عن التاريخ المرضي للمريض والعادات الغذائية له. في حالة خروج الحصوة، يقوم الطبيب بفحصها لتحديد مكوناتها. قد يطلب الطبيب من المريض تجميع البول لمدة 24 ساعة والاحتفاظ به بعد خروج الحصوة. تستخدم هذه العينة لفحصها وقياس مستوى Acide, calcium, sodium, urique et oxalate فيها. يستخدم الطبيب هذه القياسات في تحديد سبب تكوين الحصوة. يتم أخذ عينة بول أخرى لمدة 24 ساعة لتحديد مدى استفادة الجسم بنوع العلاج.

 

* تغيير نمط الحياة

إن أفضل وأهم تغيير في نمط الحياة يجب أن يقوم به المريض هو شرب كمية كبيرة من السوائل يومياً وخاصة المياه. وبالنسبة للشخص الذي يتم علاجه والتخلص من وجود حصوة في الكلي، يجب عليه شرب كمية كبيرة من السوائل يومياً والتي تجعله يخرج حوالي 2.5 لتر بول كل 24 ساعة. وبالنسبة للشخص الذي يعاني من وجود كمية كبيرة من الكالسيوم وOxalate في البول، قد يحتاج لتقليل كمية الطعام التي تحتوي على كالسيوم وOxalate. فكرة نقص الكالسيوم ليست عامة لكل مرضي الحصوات الكلوية، بل أن الكالسيوم يمكن أن يفيد بعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع Oxalate فقط في البول وزيادة الكالسيوم في وجباتهم قد تفيد في العلاج. أما بالنسبة للمرضي الذين يعانون من ارتفاع شديد في الحامض البولي فقد يحتاجوا لتقليل كمية اللحوم، الأسماك والطيور حيث أن هذه الأنواع من الأطعمة ترفع نسبة الحامض في البول. وقد يصف الطبيب بعض العلاجات الدوائية لمنع تكوين الحصوات التي تحتوي على كالسيوم أو حامض اليوريك. تقوم هذه العقاقير بالتحكم في كمية الأحماض والقلويات في البول وهي مفتاح تكوين الحصوات. كما قد يقوم الطبيب بالعلاج عن طريق التحكم في الكالسيوم البولي وبالتالي يمنع تكوين حصوات الكالسيوم، وذلك عن طريق عقاقير مدرات البول.

 

* العقاقير تقلل من نسبة الكالسيوم التي تفرز في البول بواسطة الكلى

بالنسبة لحصوات الأحماض الأمينية Cucstine فلا يمكن التحكم فيها عن طريق شرب كمية كبيرة من السوائل، فهي تتطلب العلاج عن طريق بعض العقاقير التي تقلل من كمية هذه الأحماض في البول. إذا تم إزالة الحصوة تماماً، فإن أول خطوة للوقاية من تكوين حصوات مرة أخرى هي بقاء البول نقي تماماً من أية إصابات بكتيرية. ويتم عمل اختبار بشكل دوري للمريض لضمان عدم وجود بكتيريا في البول. وبالنسبة لتكوين حصوات الكالسيوم نتيجة فرط نشاط الغدة الجار درقية، فيمكن القيام بإجراء جراحة لإزالة الغدة الجار درقية والتي توجد في الرقبة. عملية إزالة هذه الغدة تنهي مشكلة الحصوات الكلوية تماماً عند هذا الشخص.

 

* العلاج الجراحي

هناك بعض أنواع الجراحات قد تكون مطلوبة لإزالة حصوة الكلي، إذا كانت هذه الحصوة لا يتم تفتيتها أو خروجها بشكل طبيعي باستخدام الوسائل السابق ذكرها مع مرور الوقت وأيضاً إذا كانت تسبب ألم شديد. إذا كان حجم هذه الحصوة كبير ولا يمكن خروجها من قناة مجرى البول أو الحالب. إذا كانت هذه الحصوة تقوم بسد عملية تدفق البول. تسبب التهابات مستمرة في قناة مجرى البول. تسبب ضرر لأنسجة نزيف مستمر. كانت الحصوة تتزايد وتكبر.

 

ـ عملية إزالة الحصوة: 

كانت عملية إزالة الحصوة منذ فترة قريبة تعتبر عملية مؤلمة للغاية وتتطلب فترة نقاهة طويلة من 4 إلى 6 أسابيع. ولكن الآن أصبحت هذه العملية متطورة جداً وهناك طرق كثيرة يمكن إجرائها بدون الحاجة إلى جراحة كبيرة منها عملية تفتيت الحصوة من خارج الجسم وهذه الطريقة هي أكثر الطرق انتشاراً في علاج حصوات الكلي. وهي عبارة عن ذبذبات من خارج الجسم وتنتقل من خلال جلد الجسم وأنسجته حتى تخترق هذه الذبذبات الحصوة وتقوم بتفتيتها. وهناك أجهزة مختلفة لتفتيت الحصوة، ويتم استخدامها بطرق مختلفة أيضاً. مثال ← هناك نوع جهاز يتم فيه وضع المريض في حمام مياه أثناء اختراق الذبذبات إلى داخل أنسجة الجسم. وهناك أنواع أخرى لها بطانة (شبه وسادة) يستطيع المريض الاستلقاء عليها. ومعظم هذه الأجهزة تكون مزودة بأشعة اكس أو موجات فوق الصوتية وذلك لمساعدة الجراح على تحديد مكان الحصوة أثناء العلاج. وتتم هذه العملية بسهولة ويستطيع المريض استعادة نشاطه الطبيعي في وقت قصير. وهناك بعض المضاعفات قد تحدث لبعض المرضى فقد يجد المريض دم في البول لعدة أيام بعد العلاج. وقد تكون هناك بعض الآلام البسيطة أو شعور عام بعدم الراحة في منطقة البطن وذلك بسبب الذبذبات. وقد ينصح الطبيب المعالج المريض ببعض الإجراءات لتجنب حدوث مضاعفات مثل عدم تناول الأسبرين أو العقاقير التي تؤثر في عملية تجلط الدم لمدة أسابيع قبل بداية العلاج.

 

ـ عملية شق الكلية وإخراج الحصوة: 

عندما يكون حجم الحصوة كبير إلى درجة كبيرة ولا يستطيع الطبيب إزالتها عن طريق عملية التفتيت، فيفضل استخدام هذه الطريقة في التخلص من حصوة الكلي. يقوم الطبيب بعمل فتحة صغيرة في الظهر ثم إحداث شق من الظهر إلى الكلي مباشرة مستخدماً آلة خاصة وتزال بها الحصوة.

 

ـ إزالة الحصوة من الحالب: 

بالرغم من أن حصوة الحالب يمكن إزالتها عن طريق عملية التفتيت، إلا أن هذه الطريقة تستخدم لإزالة الحصوة في منتصف أو أسفل الحالب. لا يحتاج الطبيب إلى عمل شق أو فتحة كما هو الحال في الطريقة السابقة. فقد يقوم الطبيب بإدخال منظار الحالب من خلال مجرى البول والمثانة حتى يصل إلى الحالب. ثم يقوم الجراح بتحديد مكان الحصوة ويقوم بإزالتها كلياً أو تكسيرها إلى أجزاء صغيرة مستخدماً آلة مخصوصة تحدث ذبذبات لتفتيت الحصوة.

 

* طرق للوقاية من الإصابة

الشخص الذي تعرض للإصابة بحصوة في الكلي في الماضي، هو أكثر عرضة لأي إصابة حديثة. أفضل وأول الطرق الأساسية لتجنب تكوين حصوات كلوية، هو شرب كمية وفيرة من السوائل يومياً خاصة المياه. وبالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة لتكوين حصوات كلوية، يمكنهم القيام بعمل بعض الاختبارات والفحوصات الطبية التي تساعد الطبيب على تحديد الأسباب التي قد تساعد في تكوين الحصوات. يحتاج بعض الأشخاص إلى تناول بعض العقاقير لتجنب تكوين حصوات في الكلي. وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من إصابة مستمرة في قناة مجرى البول وتكوين حصوات، قد يحتاجوا إلى إزالتها إذا قرر الطبيب أنها السبب الرئيسي في حدوث الإصابة.

التخفيف من حرقة المعدة Brûlures d’estomac

التعليقات مغلقة.