وفرة العرض واستقرار الأسعار بسوق “الرحبة” للماشية بالداخلة قبل أيام من عيد الأضحى

يشهد سوق “الرحبة” للماشية بمدينة الداخلة، على بعد أربعة أيام من حلول عيد الأضحى، وفرة في العرض واستقرارا في الأسعار، التي لم تعرف على العموم أي ارتفاع محسوس هذه السنة مقارنة بالمواسم السابقة.

   ويشهد هذا السوق، الأكبر من نوعه والوحيد بالجهة الذي تتمركز فيه العشرات من الأحواش لتربية الأغنام والماعز بجميع أصنافها، نشاطا غير مسبوق خلال هذه الأيام المتبقية قبل العيد.

وإلى جانب هذا السوق، يقيم تجار ومربو المواشي منذ حوالي أسبوع، أسواقا صغيرة على حافة الطرق وفي مختلف الأحياء لتيسير مهمة اقتناء المواطنين لأضحية العيد.

ورغم أن الأضحية سنة مؤكدة فقط بالنسبة للقادر عليها، فإن غالبية الأسر بجهة الداخلة وادي الذهب، حتى وإن كانت معوزة، تحرص بأي ثمن على توفير أضحية العيد ومستعدة لصرف كل مدخراتها وحتى الاستدانة للقيام بهذه الشعيرة.

وهكذا سيجد الراغب في اقتناء الأضحية من سوق الرحبة أثمنة تتراوح ما بين 1500 درهم و3500 درهم للكبش الواحد، من سلالات السردي وبني كيل وتمحضيت، وما بين 900 درهم و1500 درهم للرأس بالنسبة للماعز التي يفضل البعض فيها الصنف المحلي.

وعموما، شهدت أسعار أضاحي العيد هذه السنة استقرارا ملحوظا ومستويات معقولة، إلا أن بعض زبناء السوق يرى عكس ذلك، كما هو الحال بالنسبة لأحمد، العامل في أحد مصانع التبريد، الذي صرح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأسعار لا تزال مرتفعة، ملقيا باللائمة على الفلاحين والكسابة لاستغلالهم مناسبة العيد لرفع أسعار المواشي.

ويؤيده في ذلك جمال، زبون آخر، الذي تساءل، في تصريح مماثل عن الأسباب التى تجعل من مناسبة دينية مناسبة للتجارة والربح، معربا عن حيرته في كيفية تصرفه في مرتبه البالغ 3500 درهم لاقتناء أضحية وباقي المشتريات المتعلقة بها.

ويبدو أن للكسابين رأي مخالف، ومن بينهم حميدو الذي اعتبر أن الأسعار غير مرتفعة هذه السنة مقارنة بأسعار العام الماضي، مشددا على أن أي تخفيض أكبر في الأسعار يعرضه للخسارة، نظرا لارتفاع أسعار العلف.

ويرى زميله سالم، الذي يتعاطى هذه المهنة منذ ما يزيد عن العقدين، أن المشكلة تكمن في الزبون الذى يأتي إلى السوق وفي ذهنه تصور معين عن ثمن خروف العيد قد لا يتوافق دائما مع واقع الحال.

ويقدر عدد أضاحي العيد بجهة الداخلة وادي الذهب هذه السنة، حسب المديرية الجهوية للفلاحة، بأكثر من 15 ألف و100 رأس، منها 9.600 رأس من الغنم، و2.500 رأس من الماعز، بالإضافة إلى 3.000 رأس يتم استقدامها من باقي جهات المملكة لسد حاجيات الساكنة المتزايدة خلال هذه المناسبة، مما يؤكد ان العرض يغطي بشكل كبير الطلب على الأضاحي.

وتحرص المديرية الجهوية للفلاحة، والمصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية على إجراء مراقبات يومية لمستوى العرض وكذا ثمن البيع المتداول من أجل ضمان السير العادي لهذه العملية، والقيام بمعاينات يومية للحالة الصحية للقطيع المعروض للبيع من أجل حماية المستهلكين وضمان جودة الأضاحي المعروضة للبيع.

فيصل عاشق الليل : م.و.ن.ع

التعليقات مغلقة.